تسعى ايران إلى تغطية اعتدائها على السفارة السعودية بطهران والقنصلية السعودية بمدينة مشهد وبدأ المسؤولون الصفويون بالتحدث عن اسفهم الشديد لحادثة السفارة وذلك بعد موجة غضب عارمة في الدول العربية والاسلامية احست ايران بخطرها خصوصا بعد ان تم تفعيلها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران من عدة دول ابرزها السعودية والبحرين والسودان. وقد أدان مجلس الامن الدولي بشدة اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية في طهران والهجوم على قنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية وطالب المجلس طهران ب"حماية المنشآت الدبلوماسية والقنصلية وطواقمها"، وكذلك "الاحترام الكلي لالتزاماتها الدولية في هذا الخصوص. وقال المجلس - في بيان - إن "اتفاقيات فيينا تلزم الدول بحماية البعثات الدبلوماسية". واستدعت دولة الكويت سفيرها من إيران، لتنضم إلى دولتي البحرين والسودان اللتين اتخذتا مواقف داعمة للسعودية ضد إيران وهذا ما جعل المسؤولين الايرانيين يظهرون وكأن الموضوع جرى بدون معرفتهم وانهم غير راضين عن تصرفات المحتجين بينما تثبت الحقائق ان الحرس الثوري كان مشاركا في الاعتداء على السفارة. السفير السعودي لدى الاممالمتحدة عبد الله المعلمي قال إن الخلافات بين البلدين قد تحل إذا توقفت إيران عن "التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، ومن بينها شؤون المملكة" بعد ان زادت ايران من تصريحاتها المستفزة والعدائية والتي نتج عنها الهجوم على السفارة والقنصلية. وفي تركيا أكدت وزارة الخارجية التركية الثلاثاء 5 يناير/كانون الثاني أن الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران يعد أمرا غير مقبول. وأعربت الخارجية التركية في بيان عن قلقها إزاء الاعتداءات التي طالت البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على أمن مقار البعثات الدبلوماسية والقنصليات المتمتعة بالحصانة الكاملة. ومن جهته قال مصدر في الخارجية الروسية إن موسكو مستعدة للعب دور الوسيط عند الضرورة لتحسين العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية. واقترحت الخارجية الروسية إشراك مجلس الأمن الدولي لتخفيف حدة التوتر في منطقة الخليج العربي . المملكة بدورها اتخذت الاجراءات القانونية الصحيحة وقامت بإحاطة مجلس الأمن الدولي بهذه الاعتداءات وكلا من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وطالبت مجلس الأمن الدولي بضمان حماية البعثات الدبلوماسية ومنسوبيها وفقا للاتفاقيات والقوانين الدولية. المملكة تواصلت مع جميع الدول التي لها علاقات معها لتوضيح التصريحات العدوانية الصادرة عن الحكومة الإيرانية التي أدت إلى التحريض على انتهاك حرمة السفارة السعودية والقنصلية. اما ايران فقد وجهت الاثنين 4 يناير/كانون الثاني رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، استعرضت فيها الظروف التي وقعت فيها الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران سعيا منها لكسب التعاطف. ولكن المتتبع للحدث يدرك ان ايران ما تزال تمارس عدائيتها حيث هاجم خامنئي ساسة السعودية وتوعدهم بانتقام إلهي حسب زعمه. وذلك بعد مضي ساعات على مهاجمة المتظاهرين الإيرانيين مبنى السفارة السعودية في طهران يساندهم عناصر من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الايراني.
