إن انسحاب المقاومة من مناطق في غرب تعز، إما أن يكون تكتيكا متفقا عليه مع التحالف العربي، ويشير إلى إمكانية حدوث ذلك أمران: الأول: أن المقاومة في هذه الجبهة، ظلت خﻻل اﻷيام الماضية تعلن أنها تتقدم على حساب الحوافيش لرفع الحصار عن تعز وفتح الطريق إلى المخاء، فكيف فجأة يتحول التقدم إلى تقهقر؟!! اﻵخر: اﻻتصال الذي حدث قبل يومين بين هادي وبين قائد المجلس العسكري وإعﻻنه بعدها أن خطة وأسلحة مرحلة الحسم النهائي أصبحت جاهزة، وأن الجيش والمقاومة ينتظرات اﻷوامر لبدء الهجوم. وباﻷمس اتصل نائب ولي العهد السعودي طويﻻ بالشيخ حمود المخﻻفي، ومن المؤكد أن العواقب هي لصالح الحسم. وبين هذا وذاك كان هادي باﻷمس في زيارة إلى المغرب، وقابل الملك سلمان في مكان استجمامه على عجل، وناقشا أمورا بالتأكيد أنها خطيرة؛ ﻷن الجلسة كانت طويلة ومغلقة، وهل هناك أخطر من استعادة اليمن من كهوف الشيطان؟!! ويبدو لي أن الحسم اقترب، وأن ذلك هو ﻹصابة الحوافيش باﻻنتفاش واﻻسترخاء إن كان الحسم سيبدأ من تعز، أو لذر الرماد في العيون وجلب أنظار الحوافيش والعالم إلى تعز حتى تتم المفاجأة في مأرب!! يبدو لي أن انسحاب المقاومة من مناطق في الجبهة الغربية لتعز تريد بمنه تحقيق أمرين: اﻷول: الضغط على التحالف العربي لتقديم اﻷسلحة المطلوبة من أجل الدخول في مرحلة الحسم النهائي بانتزاع تعز من بين مخالب الحوافيش، ولذلك تحدث بعضهم أن سبب اﻻنسحاب أن ذخيرتهم نفذت، مع أن ذكر ذلك ليس من الحكمة في شيئ؛ ﻷنه سيضعف معنويات المقاومين ويمنح الحوافيش قوة معنوية إضافية! الثاني: جرجرة الحوافيش إلى مناطق واسعة خارج مدينة تعز، لتخفيف تكتلهم الكثيف في المدينة، والذي يصعب عملية اﻻختراق ويزيد من الكلفة على المقاومة الشعبية وعلى المدنيين. ومما يشير إلى إمكانية صحة هذا العامل إعﻻن المقاومة أنها انسحبت من عدد من التباب، لكن الحوافيش لم يسيطروا على بعضها، ولذلك عادت المقاومة وسيطرت عليها! هل يمكن القول إن الحوافيش انتبهوا لهذا اﻷمر، ولذلك لم يندفعوا للسيطرة كما هي عادتهم؟!! في كل اﻷحوال تفاءلوا وﻻ تقلقوا، فهناك خير يسري إليكم على شكل شر يتربص بكم، ثم إن عقارب الزمن ﻻ تعود إلى الوراء، والجنين عندما يخرج من بطن أمه ﻻ يعود إليها!!