عشرة مليون يمني، أي ما يعادل 40% من السكان لا يعرفون من اين سيحصلون على الوجبة القادمة، نصف هذا العدد يعانون أكثر من نقص في الغذاء طبقا لآخر بحثين نفذتهما وكالتين تابعة للأمم المتحدة. وتوصل البحث الى أن 12 محافظة من اجمالي 22 من المحافظاتاليمنية تعاني من مستويات حرجة من "تقزم" الأطفال الذي فشلوا في النمو السوي نتيجة لسوء التغذية الحاد.
وفي تصريح له قال ممثل منظمة اليونسيف في اليمن جيرمي هوبكينز إن " من اجمالي 4 مليون ونصف من الأطفال تحت سن الخامسة، فان أكثر من طفلين في كل خمسة يعانون من التقزم بينما يعاني 13% من سوء حاد في التغذية".
وقال الناطق الرسمي لبرنامج الغذاء العالمي جريج بارو إن هناك عدة أسباب لاستمرار ازمة الغذاء في اليمن، الصراع الأهلي والنزوح الناتج عنه والفقر المدقع وعدم الاستقرار السياسي وتدفق اللاجئين من القرن الافريقي إضافة الى ارتفاع أسعار الغذاء، واليمن يستورد 90% من غذاءه.
وأضاف بارو لرويترز "هناك قضية مهمة لا بد من الإشارة لها فيما يتعلق باليمن، هناك نقص هائل في التمويل ، نحن في وقت تشوبه العديد من الازمات الدولية التي تتنافس على الاهتمام والتمويل والتي غالبا ما تأخذ الجزء الأكبر".
إلى الان، تم استلام 34.2 % من 592 مليون دولار المطلوبة للمساعدات الإنسانية في اليمن في 2014 طبقا لهئية التتبع المالي التي تقوم بتتبع المساعدات الإنسانية الدولية، فبرنامج الغذاء العالمي ليس لديه سوى 22% من ما يحتاجه لتمويل مشاريعه في اليمن.
وقد أعد البحث برنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة مسنودة بالجهاز المركزي للإحصاء في اليمن، وتم في البحث اجراء المقابلات مع أصحاب المنازل والتدابير المتخذة للنساء والأطفال في كل محافظة.
وقد أظهرت النتائج الأولية للبحث ان نصف العشرة مليون يمني الذين يعانون من انعدام الامن الغذائي، يعانون من نقص "حاد" في الغذاء، وهذا يعني ان هناك حاجة للمساعدة الخارجية في الجانب الغذائي حيث ان هناك "انتشار " حاد للسوء التغذية المزمن بين الأطفال دون سن الخامسة.
وبالرغم من انخفاض المستويات العامة لانعدام الامن الغذائي بشكل طفيف من 45% الى 41% منذ اخر مرة تم فيها جمع البيانات في 2011، الا ان مستوى التغير كان متفاوتاً حيث زادت النسبة من 35% الى 57% في محافظة شبوة وتأثرت المناطق الريفية بشكل اسوأ.
وتتفاوت نسب سوء التغذية بشكل واسع الا انها اسواء في المحافظات الساحلية غرب اليمن.
وقد نتج عن عدم الاستقرار الذي شهدته اليمن خلال السنوات الأخيرة عدة أزمات إنسانية من بينها نزوح الناس، وخلق ازمة نقص حاد في المشتقات النفطية وبالتالي الرفع الكبير لأسعار السلع الغذائية.
وقال بشاو باراجولي ، الناطق الرسمي باسم برنامج الغذاء العالمي في اليمن" لكي تنجح العملية السياسية، يجب ان يستطيع الناس العيش بشكل طبيعي وان لا يقلقوا من اين سيحصلون على الوجبة القادمة".
كتب التقرير: جوزيف دي اسرو ، الثلاثاء 15 يوليو 2014 - رويترز