آلاف المختطفين والأسرى اليمنيين أمام أيام صعبة وحاسمة، منحتهم الجولة الأخيرة من المشاورات بصيص أمل لكن أمهات المختطفين يبدين خشية وقلقاً من تعثر تنفيذ الإتفاق. قدمت الحكومة اليمنية في الجولة الأخيرة من مشاورات السلام اليمنية في السويد قائمة أعدتها رابطة أمهات المختطفين وتضم أكثر من 8500 إسماً لمختطفين محتجزين في سجون مليشيات الحوثيين بعضهم مضى عليهم أربع سنوات وهم يتطلعون لرؤية الشمس. خلال السنوات الماضية ومنذ انقلاب الحوثيين وما تبعه من أبشع موجة لانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، كانت "رابطة أمهات المختطفين" المنظمة اليمنية الأكثر حضوراً في متابعة قضايا المختطفين ومساندة عائلاتهم. تقول أمة السلام الحاج رئيسة الرابطة ل"المصدر أونلاين" إن إتفاق طرفي المفاوضات حول قضية تبادل الأسرى والمختطفين منح أمهات المختطفين تفاؤلاً وأملاً كبيراً في أن يتمكن من معانقة ذويهن خارج المعتقلات. لكنها تعبر عن قلق وخشية من تعثر الإتفاق كما تعثرت كثير من الإتفاقات السابقة تضيف "نأمل أن يتم الإفراج عن أبنائنا المختطفين في كل السجون والمعتقلات والمخفيين قسريا من كل الاتجاهات، فنحن كأمهات لا نفرق بين اليمنيين على الإطلاق وإن كنا اكثر من يكتوي بنار الحرب إلا أننا اكثر من يسعى لاطفائها، وقد قلناها بكل صراحة إن حرية أبنائنا أولاً ويجب أن تكون القضية الأولى، وبالتالي فنحن متفائلون جداً رغم ملاحظاتنا على بعض الإجراءات". أمة السلام الحاج التي لمست معاناة المختطفين والأسرى عن قرب وزارت كل السجون في صنعاء تقريباً تقول إنها كانت تأمل أن يتم الإفراج عن المختطفين الذين تم اختطافهم من بيوتهم أو من مقار أعمالهم دون ربط حريتهم بقضية أسرى الحرب، وتتمنى لو تم الضغط على المؤسسات الدولية لزيارة السجون للإطلاع على المعاناة التي يواجهها المختطفون داخل السجون والإستماع منهم إلى الإنتهاكات وحملات التعذيب الوحشية التي تعرضوا لها طوال الفترة الماضية. تضيف "يحزننا انه بعد كل هذا الخذلان والصمت والتغاضي من قبل المسؤولين عن حماية حقوق الإنسان تتجاهل كل الانتهاكات الوحشية التي تعرض لها ابناؤنا ثم تعمل على توظيف قضية المختطفين الإنسانية كورقة سياسية، ومع ذلك نأمل أن تتم هذه الإجراءات وأن يخرج أبناؤنا رغم كل ما ذكرت". وحتى لو تم الإفراج عن المختطفين فلن تنتهى مأساتهم كما تقول أمة السلام الحاج فالمحطة التالية التي تنتظرهم بعد السجون والتعذيب هي محنة النفي والإبعاد القسري الذي سيفرض عليهم خلال المرحلة المقبلة حيث سيكون المختطفون المفرج عنهم مجبرين على النزوح إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، حيث ينص الإتفاق على نقل المختطفين والأسرى من أنصار الحكومة الشرعية إلى مطار سيؤون وذلك يعني أنهم لن يتمكنوا من العودة لممارسة حياتهم الإعتيادية. كانت الرابطة هي الجندي المجهول الذي عمل طوال السنوات الماضية على رصد وتوثيق حالات الإختطاف والإخفاء القسري للآلاف من المحتجزين في سجون الحوثيين، وحاولت أن توصل أصوات عائلات المحتجزين إلى العالم. أمة السلام الحاج رئيسة الرابطة كانت الأسبوع الماضي في الرياض (قبل انطلاق المشاورات) وهناك التقت خالد اليماني وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد الحكومي في مشاورات السويد تقول إنها سلمته كشف المختطفين الذي أعدته الرابطة. وحول ما إذا كانت تعتقد أن الكشف ضم كل المختطفين والأسرى والمخفيين قسرياً تقول أمة السلام الحاج في حديث للمصدر أونلاين "نحن نعمل في وضع سيء للغاية و كارثي، ولذلك نحن لدينا قاعدة بيانات تعمل عليها وحدة الرصد في الرابطة بشكل يومي منذ تأسيس الرابطة، لكن هناك سجون سرية ومخفيين لم نستطع حصر كل المخفيين والسجون نتيجة المضايقات والتهديدات التي نتعرض لها من قبل جماعة الحوثي وبعض الأطراف المحسوبة على الشرعية". ووجهت أمة السلام الحاج وهي عضو سابق في مؤتمر الحوار الوطني وقيادية في حزب الإصلاح دعوة للحكومة ووزارة حقوق الإنسان لفتح خط ساخن واعلانه لكل اليمنيين "حتى يتسنى استقبال البلاغات من كل أسرة لديها غائب او مفقود، وبكل أسف فإن الوضع كارثي للغاية ويجب استشعار حجم معاناة الأسر اليمنية نتيجة التعذيب والاخفاء".