لقد كانت المبادرة الخليجية حلا لعلى عبد الله صالح ونظامه الفاسد وخروجا من الحكم بأكبر المكاسب فقد وفرت له الحصانة من كل جرائم القتل والنهب والسرقات طوال سنوات حكمه 33 عاما وحتى لحظة التوقيع على المبادرة الخليجية كما أنها تهدف على حفظ التوازن في اليمن والحيلولة دون سيطرة تامة للمشترك على الحكم في اليمن والذي يشكل الإسلاميون فيه الثقل الأكبر ثم تجنيب اليمن ويلات الحرب والاقتتال الذي كان يهددنا بها على صالح وعصابته عبر قطاعات الجيش والأمن التي يسيطر عليها أقاربه فوضى الشعب اليمني بهذه المبادرة التي اغتالت ثورته والتي كانت الأعظم بين الثورات العربية لأنها سلميه مع قوة من قام بها وامتلاكه للسلاح و كان قادرا على الدفاع عن نفسه في وجه القمع الوحشي من أول يوم وتسامى أهالي الشهداء فوق الجراح من أجل ان نتجنب الحرب ومن أجل ان نحافظ على اليمن موحدا ومن أجل ان نرى اليمن الجديد المبني على العدل والحرية والمساواة والأمن والأمان. كما ان من وقع المبادرة الخليجية كان من أعذارهم خلوا الخزينة العامة للدولة من الأموال ووعود رعاة المبادرة الخليجية بتمويل اليمن ودعمها اقتصاديا حتى تستقر ! ولكن وبعد ما يزيد عن ثمانية شهور من تاريخ توقيع المخلوع على تخليه عن الحكم لم نرى غير تنعم المخلوع وعصابته بالحصانة من المحاكمة وتنعمهم بالمليارات من الدولارات التي نهبوها من قوت الشعب فهم ما زالوا مسيطرين على الإعلام والعسكر والمال و ينغصون على الناس حياتهم عبر قطع الكهرباء عنهم ورمي الخبطات بل إن المخلوع يعطي جائزة مليون ريال لكل من يرمي خبطة على برج كهرباء وتنجح في قطع الكهرباء على المدن الرئيسية. والحرب التي كنا نتخوف منها ونتجنبها قد أتت إلى دماج وحجه و أبين وإلى لحج و عدن وإلى ميدان السبعين وكلية الشرطة لتحصد أرواح المئات من خيرة شباب اليمن وكلها بأموالنا التي نهبها على صالح وأسرته فهم من فتحوا مخازن أسلحة الحرس الجمهوري للحوثيين وهم من يخططوا للتفجيرات وهم من سهلوا سيطرة زنادقة القاعدة على رداع و أبين والآن يعلموا على سيطرتهم على شبوة !! والعملية الأخيرة في السبعين أثبت تورط عمار محمد عبد الله صالح فيها عبر تسجيل صوتي له ولذلك كان انصياعه لقرار الإقالة ومن سكات ودون أي مشاكل كما فعلها من قبله عمه محمد صالح الأحمر وشقيقه طارق وتمردا على قرارات الإقالة ! وذلك تحت التهديد بفضحه.
وهم من يعلموا ليل نهار على القضاء على ما تبقى من وحده وطنيه بين أطياف العمل السياسي اليمني في الشمال والجنوب وتعميق الفجوة عبر نشر الشائعات المضللة في وسائلهم الإعلامية.
واستمرار هذا الحال في اليمن لن يجعلنا نرى اليمن الجديد إطلاقا بل سيجعلنا نرى يمن الدولة المتوكليه اليمنية بتخلفها وفقرها ومرضها وربما ما هو أكثر من دولة الإمامة فقد كانت دولة الإمامة رغم الجهل والفقر والمرض إلا انها كانت تنعم بالأمن والأمان و الآن تكالب علينا الفقر والجهل والمرض والفوضى وعدم الاستقرار والتهديد بتمزق اليمن ! كل هذا نتيجة الألغام التي يزرعها المخلوع في طريق تنمية اليمن هو وشلته.
ووعود الدعم الاقتصادي من رعاة المبادرة الخليجية هاهو يهرب منا كسراب بقيعة بعد تعليق المعونات الاقتصادية لليمن وترك اليمن تواجه مصيرها. إن كل عقلاء اليمن وكل من يعرف على صالح وأسرته وعصابته يعلم علم اليقين أنهم لا يقدروا ولا يستجيبوا إلا للغة القوة وأن التسامح والتصالح معهم لا يجدي نفعا بل يزيدهم تأمرا وكيدا لتدمير الشعب الذي طالب برحيلهم وتدمير ما تبقى من مؤسسات تركوها خاوية على عروشها بعد ان نهبوا كل ما فيها !! لقد نقض المخلوع كل ما بنيت عليه المبادرة الخليجيه ونسفها كما نسف ما تبقى من مسمى الدولة اليمنية ولم ولن يتعض او يعقل ولذلك وجب تطبيق شرع الله فيه ووجبت محاكمته ورفع الحصانة عنه وعن كل المجرمين من أتباعه. لقد أن الأوان أن نخلع طوق النجاة الذي مده رعاة المبادرة الخليجية عن عنق المخلوع وعصابته ليغرقوا في وحل جرائمهم وفسادهم قبل ان تغرق اليمن. وجب تقديمهم للمحاكمة على جرائمهم ما بعد التوقيع على المبادرة الخليجية فالحصانة كانت على ما فات وجرائمهم كثيرة ما بعد التوقيع على المبادرة الخليجية فقد وصلت حد الخيانة العظمى لليمن ولوحدة اليمن والتآمر على قتل الجنود والمدنيين وتسليم الأسلحة لتنظيم القاعدة والحوثيين . وما لم يتم هذا سنستمر في دوامة الصراع والتآمر والتمزق وكل يوم سنخسر جزء من الوطن إما بسيطرة الحوثيين عليه وإما بسيطرة تنظيم القاعدة عليه طالما ان الداعم الرئيس لهم لم يمس بأذى وكل يوم يخرج بتآمر من جديد قدموا على صالح وعصابته للمحاكمة كي تصلوا مع الحوثيين إلى حل وهم صاغرون بعد ان يروا هبلهم ومن يدعمهم قد كسرت شوكته. تقديم على صالح وعصابته للمحاكمة سيذيب القاعدة كما يذوب الملح في الماء. قدموا على صالح وعصابته للمحاكمة كي نحافظ على ما تبقى من هيبة للدولة التي يكسرونها كل يوم ثم يتباكون عليها.
قدموهم للمحاكمة كي ننعم بالوحدة ونصل مع إخوتنا في الجنوب إلى حلول تبقى على الوحدة اليمنية وإلا فإننا سنبقى مشغولين في ترقيع الفجوات التي يزرعها على صالح وعصابته لنا بينما التيار الانفصالي كل يوم يثبت أقدامه على ارض الجنوب ويزيد من تعميق العنصرية والحقد على الدولة الموحدة الفاشلة التي لم تحدث لهم أي تغيير حتى بعد رحيل المخلوع !!