أدعم حق الأكراد بتقرير المصير والانفصال والاستقلالِ ولكنني آمل أن يتبنى الإقليم قيماً أكثر ليبرالية وتقدمية. أتطلع إلى إدارة أقل استبداداً وأكثر حرية في كردستان يكون من شأنها كسب ود العرب والتركمان الذين يعيشون تحت سيطرة الكرد وأنا على ثقة أن الأكراد سيقدمون نموذجاً إيجابياً لبقية الشعوبِ في المنطقة . في عام 838، ثار قائد كردي اسمه مير جعفر داسني في الموصل ضد الخليفة المعتصم. وبعد سلسلة مواجهات مسلحة بين العرب والأكراد في أراض وعرة، انتصر إيتاخ وهو أحد قادة الخليفة (من غير العرب)، في الحرب وأعدم الكثير من الأكراد، بيد أن مير جعفر داسني انتحر ليتفادى الاعتقال ، ربما لا يعلم الكثير من المعارضين لاستفتاء كردستان العراق شيئاً عن الصراعات التاريخية في العصور الوسطى، لكنهم من دون شك يتمنون أن يعيد التاريخ نفسه وينهزم الأكراد مرة أخرى، لكن هذا مستبعد فوحدة أعداء أكراد العراق في تأييد الاستقلال . فهم لم يكونوا قط طيلة تاريخهم أكثر تركيزاً وتصميماً كما هم اليوم. أقِفُ إلى جانب الأكراد الشجعان في سعيهم لتكوين دولة لأن قضيتهم عادلة ، ولن يكون هناك وقتٌ أنسب من هذا الوقت فقد صبر الأكراد طويلاً لتحقيق حلم طالما راودهم كما أن وجود كردستان مستقلة عامل توازن واستقرار في ظل حالة التنافس التي يشهدها الشرق الأسط، بتسابق إيرانوتركيا والغرب على القوة والهيمنة فبإمكان كردستان مستقلة أن تكون منطقة عازلة لوقف المطامح الاستعمارية لكل من تركياوإيران اللتين رفضتا الاستفتاء بشدة.