سلطة صنعاء تدرك انها مقبلة على انتفاضة شعبية ضد مافيا الفساد الممنهج المنتشر في اجهزتها، فتحاول استباقها بأفكار إبداعية، لن تغير من الامر شيئا، المأساة تزداد، الناس تموت جوعا، ومافيا الفساد تنتفخ كروشها، ابتزاز للمحلات وليس فقط الصيدليات والمخابز، وجبايات مع كل مناسبة وطنية ودينية.. والمظالم تزداد. واليوم ليست المرة الاولى التي يعترف فيها المشاط بوجود فساد ممنهج، وابتزاز، واستغلال للناس، المشاط وكل رفاقه يعرفون اسماء الفاسدين، رسميا قدم كشف رسمي قبل أكثر من عامين من الجهاز العام للمحاسبة، منهم أعضاء في المجلس السياسي، فكم فاسد تمت محاكمته؟ الفاسدون معرفون، ولن تتم محاسبة احد، ولن يحارب المشاط ورفاقه الفساد، لأن الفساد اكلهم جميعا.. الحوثيون اعتقدوا أنهم قاموا اليوم بحركة ذكية، بان اعلنوا خط لتلقي الشكاوى واهات المواطنين! هذا طبعا أن صدق المواطنون هذه الطريقة السطحية في معالجة الامور، ولم يخافوا من الاتصال فيتم كشف هويتهم والانتقام منهم من قبل مافيا الفساد. طبعا دائما يعجب الحوثيون بأدائهم السياسي المتواضع، لكن المراقب يعلم أن هذا الخط خدعة غبية، وفكرة ساذجة، وأنه لا تتم محاربة الفساد بهذه الطريقة المدرسية.. الفساد له طرق أكثر نضجا، وواقعية لمن ينوي فعلا محاربته ..وهي معروفة لدى الحكومات التي تحارب الفساد. اما طريقة صندوق الشكوى، فهي تكون لاستقبال الملاحظات وليس لتقديم اتهامات فساد رسمية، تستوجب التحقيق والمحاسبة.. انه استخفاف جديد بمأساة اقتصادية، ودليل الفشل الإداري والسياسي. المراهقة السياسية لدى الحوثيين توقعهم في ورطة، لا يمكنهم انكار السرقات والنهب والابتزاز، ولا يمكنهم محاربته، كل ما يفعلوه خلال 6 أعوام من حكمهم هو ..الابداع الفني بالتصريحات الإعلامية. إن أراد المشاط ورفاقه، محاربة الفساد، فلا يشرك المظلومين المقهورين بالمسؤولية معه، فأنت لديك كشف، ولديك جهاز رسمي للفساد، قم بتفعيله، وأعلن عن محاسبة فاسدين او أعلنوا اسماء الكشف، ومنهم أعضاء حكومة ومجلس سياسي. هذا فقط يؤكد النية الجادة لمواجهة المافيا، عدا ذلك فقد اقام الشعب اليمني عليكم الحجة.. ولن يلام مستقبلا.
