يحول احتلال المتمردين لعدد من المدارس في محافظة صعدة شمال اليمن دون متابعة الآلاف من الأطفال لدروسهم ويهدد بتقويض وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه مؤخراً بين الحكومة والمتمردين بقيادة الحوثي، وفقاً لمسؤولين محليين. وفي هذا السياق، قال محمد الشميري، رئيس مكتب التربية والتعليم في المحافظة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "المتمردين احتلوا عشرات المدارس في مديريات الصفراء وباقم ورازح وساحر وكتاف ومجز حيث لم يتمكن المعلمون من استئناف الدراسة على الرغم من مرور شهرين على بداية العام الدراسي 2009-2010 في صعدة".
وأضاف أن المتمردين "يمنعون المدرسين من دخول هذه المدارس التي رفعوا عليها شعارات ‘الموت لأمريكا وإسرائيل' و'النصر للإسلام'" مشيراً إلى أن "ما لا يقل عن 30,000 طفل لا يستطيعون الذهاب إلى مدارسهم الابتدائية والثانوية".
وأفاد علي أبو حليقة، رئيس لجنة للسلام مسؤولة عن تنفيذ الشروط الستة لوقف إطلاق النار في محافظة صعدة، أن اللجنة علقت أعمالها في ظل "استمرار رفض الحوثيين لإنهاء احتلالهم للمدارس".
من جهته، قال محمد عبد السلام، الناطق باسم الحوثيين، أن الكثير من أتباعهم احتلوا المدارس بعد رفض الحكومة الإفراج عن أقاربهم المحتجزين في السجون. وأوضح أن "أكثر من 1,000 حوثي لا يزالون في السجن على الرغم من وعد الحكومة بالإفراج عنهم، وفقاً لأحد الشروط المنصوص عليها لوقف إطلاق النار. وقد تم الحكم على الكثيرين منهم بالسجن لمدة ست سنوات".
وألقى عبد السلام باللوم على الحكومة لرفع حدة التوتر "ووضع وقف إطلاق النار في خطر"، محذراً من أن العنف قد يصل إلى المدارس والمرافق العامة في مناطق أخرى ما لم تقم الحكومة بإطلاق سراح المتمردين المحتجزين.
استهداف المراهقين ووفقاً للمجلس المحلي بمديرية رازح، قام أتباع الحوثيين في أبريل باقتحام المدارس واستبدال الأعلام الوطنية بالشعارات. وأضاف "أنهم يخططون لجذب الشباب إلى جانبهم وإشراكهم في أي قتال محتمل مع القوات الحكومية".
كما أفاد عبد الله الذهبان، عضو المجلس المحلي بمديرية مطره، أن "الحوثيين يستعملون بنادق وعربات مدرعة كانوا قد نهبوها خلال الاشتباكات لتخويف الشباب الذين يرفضون قبول وجهات نظرهم".
وأخبر محمد عزان، وهو محلل من صعدة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الحوثيين يستهدفون المراهقين في الصفوف 8-12 لأنهم يعتقدون أنه من الأسهل التأثير على هذه الفئة العمرية. كما يعتقدون أن المراهقين يمكن أن يشكلوا على المدى الطويل مقاتلين أكثر شدة من كبار السن من الرجال".
وأضاف أنهم "يحاولون اجتذاب الشباب إلى منظمتهم ‘الشباب المؤمن' وتحريضهم ضد الحكومة الحالية بهدف استعادة سيادة الإمامة [التي كانت سائدة في شمال اليمن قبل ثورة 1962] إلى المحافظة الشمالية. وهم لا يلجؤون إلى العنف عندما يقاومهم الطلاب ومديرو المدارس والمعلمون".
ووفقاً لمريم الشوافي، مديرة منظمة شوذب، وهي منظمة غير حكومية محلية تعنى بحقوق الطفل، يقوم الحوثيون بتوزيع منشورات على طلبة المدارس تدعوهم للانضمام إلى منظمة الشباب المؤمن لأنها تساعدهم على التقرب من الله. كما أنهم "يستخدمون الأطفال لتجنيد أقرانهم في المدرسة".
من جهته، أخبر أحمد القرشي، رئيس منظمة سياج غير حكومية المحلية المعنية بحماية الطفولة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الحوثيين يحاولون غرس معتقداتهم في نفوس المراهقين، مشيراً إلى أن "الأطفال أكثر استجابة للتأثير الديني من أية مجموعة أخرى. لذلك فإن الحوثيين يرون فيهم الذخيرة الإنسانية للمستقبل". وأضاف أن ضعف سلطات التعليم في محافظة صعدة يساهم بدوره في "السماح للحوثيين بتعويض المدرسين النازحين في مناطق خارج صعدة برجال دين من منظمة الشباب المؤمن".
تعطل الحركة التعليمية وقد تعطلت الحركة التعليمية في المحافظة لبعض الوقت. ولم تتمكن مئات المدارس من فتح أبوابها سوى يوم 27 فبراير 2010 بعد خمسة أشهر من المعتاد بسبب المواجهات بين الجيش والمقاتلين الحوثيين خلال الفترة من أغسطس حتى فبراير 2010.
ويستمر الفصل الأول من 27 فبراير حتى 18 مايو، والفصل الثاني من 23 مايو حتى 15 أغسطس، على الرغم من أن السنة الدراسية تبدأ عادة في شهر أكتوبر وتنتهي في شهر يونيو.
وأوضح الشميري من مكتب التربية والتعليم في المحافظة أن "ما بين 80,000 و85,000 طفل من أصل 121,000 طفل مسجل في مدارس المحافظة ال 725 يتابعون دراستهم الآن، أما الباقون فلا يستطيعون الذهاب إلى مدارسهم التي إما تقع تحت سيطرة الحوثيين أو تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة للاشتباكات".
الصورة لطلاب أثناء مغادرتهم مجمع السعيد التربوي بمدينة صعدة.
