المشهد اليمني- متابعة خاصة أصدرت قيادة أمانة العاصمة صنعاء (المعينة من قبل مليشيا الحوثي) تعميم الى كافة مداخلها يقضي بمنع دخول الخضروات المروية بمياه المجاري والمياه الراكدة، بعد وفاة 29 شخصاً بوباء الكوليرا بالأمانة منذ بداية 2019م حتى الربع من إبريل الجاري( أمس)،في اعتراف علني بمسؤولية المليشيا عن كثير من الأوبئة التي شهدتها اليمن وكانت قد اختفت ومنها الكوليرا. وقال مصدر بمكتب الصحة العامة والسكان بالأمانة أن مستشفيات ومراكز أمانة العاصمة المخصصة لمعالجة الكوليرا استقبلت منذ بداية العام الجاري نحو 29 ألف و750 حالة مشتبه إصابتها. ولفت المصدر إلى أن الفحوصات المخبرية أظهرت أربعة آلاف و947 حالة سالبة بالفحص السريع (آر دي تي) من إجمالي الحالات المسجلة بكافة مديريات الأمانة. وأشار المصدر إلى أن العمل جار لافتتاح خمسة مراكز بمديريات شعوب, السبعين, الوحدة وبني الحارث لاستقبال حالات الإسهال ومعالجة مرضى الكوليرا، وأن الجهود مستمرة في مكافحة وباء الكوليرا بكافة مديريات أمانة العاصمة حيث تم افتتاح مركز بمستشفى الكويت التعليمي يضم 70 سريراً يحتوي على تجهيزات طبية لاستقبال الحالات. وناشد المصدر كافة المنظمات الدولية والإنسانية التدخل العاجل لرفد المستشفيات والمراكز الصحية باحتياجاتها الطبية والعلاجية الضرورية للحد من انتشار الوباء. وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت مطلع الاسبوع الجاري، عن وفاة 266 حالة بالكوليرا المنتشرة في 21 محافظة من أصل 23 خلال العام الجاري، فيما بلغ عدد الحالات المشتبه اصابتها بالكوليرا منذ الاول من يناير حتى 24 مارس الحالي بلغ 137.736، منها 266 حالة وفاة بمعدل 0.19%، منها 1376 حالة مؤكدة". يذكر أن تفشي الكوليرا في اليمن بدأ في أكتوبر 2016، ثم تراجع المرض في نهاية العام نفسه، قبل أن تعود حالات الإصابة للظهور من جديد في أبريل 2018 على خلفية الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يشهدها اليمن، عقب انقلاب مليشيا الحوثي الارهابية على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة عام 2014، ومع ذلك ظل سبب تفشي وباء الكوليرا في اليمن لغزا محيرا لسنوات، لكن دراسة حديثة فكت طلاسم هذا اللغز باستخدام التسلسل الكامل للحمض النووي للشريط الوراثي "الجينوم" الذي كشف أن سلالة الكوليرا التي تسببت في تفشي الوباء الحالي في اليمن انتقلت إليه مع الوافدين من شرق أفريقيا. ووفق الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "نيتشر"، وأعدها باحثون بمعهدي "ويلكوم سانجر" بالمملكة المتحدة، و"باستور" في فرنسا، فإن البيانات والتكنولوجيات الجينومية يمكن أن تساعد الباحثين على تقدير مخاطر تفشي الكوليرا في المستقبل في اليمن ومناطق أخرى ومن ثم الاستعانة بهذه التقنيات في استهداف واستئصال الوباء بشكل أفضل.
