تحدث ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور أحمد شادول، عن وضع صحي سيء في اليمن، وحاجة ماسة للمستلزمات الطبية. وقال شادول، في حوار أجراه "المصدر أونلاين"، إن الأدوية الجراحية والأدوية، من ضمن أهم المواد التي تفتقر إليها المستشفيات والمرافق الصحية في اليمن، خصوصاً مع استمرار تدهور الوضع الأمني.
وكشف عن إحصائية قال إنها أولية، للقتلى والجرحى سقطوا مابين الفترة 19 مارس وحتى 20 إبريل، حيث تشير التقديرات عن 1080 قتيل 4352 جريح. وهذه الإحصائية هي فقط المسجلة في المستشفيات والعيادات، حسب شادول.
نص الحوار: ما الذي يحتاجه القطاع الصحي الآن في اليمن، خصوصاً مع استمرار التوتر الأمني في البلاد؟ من خلال التقييم الأولي للاحتياجات الصحية الحالية تبين بأنه، ليس هناك فرق طبية كافية لمواجهة الاحتياجات الصحية المتزايدة، وهناك حاجة لسد الثغرات في المستلزمات الطبية والأدوية في مختلف مناطق اليمن، والاستمرار في تزويد الوقود لتشغيل مولدات المرافق الصحية وسيارات الإسعاف لنقل المرضى وضمان سلامة سلسلة تبريد اللقاحات، وهناك حاجة للأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة مثل الانسولين لمرض السكري. الحكومة حالياً لم تعد قادرة على توفير مثل هذه الأدوية ولذلك قامت منظمة الصحة العالمية بشراء كميات من الأدوية لمرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدمكافية للاستخدام لمدة شهر.
ما هي إحصائياتكم الأخيرة حول الجرحى والقتلى جراء الصراع الدائر؟ هل صحيح بأن هناك العديد من الضحايا المدنيين؟ منذ 19 مارس وحتى 20 إبريل، تشير التقديرات عن 1080 قتيل 4352 جريح. وهذه الإحصائية هي فقط المسجلة في المستشفيات والعيادات، فهناك بعض الجرحى الذين يتم علاجهم في البيوت وبعضهم يقومون بدفن الجثث دون الإبلاغ عنها في الجهات الرسمية.
قبل أسابيع وصلت شحنة الأدوية المقدمة من منظمة الصحة العالمية إلى مطار صنعاء، ماذا تحمل هذه الشحنة وكيف سيتم توزيعها؟ الشحنة كانت تحمل 17 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية لحوالي 41000 مستفيد. كما تحوي على معدات صحية لعلاج الإصابات مقدمة من الحكومة الروسية.
هذه الشحنة تأتي في وقت عصيب تشهد فيه المستشفيات والمراكز الصحية أعداداً متزايدة من الجرحى. لذا سنعمل على ضمان وصولها مباشرة إلى المرافق الذصحية في كافة المحافظات المتأثرة بأحداث العنف.
ما هي الاحتياجات الصحية والإنسانية الملحة حالياً خصوصاً في المناطق المتأثرة بالصراع؟ أبرز الاحتياجات تتمثل في الأدوية الجراحية وأدوية علاج الإصابات إضافة للأدوية المتعلقة بالأمراض غير المعدية وأكياس الدم ومشتقاته ومستلزماته، واحتياجات المعامل. كما أن هناك احتياج ملح للوقود لسيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية لضمان الاستمرارية في توفير الخدمات خلال انقطاع الكهرباء.
ومن التحديات الأخرى التي تواجهنا مشاكل المياه الآمنة في المرافق الصحية ومشاكل الصرف الصحي في المدارس التي يتخذها النازحون كملجأ، إضافة إلى التحديات التي تواجهها أنشطة التحصين الروتينية المهددة بالتوقف في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
ما ذا قدمت المنظمة لتغطية تلك الاحتياجات؟ منظمة الصحة العالمية في تواصل دائم مع وزارة الصحة العامة والسكان وكل الشركاء الصحيين المتواجدين في اليمن لتنسيق خطط الاستجابة ورصد الثغرات في خدمات الرعاية الصحية وضمان الاستجابة السريعة.
ومنذ تصاعد وتيرة العنف والصراع في 19 مارس الماضي، وفرت منظمة الصحة العالمية معدات ومستلزمات صحية ل120000 مستفيد في أنحاء اليمن من مخازن المنظمة في صنعاء وعدن والحديدة. كما قدمت المنظمة المستلزمات الخاصة بالتعامل مع الإصابات والتي تكفي لإجراء 1400 عملية جراحية كبيرة، إضافة إلى 11000 كيس دم ومغذيات ومهدئات ومعدات الأكسجين ومواد التضميد ل18 مستشفى في جميع أنحاء اليمن، ويجري حالياً شراء المزيد من معدات علاج الإصابات الإصابة لتغطية 1000 إصابة شديدة.
ووفرت المنظمة فريقاً طبياً وأخصائيين في مجال جراحة العظام إضافة لأطباء تخدير لسد الفجوة والاحتياج لبعض التخصصات الطبية في المناطق المتأثرة.
