اشتاطَ حزب المؤتمر الشعبي العام غضباً بعد التحذيرات التي أطلقها مجلس الأمن الدولي في بيان رئاسي بشأن اليمن، كل من يسعون الى عرقلة جهود حكومة الوفاق الوطني والمرحلة الانتقالية السياسية، من تدابير وإجراءات رادعة قد يتخذها المجلس ضدهم وفقاً للمادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، بمن فيهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح زعيم حزب المؤتمر. الحزب إياه، وعملاً بنصائح بعض قياداته، شكّل لجنة مختصة لمعرفة المعطيات التي دعت مجلس الأمن الدولي للقلق مما سماه "عرقلة" رئيسه للحوار الوطني، مطالباً المجلس بإيضاحات حول المعرقلين وطبيعة هذه العرقلة؛ في إشارة إلى وجود أنواع عديدة من العراقيل (واضحة، مستترة، عشوائية، منظمة ..الخ) يمارسها "الزعيم" وتشابهت على كوادر الحزب، ما جعله يطلب إيضاحات حولها.
من حق المؤتمر أن يعرف طبيعة "العرقلة" التي يتهم مجلسُ الأمن زعيمَه بممارستها، على أقل تقدير، لمحاولة إقناعه بتركها أو استبدالها ب"عرقلة" أخرى لا تتكشّف لأعضاء مجلس الأمن النبهين.
ما ليس مقبولاً من الإخوة في المؤتمر هو اتهامهم المباشر للمبعوث الأممي جمال بنعمر باعتباره معرقلاً للتسوية السياسية في اليمن، والزجّ به وكأنه أحد أطراف الصراع في البلد.
الحنق غير المبرر من بنعمر، مردّه ربما العقلية العشائرية التي ما تزال قيادات كبيرة في الحزب تتعامل مع الأحداث وفقاً لها، فترى أنه من المعيب أن يقول الرجل العربي (بنعمر) في مجلس الأمن عن رجل عربي آخر بأنه "معرقل" لأن معرقل، ربما، عيب في عرف القبائل العربية الأصيلة.
وانتوا مالكم يا مؤتمريين زعلانين؟ المعرقلون في البلد كُثُر مش انتوا لوحدكم معرقلين.
فعلي سالم البيض معرقل، و"القاعدة" معرقلة، والصحفيون يعرقلون، والقبائل اليمنية العريقة تعرقل .. والباعة المتجولون يعرقلون سير الناس في الشوارع المعرقلة أصلاً؛ وكل ما سبق هو نتاج طبيعي ل"زعيمكم" المعرقل للبلد منذ قرابة أربعة عقود.
أخشى أن يأتي يوم يفقد فيه مجلس الأمن الدولي أعصابه ويصدر بياناً رئاسياً شديد اللهجة يحذر كل سكان المعمورة من السفر أو التعاون أو حتى القراءة عن شيء اسمه اليمن، باعتباره بلداً يعرقل سكينة وأمن كوكب الأرض قاطبة!