اعتقلت الأجهزة الأمنية بمحافظة لحج أكثر من 40 من أنصار أحزاب اللقاء المشترك، فيما جرح 5 آخرين بينهم قيادات حزبية، بعد اقتحام الأمن لاعتصام سلمي أقامته أحزاب المشترك بالمحافظة اليوم الأربعاء. وقال مصدر قيادي في مشترك لحج ل"المصدر أونلاين" إن قوات الأمن المركزي قامت بقمع الاعتصام السلمي واستخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المعتصمين, واعتقلت أكثر من 40 مشاركاً، فيما أصيب 5 آخرين بينهم رئيس هيئة شورى الإصلاح بمحافظة لحج الدكتور محمد زين أحمد الذي أصيب في رجله, كما احتجزت 4 سيارات تابعة لبعض المعتصمين.
وأشار إلى أن قوات الأمن قامت بمحاصرة مقر التجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة وأطلقت الرصاص الحي على المعتصمين الذين تواجدوا بجوار المبنى, واعتدوا على أمين المكتب التنفيذي بالمحافظة عبد القوي صالح وسمير عبد السلام رئيس دائرة النقابات بإصلاح لحج.
واستنكر أحزاب المشترك بمحافظة لحج قمع السلطات الأمنية للاعتصام السلمي التي نظمته، وحملة الاعتقالات والاعتداءات التي طالت كوادر وقيادات المشترك في المحافظة، واستخدام الأمن للرصاص الحي ومسيلات الدموع في تفريق جموع المشاركين في الاعتصام.
وقال بيان صادر عن أحزاب اللقاء المشترك بلحج "إن هذا الهجوم من قبل الأمن يعد جرما تستحق الجهات الرسمية المقاضاة باعتبار أن ما قام به المشترك فعاليات سلمية يقرها الدستور والقانون".
وحمل المشترك السلطة المحلية وقيادة الأمن ما حدث، وطالب بإطلاق المعتقلين فورا والاعتذار عما حصل، مؤكداً أن مثل هذه الأعمال لن تثنيه عن مواصلة نضاله السلمي.
وكان قد احتشد المئات من أبناء محافظة لحج أمام مبنى المحافظة في الحوطة اليوم الأربعاء تنديدا بسياسات "الإفقار والتجويع" التي تنتهجها الحكومة.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة ومحاولة إفشال الفعالية، إلا أن المئات توافدوا للاعتصام، مرددين هتافات منددة بالفساد، وواصفين الحكومة ب"الفاسدة"، ومؤكدين في الوقت ذاته تمسكهم بالسير خلف أحزاب اللقاء المشترك حتى "التغيير".
وفي كلمة اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة قال القيادي في اللجنة محمود عويضان "جئنا اليوم رفضا لسياسات الحزب الحاكم الفاشلة، ورفضا لسياسة التجويع والإفقار، ورفضا لسياسة الجرع، ورفضا لسياسة نهب الثروات ونهب الأراضي والممتلكات، ورفضا لسياسة الحروب وصناعة الأزمات، ورفضا لسياسة العنف والاعتقالات، ورفضا لسياسة التهميش ومصادرة الحقوق والحريات، رفضا لسياسة الفساد، ورفضا لسياسة الظلم والاستبداد، ورفضا لسياسة التزوير والتوريث والاستكبار".
وأضاف "هاهي محافظتنا لحج التي يدعي المسئولون أنها محافظة واعدة بمشروعات الاستثمار التي سيعود خيرها لأبناء المحافظة نراها اليوم تشكو الفقر والحرمان وتئن من الفساد وتصرخ من عبث الفاسدين ومن فيد لصوص الأراضي والممتلكات من النافذين".
وتابع القول: "هاهي محافظتنا وبرغم ما يزعمون لا تزال تتطلع إلى توفير المياه العذبة للمواطنين والى كهرباء لا تنقطع وإلى أمن ينعم به كل المواطنين وإلى أن يوظف أبناؤها الفقراء لا أبناء المسئولين والمتنفذين وحدهم، تتطلع محافظتنا إلى تعليم جيد ومدارس نموذجية ومعلم مستقر وناجح".
وأكد مشترك لحج وقوفه مع قضايا أبناء الشعب ومع حقوقهم كما أدان استهداف رئيس المجلس الأعلى للمشترك الدكتور عبد الوهاب محمود وطالب الدولة بالكشف عن الجناة وإنزال العقوبة الصارمة بحقهم وأن هذه العملية لن تثن المشترك عن مواصلة مسيرته النضالية السلمية خدمة للوطن وأبنائه.
وطالب المشاركون في اعتصام المشترك بوقف كل ما يستهدف المواطن في "جسده وكرامته وماله وسائر حقوقه" ، بالإضافة إلى وقف ملاحقات الناشطين الحقوقيين والسياسيين وإطلاق المعتقلين على ذمة الاحتجاجات السلمية.
كما طالبوا بتعويض كل المتضررين من أصحاب المتاجر والبسطات في الحوطة ممن تضرروا من أعمال الفوضى السابقة وإحالة المتهمين بأعمال العنف للقضاء ومن كان وراء فعلهم الشنيع.
ودانت أحزاب اللقاء المشترك لحج كل أعمال العنف من أي طرف كان كما تدين استهداف مواطنين ولأسباب مناطقية وتطالب بوضع حد لذلك وتقديم الجناة للعدالة فورا .