ردت السلطة الوطنية الفلسطينية بعنف على تصريحات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، التي قال فيها إن قيام دولة فلسطينية سيكون مقدمة لإنهاء إسرائيل من الوجود، فاعتبرت أن ما قاله "يخدم أهداف اليمين الإسرائيلي،" مشيرة إلى ما وصفته ب"تقاطع الأهداف" بين الموقف الإيراني وما تتبناه تل أبيب. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن "الناطق الرسمي باسم السلطة الوطنية الفلسطينية،" دون أن تذكر هويته قوله: "نقلت وكالات الأنباء تصريحات للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زعم فيها أن إقامة دولة فلسطينية ستكون مجرد خطوة أولى على طريق محو إسرائيل من الوجود." وأضاف: "وإذا كنا نرفض هذه الأقوال فإننا ننظر لها بريبة حيث أنها لا تخدم إلا أهداف اليمين الإسرائيلي الذي يعارض توجهنا للأمم المتحدة والتشكيك بالنوايا الفلسطينية وصدق التزامنا بحل الدولتين على حدود عام 1967." واعتبر الناطق الفلسطيني أن تصريحات نجاد متناقضة مع المبادرة العربية للسلام، وهي "لا تخدم مسيرة السلام في المنطقة بقدر ما يعطي قوى اليمين الإسرائيلي مادة تسانده في دعاويه بالتشكيك في صدق نوايانا وتساعده في ترويج مزاعمه لرفض التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة." ورأى الناطق الفلسطيني في بيانه أن مواقف نجاد: "لا تخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني وإنما تؤكد مرة أخرى تطابق المصالح وتقاطع الأهداف بين ما يعلنه الرئيس الإيراني وما تتبناه حكومة نتنياهو - ليبرمان اليمينية كمادة لاستمرار سياستها الاستيطانية والتهرب من استحقاقات السلام، وهو ما افتضح مؤخرا من خلال الاتفاقيات التجارية والاقتصادية بين شركات إسرائيلية وإيرانية على جميع الأصعدة." وفي سياق متصل بالدعوة للاعتراف بدولة فلسطينية، نقلت الوكالة الرسمية الفلسطينية أن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، دعا الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي لتأييد المسعى الفلسطيني، وذلك خلال لقائه الجمعة بالقنصل الأميركي العام دانيال روبنستين، وممثل الاتحاد الأوروبي كريستيان بيرغر. وأضاف عريقات: "لا بد للإدارة الأميركية من إعادة النظر في موقفها، ولا بد للاتحاد الأوروبي من اتخاذ الموقف الصحيح وليس الموقف المريح، إذ أن القرار الصحيح يتطلب إقرار عضوية دولة فلسطين في الأممالمتحدة." ونقلت الوكالة عن القنصل الأمريكي قوله إن بلاده "لا ترى أي فائدة أو جدوى من السعي الفلسطيني للحصول على عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، وأنه من الأفضل أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام عبر مفاوضات مباشرة مع إسرائيل." وحذر القنصل أنه في حال أصرت القيادة الفلسطينية على سعيها في مجلس الأمن، فإن بلاده سوف تستخدم "الفيتو،" أما بالنسبة لخيار الذهاب إلى الجمعية العامة فإن الكونغرس الأميركي سيتخذ إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية، وبما يشمل قطع المساعدات عنها.