ولضمان توفر خدمات الإحالة الطبية في المناطق الملحة، تنسق منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة لنقل سيارات الإسعاف للمحافظات التي تشهد أعداداً كبيرة من الجرحى. كما تغطي المنظمة النفقات التشغيلية لسيارات الإسعاف وتركيب أجهزة التتبع (GPS) لتلك السيارات لمنع سوء استخدامها.
ولدى منظمة الصحة العالمية منسقين لنظام الإنذار المبكر للأمراض في مختلف المناطق للإبلاغ بشكل منتظم حول الأمراض المعدية لمنع تفشي الأمراض. كما تم إرسال فرق صحية بيئية لمناطق النازحين لمراقبة جودة المياه ورصد الأمراض المنقولة بالمياه.
ولدى المنظمة فريق يربو على 65 طبيب وفني يعملون بصنعاء وعدن وصعدة والحديدة وحرض وغيرها من المناطق.
هل تتوقع بأن استهداف العمال الصحيين يتم بصورة متعمدة؟ حتى الآن، لا نمتلك أي أدلة على ذلك. ومنظمة الصحة العالمية طالبت مراراً عدم استهداف العمال الصحيين والمرافق الصحية وسيارات الإسعاف. العمال الصحيون يخاطرون بحياتهم يومياً لتقديم المساعدة الطبية العاجلة والمنقذة للحياة للعديد من الناس الذين هم بحاجة إلى خدمات صحية عاجلة. وفي مثل هذه الأوقات، من المهم جداً أن يُسمح لهم بالاستمرار في العمل من دون أن يكونوا عرضة للخطر. فالمرافق الصحية وسيارات الإسعاف يجب أن يتم التعامل معهاً بحيادية وأن لا يتم استغلالها أو استهدافها واستخدامها لأغراض عسكرية.
هل لديكم معلومات حول الجهة المسؤولة عن هذه الأعمال تجاه المرافق الصحية والعمال الصحيين؟ لا نعلم من قام بذلك. لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن يحترم أطراف النزاع التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف الخاصة بحماية المنشآت الصحية والأطقم الطبية والمرضى في اليمن.
ما مدى التنسيق بينكم وبين السعودية أو المتمردين الحوثيين بخصوص السماح لكم بإدخال المساعدات الطبية لليمن؟ نحن ننسق مع جميع الجهات بما فيها التحالف والجهات الأمنية في اليمن، ونأمل من جميع الأطراف أن تكون الممرات الإنسانية متاحة لنا دوماً لإدخال الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية الطارئة للبلد للاستجابة للاحتياجات العاجلة وتعزيز القدرة على الاستجابة السريعة في المستشفيات.
توفير المستلزمات الطبية في هذا الوقت ضروري جداً، ومنظمة الصحة العالمية تعمل على ضمان توفر المستلزمات والمعدات الطبية في المستشفيات الرئيسية والمرافق الصحية التي تستقبل الجرحى. والمنظمة حالياً تستخدم مخزون الأدوية التابع لها في صنعاء وعدن والحديدة، كما تقوم بشراء الأدوية والمعدات من السوق المحلية في حال توفرها.
هل تمكنتم من الوصول لكافة المناطق المتأثرة في اليمن؟ وماذا عن الأوضاع الصحية في الأماكن التي لم تتمكنوا من الوصول إليها؟ هناك أكثر من 60 شخص يعملون لدى المنظمة في خمس محافظات بما فيها العاصمة صنعاء. حقيقة هناك صعوبة في الوصول إلى بعض المناطق بسبب القتال المستمر لكننا مستمرين في العمل مع السلطات الصحية المحلية وقمنا بإرسال فرق طبية متحركة للمناطق التي لا تتوفر بها مرافق صحية. هناك أيضاً شركاء آخرون يقدمون خدمات الرعاية الصحية جنباً إلى جنب مع المنظمة.
كيف تأثر الوضع الصحي بعد بدء العمليات العسكرية الأخيرة؟ هناك حِمل ثقيل تتحمله المؤسسات الصحية في المناطق المتأثرة ما يمثل عبئاً إضافياً على تلك المرافق التي كانت بالأساس تعاني من العديد من المشاكل والنقصفي المعدات الطبية والموارد البشرية.
هل تتوقعون أن يتدهور الوضع أكثر فيما يتعلق بالأمراض المعدية؟ الاستمرار في برامج التحصين الروتينية في كل أرجاء اليمن هو أحد أهم الأنشطة التي يسعى الشركاء الصحيون لضمان تحقيقها.وهناك مخاوف من احتمال ازدياد مشاكل النازحين فيما يتعلق بالنظافة والصرف الصحي، كما أن شحة المياه النظيفة قد تؤدي إلى مشاكل صحية وتفشي الأمراض.
وفي هذا الصدد، نشرت منظمة الصحة العالمية أكثر من 200 موقع ترصد للأمراض في مختلف محافظاتاليمن لرصد الأمراض السارية، كما أرسلت فريق إضافي من الخبراء في مجال سلامة الغذاء والمياه للمناطق التي يتركز فيها النازحون مثل المدارس للتبليغ عن جودة المياه ورصد الأمراض المنقولة عن طريق المياه.