نفى مسؤول في السفارة الإيرانيةبصنعاء الأخبار التي ترددت عبر الصحافة عن طرد دبلوماسيين ايرانيين من اليمن، أو أن اليمن استدعت سفيرها من طهران. وفي مقابلة مع الخدمة الفارسية لوكالة مهر للأنباء اليوم الاثنين، قال المسؤول الدبلوماسي الإيرانيبصنعاء ان التقارير الاخبارية التي نشرت بهذا الشأن ليس لها أي أساس من الصحة. وبشأن استدعاء صنعاء لسفيرها في طهران، قال الدبلوماسي أن اليمن ليس لديها سفير في إيران منذ نحو سنة. وتأتي تصريحات الدبلوماسي الإيراني هذه، لتؤكد المعلومات ذاتها التي كان مصدر في الخارجية اليمنية ادلى بها لموقع «المصدر اونلاين» أمس الأحد، ونفى فيها صحة الأنباء التي تحدثت عن منح عدد من الدبلوماسيين العاملين في السفارة الإيرانية في صنعاء مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد. وقال المصدر في تصريح ل«المصدر أونلاين» إنه لا صحة لتلك الأنباء التي تحدثت عن إبلاغ الخارجية اليمنية الدبلوماسيين الإيرانيين أنه لم يعد من المرغوب تواجدهم في الأراضي اليمنية. كما نفى المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه استدعاء اليمن لسفيرها في إيران، وقال «لا يوجد لدى اليمن سفير في طهران، منذ أكثر من عام». وأضاف «يوجد لدى اليمن في طهران قائم بأعمال السفير، ولكن لم يتم التواصل معه بشأن التطورات الأخيرة». وكانت وسائل إعلام محلية وعربية، زعمت أن الجهات المعنية في الحكومة اليمنية استدعت قبل أيام مسؤولين دبلوماسيين في السفارة الإيرانيةبصنعاء وطلبت منهم مغادرة البلاد، كما زعمت أن اليمن قررت استدعاء سفيرها في طهران للتشاور، وذلك على خلفية كشف الاستخبارات اليمنية لشبكة تجسس إيرانية تعمل في اليمن منذ سنوات. لكن المسؤول الدبلوماسي الإيراني، كان قد نفى أيضا - في سياق تصريحاته – مثل تلك الإدعاءات التي تحدثت عن تورط ايران في نشاطات تجسسية في اليمن. وكان المصدر في وزارة الخارجية اليمنية أوضح للمصدر اونلاين أن السفير الايراني في صنعاء زار الخارجية اليمنية والتقى الوزير قبل أيام بناء على طلب منه، وطرح السفير كلاماً عاماً نفى فيه الاتهامات الموجهة لطهران حول تدخلها في الشؤون اليمنية. يأتي ذلك، بعد أن كشف الرئيس اليمني عبد ربه منصور في خطاب ألقاه في الكلية الحربية في 18 يوليو، ان إيران تقوم بأنشطة تجسس على بلاده، مؤكدا إلقاء القبض على أعضاء شبكة التجسس الإيرانية المزعومة، داعيا إيران إلى عدم التدخل في شؤون اليمن. كما أعلن موقع تابع لوزارة الدفاع اليمنية أن السلطات اليمنية ألقت القبض على خلية تجسس إيرانية تعمل في اليمن منذ عدة سنوات. وفي سياق التداعيات وردود الفعل، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني في بيان نشرته وكالات خليجية «بجهود الأجهزة الأمنية اليمنية التي كشفت عن شبكة تجسس يرأسها قائد سابق في الحرس الثوري الايراني التي تدير عملياتها التجسسية في اليمن والقرن الافريقي وتستهدف زعزعة أمن واستقرار اليمن». وأعرب الزياني عن مساندة دول المجلس وتأييدها «لكل الخطوات والجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية لتعزيز الامن والاستقرار في اليمن والحفاظ على سيادته ووحدته واستقلاله». إلى ذلك نقلت صحيفة الخليج الإماراتية عن مصادر يمنية وصفتها بالمطلعة أن الحكومة رفضت إجراء أي اتصالات مباشرة مع القيادة الإيرانية لتسوية الأزمة السياسية المتصاعدة بين البلدين، على خلفية إعلان اليمن كشفها شبكة التجسس الإيرانية. ونفت المصادر للصحيفة الإماراتية صحة أن يكون اليمن طلب من روسيا التدخل كوسيط لتسوية الأزمة الراهنة في علاقاته مع إيران، وقالت إن «اليمن لم يطلب مثل هذه الوساطة وإذا عرضت عليه مثل هذه المبادرة فإنه لن يقبل إلا بتسوية شاملة على قاعدة الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية». وأكدت المصادر أن السلطات اليمنية تمتلك أدلة دامغة تثبت تورط إيران بتمويل جماعات مسلحة للقيام بأنشطة تخريبية داخل اليمن، فيما وصفت الرد الإيراني الرسمي على اتهامات الرئيس هادي لطهران بالتدخل في الشأن اليمني بأنه كان «فظاً». وعبر عن حالة من التعنت لدى القيادة الإيرانية وإصراراً على عدم وقف تدخلاتها في الشؤون اليمنية، ما سيضطر القيادة والحكومة في اليمن إلى التصعيد خلال الفترة المقبلة في حال لم تبادر طهران بإبداء القدر المطلوب من الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية. حسب ما نسبته الصحيفة الخليجية لمصادرها، والتي لفتت أيضا إلى أن صنعاء ترفض تسليم معتقلين إيرانيين متهمين بالتورط في تكوين شبكة تجسس في اليمن، منوهة إلى أن هؤلاء «سيحالون إلى المحكمة الجزائية بعد استيفاء التحقيقات الأمنية معهم».