دشنت وزارة التربية والتعليم، السبت الماضي، امتحانات الشهادة الثانوية والأساسية للعام الدراسي 2015م في المحافظات الخالية من الصراعات والأحداث التي تشهدها اليمن في الفترة الراهنة، وقالت الوزارة إن عدد الطلاب الذين حضروا الامتحانات في اليوم الأول من امتحانات الشهادة الثانوية بلغ 259ألف و183 طالبا في مختلف المحافظات التي تجري فيها الامتحانات. ففي محافظة تعز التي تشهد مواجهات مستمرة بدأت الامتحانات في غالبية مديريات المحافظة وتم تأجيلها في المديريات الغير مستقرة وتأثرت بالمواجهات الدائرة في مدنية تعز، وبلغت المديريات التي تم تأجيل الامتحانات الأساسية والثانوية سبع مديريات وهي: «صالة، القاهرة، المظفر، التعزية، صبر الموادم، مشرعة وحدنان، شرعب السلام». مراسل «الخبر» زار عدد من المراكز الامتحانية ورصد سير العملية الامتحانية فيها، وأهم السلبيات والمشاكل التي تعرقل سير الامتحانات وتجعلها الأسواء في تاريخ العملية التربوية، والتقى بعدد من التربويين والقائمين على سير العملية الامتحانية في عدد من المراكز الامتحانية. وتشهد العملية الامتحانية انتشار ظاهرة الغش بشكل أوسع من الأعوام السابقة، ويقول تربيون إن المراكز الامتحانية أصبحت كالأسواق، حيث يتجمع الطلاب أثناء الامتحان على شكل حلقات عوضا عن دخول المسلحين إلى قاعات الامتحان وإرغام المراقبين على السماح للطلاب بالغش بقوة السلاح. وتعليقا على إقامة الامتحانات في ظل الأوضاع التي تعيشها اليمن يقول القائمون على بعض المراكز الامتحانية إن امتحانات الشهادة الثانوية والأساسية لهذا العام تعد الأسوأ في تاريخ العملية التربوية بالمحافظة، مرجعين أسباب ذلك إلى ضعف الإعداد والتنسيق لأداء الامتحانات في أدواء هادئة ومستقرة، وكذا نقل مقر اللجنة العامة للامتحانات وانقسامها إلى قسمين جهة شرقية ومقرها مديرية حيفان، وجهة غربية مقرها منطقة التربة التابعة لمديرية الشمايتبن. ويشير التربويون إلى سلبيات أخرى تتمثل بإقامة الامتحانات في بعض المديريات واستثناء مديريات أخرى من العملية الامتحانية، مضيفين: «كان الأولى بوزارة التربية تأجيل الامتحانات في كافة مديريات المحافظة نظرا للأوضاع التي تعيشها محافظة تعز خلال الفترة الراهنة». ويعاني القائمون على سير العملية الامتحانية من عدم استكمال اجراءات إصدار تكاليف للملاحظين والمراقبين بالمراقبة في المراكز الامتحانية، حيث أن أغلب المراقبين يعملون بدون تكاليف من قبل اللجنة الفرعية. ومن المشكلات التي تواجه العملية الامتحانية، بحسب القائمين على سيرها، الغياب التام للجان الأمنية في المراكز الامتحانية بمختلف المديريات ما تسبب في تجمهر المواطنين والمسلحين في ساحات المراكز ودخولهم إلى القاعات، إضافة إلى عدم وجود مستحقات مالية حتى الآن للجان القائمة بأعمال الامتحانات مادفع الكثير من رؤوسا اللجان والمراكز الامتحانية إلى ابتزاز الطلاب وأخذ مستحقات مالية منهم مقابل السماح لهم بالغش. ثمة سلبيات أخرى تجعل امتحانات هذا العام أسوأ من الأعوام السابقة تتمثل في تغيير طريقة توزيع أسئلة الامتحانات وتوزيع رؤوسا اللجان والمراكز الامتحانية، حيث تم تسليم الأسئلة هذا العام لمدراء التربية في المديريات، بدلا من تسليمها لرؤساء اللجان الامتحانية المكلفين من مقبل مكاتب التربية في المديريات ككل عام، معتبرين أن ذلك يجعل أسئلة الامتحانات عرضة للتسريب وبشكل أسهل، إضافة إلى تكليف مدير التربية في المديرية لمدراء المدارس كرؤوساء لجان لمدارسهم في المديرية ذاتها، بحيث يتولى هؤلاء المدراء اختبار طلابهم بصفتهم رؤوساء للمراكز الامتحانية، وهو مايخل في العملية التربوية، حيث أن من يترأس المراكز الامتحانية هم موجهين يجري ترشيحهم من قبل مكتب التربية في المحافظة، غير أنه ونتيجة للوضع الأمني الذي تعيشه المحافظة أوكل إلى مدراء التربية في المديريات مهمة ترشيح رؤوساء المراكز الامتحانية.