قالت ثلاثة مصادر يمنية إن لقاءات مكثفة جمعت وكيل محافظة المهرة السابق علي سالم الحريزي بموفدين من عبدالملك الحوثي، وضباط استخبارات قطريين، ورجال أعمال وشخصيات إيرانية، كلاً على حدة، للنقاش حول خطط أعدت للتحشيد ضد قوات التحالف التي أحكمت قبضتها على المهربين للأسلحة غير المشروعة والمخدرات إلى الداخل اليمني. ودعت شخصيات اجتماعية في محافظة على رأسها الحريزي إلى تنظيم فعاليات احتجاجية وتظاهرات يوم غد الجمعة، تطالب برحيل قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، فيما يؤكد مراقبون لتطورات الأحداث في المهرة أن من الطبيعي أن يكون الحريزي على رأس ذلك الاعتصام، بعد أن فقد مصالحه. وكشف الصحفي أنيس منصور عن لقاء جمع بين الحريزي ومعه مجموعة أخرى، وصفهم بالمخربين، بموفدين من زعيم مليشيا الحوثي الانقلابية عبدالملك الحوثي. وقال منصور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن "عبدالملك الحوثي أرسل شخصين التقيا بعلي سالم الحريزي ومعه مجموعة أخرى من المخربين قبل 3 أشهر، واتفقوا على خطة تهدف لزعزعة الأمن بالمحافظة، وحشد مظاهرات مناوئة للتحالف واستخدام العنف لإدخال المحافظة في فوضى تمكنهم من تهريب السلاح مجدداً". وسعى الحريزي خلال الفترة الماضية إلى إثارة الرأي اليمني ضد نجاحات العمليات العسكرية في الداخل اليمني في محاولة لاستغلال الأحداث للعودة من جديد لما كان عليه سابقاً من تهريب الأسلحة في منطقتي حوف وميناء الغيظة في محافظة المهرة. ووصف وزير الإعلام معمر الإرياني المظاهرات المزمع تنفيذها في المهرة ب "الأنشطة المشبوهة" وقال إنها "تهدف إلى تشويه دور الحكومة والتحالف بقيادة السعودية، وتأكيد على مساعي منظمي الاعتصام ومن يقف خلفهم لإغراق المحافظة في الفوضى والصراع الداخلي لتسهيل عمليات التهريب ومحاولة تخفيف الضغط على المليشيا الحوثية الايرانية في محاور الحديدة وصعدة والبيضاء". وذكر حساب "اليمن الآن" وهو حساب إخباري يمني شهير على تويتر، يحظى بمئات الآلاف من المتابعين، أن "قطر أرسلت ضباط استخبارات ورجل أعمال بحوزته 3 مليون دولار إلى المهرة للقاء عدد من الشخصيات التي فقدت مصالحها لتنفيذ مخططات قذرة في المحافظة وسخرت وسائل إعلامها لمهاجمة التحالف وتلميع صورة الخارجين على القانون والترويج لهم على أنهم أبطال". ويعتبر الحريزي أحد أقطاب تهريب السلاح والمخدرات في محافظة المهرة، وكان من الطبيعي أن يكون على رأس الاعتصام المطالب برحيل قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، بعد أن أغلقت معظم المنافذ التي كانت يستخدمها لتهريب السلاح والمخدرات للميليشيات الحوثية الإيرانية، وذلك بعد أن تضررت مصالحه وأغلقت التجارة الممنوعة التي يديرها وتدر عليه أرباحا طائلة، غير آبه بما تسببه مثل هذه النشاطات من أضرار على المجتمع ومستقبله. وقال حساب "مطنوخ مأرب" إن إيران تدعم مخربي المهرة وعلى رأسهم علي سالم الحريزي الذي كان رجلها الأول في محافظة المهرة لتهريب السلاح والمخدرات إلى الحوثيين. وسبق أن كشفت صحف يمنية عن أن الحريزي يدير شبكات تهريب أسلحة وأموال غير مشروعة ومخدرات، مستعيناً بشبكات تهريب منظمة ومحترفة من خلال نقطتين داخل محافظة المهرة والمتمثلة في منطقة (حوف) والمخصصة لتهريب الأسلحة والمعدات والخبراء، فيما تعد النقطة الثانية ميناء (الغيظة) لتهريب الأسلحة والأموال للحوثيين عبر قوارب صيد صغيرة. وكشف مطنوخ مأرب عن لقاء قال إنه حصل قبل أشهر بين الحريزي وجهات إيرانية لم يسمها، وقال في منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "إن الحريزي استلم 5 مليون دولار لزعزة الأمن بالمهرة والقيام بأعمال إرهابية". وقوبلت الدعوات لفعاليات احتجاجية ومظاهرات ضد التحالف بسخرية كبيرة، وتساءل نشطاء على مواقع باستغراب، وقالوا كيف لمهرب السلاح والمخدرات أن يتحول إلى مدافع عن الوطنية، التي هو بعيد عنها سعيا لتحقيق مكاسب شخصية تعود له بأرباح ملطخة بدماء الأبرياء جراء ما تخلفه تجارته الممنوعة من المآسي على المجتمع سواء بوصول الأسلحة إلى أيدي الميليشيات الحوثية الإيرانية أو المخدرات التي تفتك بشباب اليمن. ودعا وزير الإعلام معمر الإرياني وجهاء وأبناء المهرة الشرفاء للالتفاف الشعبي حول السلطة المحلية للحفاظ على الأمن والاستقرار، وأكد أن "المحافظة نالت اهتمامًا كبيرًا من الرئيس والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية تمثل في إطلاق البرنامج السعودي للتنمية وإعادة الإعمار وحزمة من المشاريع التنموية والبني التحتية".