تبنت حركة طالبان الأفغانية المسؤولية عن هجوم على قاعدة بغرام الجوية شمال كابل, أسفر عن مقتل أربعة جنود أميركيين, وذلك بعد ساعات على إعلان استئناف الحوار مع الولاياتالمتحدة تزامنا مع فتح مكتب سياسي لها في العاصمة القطرية الدوحة. وقال ذبيح الله مجاهد -المتحدث باسم طالبان- لوكالة الصحافة الفرنسية إن صاروخين أطلقا على بغرام وأصابا هدفهما, حيث قتل الجنود الأربعة وأصيب ستة آخرون بجروح, مؤكدا أن الهجوم تسبب باندلاع "حريق كبير" في القاعدة الواقعة على مسافة حوالي 45 كلم شمال كابل, وتعد قاعدة مهمة للطائرات الأميركية في أفغانستان.
وقد وقع الهجوم بعد ساعات على إعلان طالبان والأميركيين عزمهم على استئناف الحوار بينهما، إثر فتح مكتب سياسي للحركة في الدوحة.
وفي هذا السياق, قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إن السلام في أفغانستان لن يتحقق إلا من خلال عملية سلام تقودها أفغانستان، وأشاد بنظيره الأفغاني حامد كرزاي لاتخاذه "خطوة شجاعة نحو السلام"، لكنه أضاف أن العملية لن تكون سهلة ولا سريعة وحذر من توقع تقدم سريع.
وحسب وكالة رويترز, يقول مسؤولون أميركيون إنهم يأملون بأن تمهد المحادثات الطريق أمام أول مفاوضات رسمية على الإطلاق بين حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وطالبان.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين أن العملية قد تستغرق سنوات عديدة وأنها قد تتعرض لانتكاسات. كما أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن الولاياتالمتحدة ستصر أثناء محادثات الدوحة على أن تقطع طالبان علاقاتها مع القاعدة وأن تنهي العنف وتقبل الدستور الأفغاني بما في ذلك حماية المرأة والأقليات.
كان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد أعلن في وقت سابق أمس انتقال المسؤولية الأمنية كاملة في جميع أنحاء البلاد من قوات حلف الأطلسي (ناتو) إلى القوات الأمنية الأفغانية البالغ عديدها 350 ألف عنصر.
يشار إلى أن الولاياتالمتحدة لا تزال تنشر حوالى 66 ألف جندي في أفغانستان من أصل مائة ألف هم عناصر قوات (إيساف) الدولية التابعة لحلف الأطلسي والتي ستستكمل انسحابها بحلول نهاية 2014.
وقد شهد العام الجاري مقتل 91 جندياً لقوات التحالف في أفغانستان بينهم 68 أميركياً، وفي العام الماضي قتل 402 من عناصر التحالف.