قالت مصادر محلية في مدينة العدين بمحافظة إب وسط البلاد اليوم الخميس إن الحركة في المدينة شبه متوقفة بعد الهجوم العنيف لمسلحي تنظيم القاعدة على المقار الحكومية والأمنية أمس الأربعاء. وكان مسلحو القاعدة سيطروا على إدارة أمن المديرية إثر مواجهات مسلحة مع جنود الأمن بمختلف أنواع الأسلحة وسقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.
وقالت المصادر ل«المصدر أونلاين» إن ثلاثة من جنود الأمن اليمني سقطوا في الهجوم وأصيب آخرين وانتشار مسلحو القاعدة في عدد من المكاتب الحكومية.
وذكرت إن المسلحين أحكموا سيطرتهم على المدينة ونصبوا نقاط تفتيش على جميع مداخل المدينة وشوارعها.
وأضافت إنهم اقتحموا مقر بنك التسليف الزراعي الحكومي ونهبوا جزء من الأموال في البنك، غير أنهم لم يستطيعوا فتح عدد من الخزنات مما اضطرهم لإحراق المبنى ومن ثم تفجيره ونسفه بالكامل.
وبحسب مصادر في مكتب بريد العدين فإن المسلحين سطوا على حوالي 34 مليون ريال.
وقالت مصادر حكومية إن مسلحي القاعدة اقتحموا وأحرقوا مبنى نيابة المديرية، وهاجموا سجنها وأفرجوا عن جميع السجناء، بالإضافة إلى مهاجمتهم لمبنى محكمة العدين وأحرقوه بالكامل. وذكرت إن المسلحين أسروا عدد من جنود الأمن وأحرقوا طقمين عسكريين أمام مبنى ادارة أمن المديرية، وثالث في نقطة «القاسمية» التي تبعد عن مدينة العدين ب30 كيلو متر.
وحصل «المصدر أونلاين» على أسماء الجنود الذين قتلوا وهم عبدالله الجعدي وحسين الجنيد وفؤاد الشعراني فيما أصيب نجل مدير أمن العدين.
إلى ذلك؛ رفض مشائخ ووجهاء محافظة إب في لقاءٍ موسع أي تواجد لميليشيات جماعة الحوثيين المسلحة ومقاتلي تنظيم القاعدة داخل مدينة ومحافظة إب، وأبدوا استعدادهم لتأمين وحماية المدينة.
وحمل المجتمعون جماعة الحوثيين وقيادة السلطة المحلية وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية مسؤولية سيطرة مقاتلي تنظيم القاعدة على مديرية العدين.
وعزوا ذلك إلى أن سيطرة الحوثيين أمس الأربعاء على مدينة إب استثار مقاتلي القاعدة للسيطرة على العدين. وطالب أمين ملتقى التصالح والتسامح بإب قاسم الشوخي الدولة والسلطات المحلية بإخراج مقاتلي جماعة الحوثيين من المدينة مالم فإنهم سيشكلون لجان شعبية لطرد المسلحين وحماية مرافق الدولة ومؤسساتها المختلفة.
عقب ذلك، اتجه مشائخ ووجهاء محافظة إب نحو السلطة المحلية في مسيرة احتجاجية مسلحة للقاء محافظ المحافظة محمد الإرياني، غير أنه طلب منهم تأجيل اللقاء لانشغالاته.
ونصب المحتجين مع مئات من المسلحين اعتصام أمام البوابة الغربية لجامعة إب، بانتظار لقاء المحافظ.
ومساء اليوم الخميس، أقر الاجتماع الذي ضم مشائخ إب والمحافظ تشكيل لجنة من قيادة الأحزاب والمشائخ للتحاور مع قيادة مليشيات الحوثي المسلحة. وقال مصدر حضر الاجتماع إن المحافظ أكد بأن تواجد مسلحي الحوثي غير قانوني ولا بد من تعاون وتحاور كل الأطراف السياسية للوصول لحل يجنب المحافظة الحرب والاقتتال.
وبموازاة ذلك نصب مسلحو الحوثي نقاط تفتيش بالدائري الغربي وأمام مكتب الأوقاف، بينما ما يزالون يسيطرون على الصالة الرياضية بالمحافظة.
وقال وكيل محافظة إب علي الزنم إن جماعة الحوثيين تمارس ضغوطاً على المحافظ الإرياني بإقالة مدير أمن المحافظة فؤاد العطاب وتعيين نائبه مديراً أمنياً للمحافظة، غير إن المحافظ وعدهم بتدارس الأمر مع وزير الداخلية.
ويسود المدينة توتراً بين المسلحين من الجانبين، فيما يتخو�'ف المواطنون من احتدام صراع مسلح في المدينة.
وسُمعت (7:50 مساءً) أصوات لإطلاق نار كثيف، وقال شهود إن أماكن الاطلاق النيران بأنها ذات علاقة بالقرب من الصالة الرياضية المغلقة التي يتمركز فيها مقاتلي الحوثيين
وكانت السلطات المحلية استدعت ممثلي الأحزاب السياسية لمناقشة تداعيات الوضع القائم وسبل الخروج منه بأقل الأضرار.
