تمكن باحثون بريطانيون من جامعة أكسفورد البريطانية، من تحديد الفترة الزمنية التى أنشئت خلالها الدولة المصرية، مستخدمين تقنية "التأريخ بالكربون المشع" وبرنامج كمبيوتر طور خصيصًا لإنجاز الدراسة، وقد أفضت هذه الدراسة إلى نتائج علمية حول تاريخ مصر يصفها الباحثون بغير المسبوقة. ويشير التقرير الذى أعدته هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، حول نشأة الدولة المصرية القديمة، كونها إحدى أقدم الحضارات، وهذا متفق عليه إلا أن الفترة الزمنية التى تأسست خلالها بقيت غير محددة. ويتابع التقرير، فى إحدى المختبرات فى جامعة أكسفورد البريطانية تم إنجاز دراسة علمية تجمع بين الفيزياء والكيمياء والإحصائيات وعلم الآثار، وأدت إلى تحديد الفترة الزمنية التى أسست خلالها الدولة المصرية، وقد حصل فريق البحث على "خٌصل من الشعر وعظام ونباتات يعود تاريخها إلى نحو خمسة آلاف عام"، استقدمت من متاحف متفرقة، لأن إخراجها من مصر غير قانونى، ثم أحرقت لتصبح كربونًا، ومن ثم أدخلت إلى محرك يحدد بدقة ما مر عليها من وقت. من جانبه يقول "مايكل دي"، الباحث بجامعة أكسفورد ل"بى بى سي"، إن الدراسة تثبت بأن مصر تحولت من تجمعات متفرقة إلى كيان موحد خاضع لسلطة مركزية خلال نحو 600 عام، موضحًا أنها قد تبدو فترة طويلة إذا ما قارناها بالنطاق الزمنى القديم، وإنما فى الواقع مثل هذا تحول كبير حدث بشكل سريع جدًا. ويوضح التقرير بأن الدراسة تظهر تحديد السلالة الأولى التى حكمت مصر، وكانت كالتالى: أول الملوك كان يدعى"كاها" يليه "سمرخت" ثم "أنجب" يليه "مرينيت" ثم "دن"، ثم "مرى نيت"، ثم "زيت"، ثم "زير" وآخرهم "آها"، ويظهر من خلال ذلك بأن السلالة الحاكمة الأولى ضمت سبعة ملوك وملكة واحدة. بدوره قال المؤرخ أحمد عثمان لل"بى بى سي"، أن الشعب المصرى منذ البداية يرغب بالوحدة، مشيرًا إلى أن امرأة تحكم مصر قبل حتشبسوت بنحو ألفى عام شىء مهم للغاية. فى النهاية يتضح بأن "التأريخ" عبر الكربون ليست بشىء جديد فى تلك الدراسة، ولكن الجديد فيها هو استخدام برنامج إلكترونى يصدر نتائج علمية عوضًا عن التقديرات التى تعتمد على الآثار، هذا هو ما أتت به الدراسة، ومعرفة التاريخ عبر العلوم الطبيعية، ما قد يفتح الباب أمام دراسات تكشف النقاب عن حضارات أخرى.
