قتل شخص وأصيب آخرون إثر اندلاع اشتباكات متفرقة بين قوات عسكرية قادمة من بغداد وأبناء عشائر في عدد من مناطق مدينة الرمادي غرب العراق، واعتقلت قوات الأمن النائب أحمد العلواني، في حين أعلنت السلطات المحلية فرض حظر للتجول في الرمادي. وبدأت المواجهات المسلحة مساء أمس الجمعة بين قوات من الجيش العراقي ومسلحين من العشائر قرب ساحة اعتصام الأنبار، في إطار حملة تشنها قوات الجيش بغرض فض الاعتصام بالقوة.
وقال عبد القادر النايل، الناشط في ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار -والتي يطلق عليها المعتصمون ساحة العزة والكرامة- إن قوات تابعة لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي أطلقت النار على المعتصمين في الساحة فجر اليوم السبت. وأوضح في اتصال مع الجزيرة أن إطلاق النار أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
وأشار إلى أن قوات أخرى داهمت منطقة البو علوان في المدينة، مما أدى إلى وقوع اشتباكات مع أبناء العشائر في تلك المنطقة.
وأعلنت السلطات المحلية في محافظة الأنبار صباح اليوم فرض حظر للتجول في مدينة الرمادي.
واعتقلت قوات تابعة لرئيس الوزراء النائب في البرلمان عن محافظة الأنبار أحمد العلواني، عقب اشتباكات مع حراسه أسفرت عن اعتقاله ومقتل شقيقه وإصابة عدد من حراسه.
كما اعتقلت قوات أمنية الطبيب ناظم خليل حسن الفهداوي من مستشفى الرمادي لمعالجته عددا من الجرحى بعد إصابتهم في الاشتباكات التي دارت مع القوات الحكومية فجر اليوم.
وانتقدت النائبة في البرلمان العراقي عن القائمة العراقية لقاء مهدي وردي في اتصال مع الجزيرة صباح اليوم اعتماد الحكومة ما وصفته بالاستخدام المفرط للقوة، بدلا من الحوار السياسي وتغليب العقل والحكمة.
تهديدات المالكي وكان رئيس الوزراء نوري المالكي هدد عشائر محافظة الأنبار بحرق خيام الاعتصام المنصوبة في ساحة الاعتصام منذ أكثر من عام إن لم ترفعها في القريب العاجل. ونقل التلفزيون الحكومي أمس الجمعة عن المالكي تأكيده أن صلاة الجمعة الموحدة أمس هي الأخيرة، على حد قوله.
وأضاف المالكي "أن الصلاة الموحدة مكانها المساجد ولا تكون بقطع الطرق"، واصفا ساحة الاعتصام التي يطلق عليها أهالي الأنبار "ساحة العزة والكرامة" ب"ساحة "الفتنة".
وتوعد المالكي في وقت سابق بإنهاء الاعتصام بالقوة لأنه، بحسب قوله، تحول إلى مقر لكبار تنظيم القاعدة.
في المقابل، قال أمير قبائل الدليم في العراق الشيخ علي الحاتم السليمان إن عشائر الأنبار قادرة على مواجهة "أي اعتداء تشنه القوات الأمنية والمليشيات التابعة لحكومة المالكي على ساحات الاعتصام"، وأكد في اتصال بالجزيرة أن عشائر العراق "هي التي وقفت ضد الإرهاب وليست حكومة المالكي".
ولم تمنع تهديدات المالكي من إقامة صلوات موحدة في ست محافظات عراقية أمس الجمعة، ففي ساحة اعتصام الرمادي قال خطيب الجمعة إن الحراك الجماهيري مستمر وسيثبت أن الناس لم يخرجوا إلى الساحات إلا لرفع ما سمّاه الظلم المسّلط عليهم، وتبرأ الخطيب ممن وصفهم بالمندسين في الساحات الذين يريدون بث الفتنة.
من جهته، دعا خطيب الجمعة في سامراء الشيخ محمد أحمد مطر المالكي إلى الكف عما وصفها بسياسة الكيل بمكيالين، قائلا إن الحكومة "تغض الطرف عن ممارسات المليشيات الشيعية التي تستهدف أهل السنة، بينما تصف أهالي المحافظات الست المنتفضة ضد سياستها بأنهم إرهابيون".