لغة عدائية وتحريضية كان يستخدمها نظام علي عبدالله صالح ضد الصحافة والصحفيين والمثقفين، إذ كانت عقد النقص والتضاؤل واضحة ومتأصلة عند نظام نصف أمي، لكنها لم تختلف عن لغة النظام "المخضرية" الحالي لا أسلوباً ولا أداءً ولا حتى غباء وعنجهية. كان علي عبدالله صالح ورجالات نظامه يتحدثون عن الصحافه بازدراء واضح كمن يوبخ طفلاً فوضوياً أساء استخدام رحابة صدر الأب السموح الذي يستطيع انتزاع مكرمته في أي لحظة، ومتى ما أراد.
لكن يبدو ان الورثة الجدد للنظام الذين صعدوا على أكتاف ثوار الحرية في غفلة من نشوة الثوار ، ظهروا كأوباش يتقاسمون أسوأ ماخلفه أبوهم من عقد نقص وتضاؤل لدرجة تجعلك تقول: "رحم الله النباش الأول".
وكما كانت خطابات المشير السابق فلا يخلو اي خطاب للمشير الجديد من تلك اللغة التحريضية والتخوينية والمطالبة للصحافة بامتداح الإنجازات الوهمية والكلامية، وكان الاختلاف الوحيد ان الأول لديه مشكلة مع حروف الوصل كهو وهي والذي والتي فيما مشكلة الثاني مع الهمزة وعلامات التشكيل.
خذ حمدي البكاري مثالاً لحماقة أعداء الصحافة الجدد وهم يقولون له ارحل أنت وقناتك المطعون في مهنيتها.. في الوقت الذي عرض حياته للخطر هو والمصور سمير النمري لنقل واقع ما يدور في أرض المعركة ببن قوات الجيش وشراذم القاعدة في شبوة.
أعرف حمدي لأكثر من خمسة عشر عاماً.. ثورياً نزقاً.. متطلعاً للتغيير والانعتاق، ومدافعاً صلباً عن الحريات الصحفية..لم يكن مرتهناً لأحد ولا بوقاً لأي جهة..كان ومايزال صحفياً مجيداً، عصياً على التدجين والارتزاق، وعصامياً من نوع فريد.
كان حكام ما قبل التغيير ممتعضين من نزاهة قلمه، ونزاهة صوته ورأيه، فيما ظهر الجدد أشد امتعاضاً وغباءً وهم يتهمونه بالتضليل ونقل معلومات كاذبة والاستهانة بشرف الكلمة.. أيها الحمقى المتابكون على شرف الكلمة، أنتم من تحتاجون لشرفها لا حمدي البكاري.