قصفت قوات الحكومة الليبية بلدة مصراتة المحاصرة ليل الاربعاء ولم يثنها عن ذلك التهديدات الغربية بتكثيف العمل العسكري ضد قوات الزعيم معمر القذافي. وقال متحدث باسم مقاتلي المعارضة ان قذائف المورتر قتلت ثلاثة على الاقل من قوات المعارضة وأصابت 17 في أحدث هجمات على شارع طرابلس وهو الشارع الرئيسي في مصراتة.
وتحاصر منذ سبعة أسابيع القوات الموالية للقذافي مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية والمعقل الوحيد للمعارضة المسلحة في غرب البلاد. وذكرت تقارير أن المئات لقوا حتفهم هناك.
ويقول مقاتلو المعارضة ان قوات القذافي التي تضم قناصة تتعمد مهاجمة المدنيين وهو ما تنفيه طرابلس. وقال التلفزيون الليبي الحكومي في ساعة مبكرة يوم الخميس ان سبعة اشخاص قتلوا وأصيب 18 بجروح في غارة شنها حلف شمال الاطلسي على منطقة خلة الفرجان بالعاصمة طرابلس. ولم يتسن على الفور التحقق من صحة التقرير من جهة مستقلة.
وأضاف نقلا عن متحدث عسكري أن قوات حلف الاطلسي قصفت فيما بعد أهدافا في بلدة غريان جنوبي طرابلس. وقال المتحدث "تعرضت مدينة غريان لقصف العدوان الاستعمارى الصليبي فجر اليوم نتج عنه استشهاد عدد من المواطنين وجرح اخرين وتدمير عدد من البيوت."
ونصح اللفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد عمليات حلف الاطلسي في ليبيا المدنيين يوم الاربعاء بالابتعاد عن قوات القذافي لمساعدة الحلف على تنفيذ ضربات جوية.
وقال في بيان "يمكن أن يساعد المدنيون حلف الاطلسي من خلال الابتعاد عن قوات ومعدات نظام القذافي كلما أمكن. سيتيح هذا للحلف ضرب تلك القوات والمعدات بسهولة أكبر."
وقال مسؤول اخر من حلف شمال الاطلسي لرويترز يوم الخميس "نريد الابقاء على الضغوط على الوحدات في الجبهة وأن نزيدها لكن الخطر الاكبر في فعل هذا يكمن في الخسائر بين المدنيين.
"يجري استخدام عدد متزايد من المعدات العسكرية للقذافي قرب المناطق التي يسكنها مدنيون وقرب المباني بدرجة أكبر مما يجعل الاستهداف صعبا بالطبع."
وأبدى مقاتلو المعارضة احباطهم من العملية العسكرية التي يقودها حلف الاطلسي والتي يعتبرونها مبالغة في الحرص.
وقال عبد السلام وهو متحدث باسم مقاتلي المعارضة "قوات حلف الاطلسي غير فعالة في مصراتة. حلف الاطلسي أخفق تماما في تغيير الاوضاع على الارض."
وقالت فرنسا انها سترسل ما يصل الى عشرة مستشارين عسكريين الى ليبيا. كما ستقوم بريطانيا بخطوة مماثلة لمساعدة المقاتلين على تحسين التنظيم والاتصال. ولا يعتزم أي من البلدين تسليح المقاتلين أو تدريبهم على القتال.
وفي باريس تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تزعم الدعوة لتدخل حلف شمال الاطلسي بدعم من الاممالمتحدة بعمل عسكري أقوى في اول اجتماع له مع زعيم المجلس الوطني الانتقالي المعارض مصطفى عبد الجليل.
ونقل مسؤول في مكتب الرئيس عن ساركوزي قوله لعبد الجليل "سنقوم بالفعل بتكثيف الهجمات والاستجابة لهذا الطلب من المجلس الوطني الانتقالي... سنساعدك."
ولم يذكر كيف تخطط القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي لكسر الجمود على الارض بعد ان رفضت الولاياتالمتحدة والعديد من الحلفاء الاوروبيين في الاسبوع الماضي المشاركة في هجمات برية.
وقال عبد الجليل للصحفيين انه دعا ساركوزي لزيارة مدينة بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة في شرق ليبيا لاظهار دعم فرنسا لجهود المعارضين. ولم يوضح مسؤولون فرنسيون ما اذا كان ساركوزي قبل الدعوة.
وكان من بين القتلى في مصراتة المصور الصحفي البريطاني تيم هيذرينجتون الذي شارك في اخراج الفيلم الوثائقي (ريستريبو) عن الحرب في أفغانستان والمصور الامريكي كريس هوندروز واللذين قتلا عندما فاجأت نيران قذائف المورتر مجموعة كانا ضمنها.
وقال الصحفي الاسباني جييرمو ثربيرا لرويترز ان المجموعة كانت عائدة من شارع طرابلس عندما وقع انفجار. ومضى يقول ان القذائف "أصابت المجموعة... سقطوا جميعا على الارض."
وقال مسعفون ان طبيبا أوكرانيا قتل أيضا في حادث اخر. كما فقدت زوجة الطبيب احدى ساقيها. وقال خالد أبو فلقة وهو طبيب في اللجنة الطبية بمصراتة ان 365 شخصا قتلوا منهم 85 مدنيا على الاقل كما أصيب أربعة الاف اخرين في المدينة منذ أن حاصرتها القوات الحكومية قبل سبعة أسابيع.
وقال معارضون انهم يقاتلون القوات المؤيدة للحكومة من اجل السيطرة على طريق رئيسي في المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها 300 الف نسمة وهي اخر معقل للمعارضة في غرب ليبيا. ويقول مدنيون انهم يعيشون في خوف مستمر من القناصة.
وقالت زينب وهي أم لفتى عمره عشر سنوات يرقد في مستشفى بعد اصابته بطلق ناري "كان محمد وأصدقاؤه في مرأبنا. خرجوا للعب واضطر أن يتوقف لارتداء حذاءه. في هذه اللحظة أصابت الطلقة رأسه."
وأوشكت الامدادات الغذائية والطبية على النفاد في مصراتة. وهناك صفوف طويلة في محطات الوقود كما قطعت الكهرباء لذلك فان السكان يعتمدون على المولدات. وهناك الالاف من العمال المهاجرين الاجانب الذين حاصرهم القتال هناك ينتظرون انقاذهم في منطقة الميناء.
وقال عبد الرحمن وهو من المتحدثين باسم مقاتلي المعارضة في مكالمة هاتفية من بلدة الزنتان في غرب ليبيا ان هناك قتالا يدور قرب الحدود الغربية مع تونس.
ومضى يقول "توجد حاليا اشتباكات في نالوت وهي مستمرة منذ يوم الاثنين. تستخدم قوات القذافي صواريخ جراد وقذائف المورتر في مهاجمة نالوت. انها ليست معركة متكافئة. مقاتلو المعارضة ليسوا مسلحين جيدا." وقال شهود ان مقاتلي المعارضة سيطروا فيما يبدو على الجانب الليبي من معبر حدودي قرب بلدة الدهيبة وهي منطقة نائية شهدت قتالا مع القوات الحكومية. واستسلم بعض جنود الحكومة الى الجيش التونسي.
وقال مصدر لرويترز انه ظهرت أدلة يوم الاربعاء على ان حكومة القذافي تراوغ للتغلب على عقوبات الاممالمتحدة على واردات البنزين لغرب ليبيا باستخدام وسطاء لاستيراد البنزين ينقلون الوقود بين السفن في تونس. من مايكل جورجي