لقى أربعة أشخاص مصرعهم، وأصيب عشرات آخرون من حزب الله اللبنانى فى اشتباكات صيدا بين أنصار الشيخ السلفى أحمد الأسير وعناصر "حزب الله" الشيعية على خلفية النزاع السورى، فيما ترددت أنباء غير مؤكدة عن تعرض الشيخ الأسير لإصابات بليغة أثناء إلقائه النار على الجيش اللبنانى. يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية للجيش اللبنانى فى محيط مسجد بلال بن رباح ضد أنصار إمام المسجد الشيخ أحمد الأسير، فى منطقة عبرا بصيدا بالجنوب اللبنانى على مدى أكثر من عشرين ساعة حتى الآن. وأفادت مصادر أمنية لبنانية بأن الجيش أحكم سيطرته على مجمع الأسير ووصل إلى محيط المسجد ليحكم السيطرة عليه، بينما تتواصل الاشتباكات مع بعض القناصة المتمركزين على أسطح الأبنية. وأكدت المصادر وقوع اشتباك بين الجيش ومجموعة مسلحة على الكورنيش البحري لمدينة صيدا، حيث أصيب عدد من المسلحين بجروح في حين فر الباقون. وذكرت مصادر إعلامية أن 20 قتيلاً من أنصار الشيخ أحمد الأسير سقطوا داخل مسجد بلال بن رباح بمدينة صيدا اللبنانية، خلال القصف الذي يشنه الجيش اللبناني و"حزب الله" على المسجد. وأشارت إلى أن عبد الرحمن شمندر المسؤول العسكري لدى الشيخ أحمد الأسير، قتل خلال هجمات الجيش اللبناني المدعوم من "حزب الله" على المسجد. ومن جهة أخرى، قال مصدر أمني صباح اليوم إن الاشتباكات استمرت طوال الليل بين الجيش ومسلحي جماعة جند الشام في منطقة التعمير بمخيم عين الحلوة في صيدا، حيث استعملت الأسلحة الرشاشة وقذائف آر بي جي. وذكرت قناة "الجزيرة" أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل طلب من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري التوسط لدى الجيش لوقف الاشتباكات في محيط المخيم، وأنه تم التوافق على وقف لإطلاق النار في المنطقة منذ ظهر اليوم. وفي الأثناء، تحدثت وسائل إعلام محلية عن حركة نزوح كبيرة منذ صباح اليوم من صيدا باتجاه بيروت، كما نقلت أنباء غير مؤكدة عن خطف المسلحين اثنين من جنود الجيش. وبلغ عدد ضحايا الجيش اللبناني في الاشتباكات الدائرة مع أنصار الشيخ أحمد الأسير بالمدينة منذ أمس الأحد 15 قتيلا ونحو مائة جريح، إضافة إلى وجود عدد غير محدد من الجثث داخل مسجد بلال بن رباح حيث يتحصن أنصار الشيخ، في حين أعلن الجيش اللبناني عن دخوله المجمع الأمني الذي يتحصن به المسلحون. وفي غضون ذلك عقد ممثلين عن هيئة علماء المسلمين وقيادة الجيش اللبناني فجر اليوم اجتماعا في صيدا لمحاولة وقف الاشتباكات. وأوضح المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في صيدا وجنوب لبنان بسام حمود أن قيادة الجيش لم تبد تجاوبا مع مطالبهم بوقف إطلاق النار لسحب المدنيين والجرحى من مناطق الاشتباك والحوار مع الأسير، رغم حصولهم على وعود إيجابية من قيادات سياسية وعسكرية قبل اللقاء، بحسب قوله. وحمل الشيخ سالم الرافعي في مؤتمر صحفي عقده بعد الاجتماع مسؤولية فشل المبادرة على "طرف ثالث غير الجيش كان يريد استمرار المعركة وارتكاب مجزرة في جامع بلال بن رباح"، مشيرا إلى أن الجيش رفض وقف إطلاق النار ساعة واحدة فقط. وأضاف الرافعي : إن الهيئة لن تتواصل بعد الآن مع الدولة ولن تتدخل في ضبط الشارع، متسائلا "أليس لأهل السنة حرمة مثلهم مثل أي طائفة أخرى.