أثار رسم كاريكاتيري نشرته صحيفة حكومية يمنية غضب ناشطين ومدونين على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب محاولة نسف حضارة تاريخية قديمة وعريقة. ونشرت صحيفة «الجمهورية» رسماً للفنان رشاد السامعي يصوّر حضارة مارب العريقة بأنها مجموعة من المخربين المشهورين بالاعتداء على أبراج نقل التيار الكهربائي.
وأظهر الرسم مسلحين واقفين على هيئة أعمدة معبد عرش بلقيس الشهير في مارب، ومكتوب على اسم كل عمود اسم قبيلة أو لقب شخص سبق أن اعتدى على أبراج الكهرباء، وفي الصورة عنوان «حضارة مارب».
وقال محمد الشبيري وهو كاتب صحفي ينتمي إلى مارب «نطالب صحيفة الجمهورية الرسمية بالاعتذار لليمن واليمنيين الذين تعمدت تشويههم وطمس حضارتنا وتصويرنا على أننا مجموعة مخربين وقطّاع طرق».
وأضاف «هذه صحيفة تمول من المال العام، مالكم ومالنا ومال الشعب، فكيف تسيء إلى تاريخنا بهذه الصورة المقززة وغير المسؤولة؟».
وعن محاولات البعض تحميل أبناء محافظة مارب مسؤولية أعمال التخريب التي تقوم بها عصابات مسلحة، قال الشبيري «لن ندافع عن المخربين اطلاقاً، قولوا ما تشاؤون عن هذه الحثالة التي عاثت فساداً بسبب فساد السلطة وضعفها في مأرب.. لا والف لا للتخريب، ولا وألف لا للتعميم.
وأردف «حضارة مارب ليست في حاجة لشهادتك يا سامعي» في إشارة إلى رسام الكاريكاتير.
وقال عبدالرب الشقيري، وهو طالب يمني يدرس في ألمانيا، في صفحته على الفيسبوك إن «ماقامت به صحيفة الجمهورية الرسمية والممولة من الخزينة العامة للدولة من اهانة لمأرب الحضارة والأنسان وعبر رسامها رشاد السامعي رسام كاريكاتير يعتبر استمراراً لمسلس النظام السابق القائم على التشويه والتخوين وليس على الاصلاح والمعالجة».
من جانبه، عبّر المُصوِّر علي عويضة عن استياءه الشديد، وقال إنه يشعر بحزن كبير جراء نشر الرسم المسيء لمارب.
وأضاف في صفحته على الفيسبوك «ما يمارس ضد مارب ليس له صلة بصحافة ولا بنقد بنّاء ولاهم يحزنون، المبدع رشاد السامعي رسام كاريكاتير انتقد المخربين وكنت سأقف معه في كاريكاتيره، لكنه طمس كل تاريخ مارب».
أما ياسر عقيل، الطالب في كلية الإعلام بجامعة صنعاء فقال في صفحته على الفيسبوك إن صحيفة الجمهورية بنشرها للرسم الكاريكاتيري وقعت في «سقوط مهني مقزز ومقرف»، بتصويرها لمارب الحضارة على أنها تجمع للمخربيين، مضيفاً ان ذلك «يدل على التفكيير السطحى فى نقد الظواهر الفردية ومعاقبة التاريخ على فعل أشخاص نشاز ممكن أن يظهروا في أي مجتمع».
وتابع «مارب ليست كذلك أيها السادة.. مارب فيها الإنسان النادر، والكريم، والشهم.. لم أقل هذا تعاطفاً وإنما عن واقع عشته أنا هناك.. فليست مارب كما تظنون.. زوروها وستذكرون ما قلته لكم».