مساء الخميس الماضي ارتكب ناطق الحوثي علي البخيتي حماقة كبرى تفوق كل حماقاته السابقة، فقد كتب منشورا سعى من خلاله الى الصاق تهمة جريمة السجن المركزي امس بخصوم الحوثي، مدعيا استهداف مكتب للحوثي بالجراف، ومسطرا بطولات وهميه لمسلحي الحوثي في تصديهم للهجوم الإرهابي تضيف نصرا جديدا في مسلسل انتصارات الحوثي الخارقة، لكن سرعان ما انكشف المنشور وظهر زيفه، فالاعتداء يحمل بصمات القاعدة ويستهدف السجن وليس - مكتب الحوثي السياسي- الأمر الذي اضطر البخيتي الى حذف منشورة بسرعة توازي سرعة تأليفه تلك الاكاذيب بعد دقائق من وقوع الحادث، تصلح كمادة لفيلم هندي فاشل كونه ينتهي بنهاية غير سعيدة. ان سرعة حذف المنشور يشير الى توجيهات صدرت اليه من سيده القابع في احد جروف صعدة، في محاولة للملمة فضيحة البخيتي وتقليل خسائر الحوثي قدر المستطاع، فالقضية واضحة والكذب فيها مفضوح، ولا يجلب سوى تكبد المزيد من الخسائر التي بدأ يتجرعها الحوثي مؤخرا من وراء سقطات زنبيله البخيتي.
بيد ان ثمة نتائج يمكن استخلاصها من وراء منشور البخيتي: 1- في معرض استعراضه لبطولات الحوثي الوهمية وتصدي أنصاره للمسلحين اعترف البخيتي صراحة بأن مكتب الحوثي السياسي في الجراف مجرد مخزن للأسلحة المكدسة ومأوى للمسلحين، واحدى البؤر التخريبية الكامنة في العاصمة.
2- لم يتورع البخيتي عن الزج بمسجد رابعة لمجرد الإيحاء بوجود علاقة لآل الأحمر بالحادث، وهو ما ثبت عدم صحته، وكشف عن إفلاس أخلاقي مقيت.
3- كذبة البخيتي لم تصمد أكثر من نصف ساعة، وسرعان ما افتضحت وانكشفت تفاصيلها، فالجريمة واضحة واكبر من ان يتم التغطية عليها أو استثمارها في تصفية الحسابات السياسية الضيقة.
4- بات واضحا ان آل الاحمر يشكلون عقدة مستفحلة لدى ناطق الحوثيين، يستحضرها في كل منعطف او حادث صغر أو كبر.. ونحن إذ نجهل اسبابها لنجهل ايضا كيفية معالجته منها! 5- افتقاد البخيتي لثقافة الاعتذار عن الخطأ في ظل هيمنة هاجس الأنا، والمكابرة عن الاعتراف بالخطأ، بل سيواصل اكاذيبه رغم هذه الفضيحة. . ورغم كل ما سببت له من احراج امام معجبيه من اتباع الحوثي.
6- بعد افتضاح كذبته. . يصعب تصور ظهور علي البخيتي في وسائل الاعلام، والحديث مجددا عن مشروع الحوثي في قيام الدولة المدنية الحديثة.
7- مؤكد ان البخيتي سيواصل المكابرة وسيلجأ للتعميم واستحضار اخطاء الاخرين لتبرير فضيحته اليوم، فهو متطلع للشهرة والأضواء، ولو على حساب سمعته ورسالة الاعلام السامية.
8- يبدو ان اندماجه في سياسة تزيين وجه الحوثي الملئ بالتشوهات الناجمة عن جرائمه بحق آلاف اليمنيين، قد أفقده التركيز اليوم على حبك الكذبة بطريقة لا تسقط بسرعة تفوق سرعة اطلاقها.