بعد أن لحق بنا عسكري النقطة إلى هذا المكان الواضح في الصورة، وطلب منا أن نعود ادراجنا عدنا إلى النقطة العسكرية عند مفرق الحيمة ولدينا أمل بأن مسؤول النقطة سوف يفهم ويتفهم ويسمح لنا بمواصلة رحلتنا. لكن مسؤول النقطة بدا لنا شديدا متشددا صلبا ومتصلبا لكأن الله خلقه من دون عقل ومن دون قلب ومن دون مشاعر. كنا نسلم عليه فلا يرد السلام علينا نبتسم في وجهه فيكشر في وجوهنا نكلمه فلا يصغي إلينا وإذا حدث أن أصغى لأقوالنا لا يصدقنا. كان لديه يقين لا يرقى إليه شك وهو أننا نصور النقط العسكرية والمواقع وأننا صورنا النقطة التي هو مسؤول عنها وهربنا. وقبل أن يسلمنا للطقم الذي أخذنا لحبس المباحث في "متنه" أخذ تلفوناتنا وبطاقاتنا ولم يكتف بذلك بل أحضر قلما وبياضا وطلب من مساعده أن يسجل أسماءنا وعناويننا وأرقام تلفوناتنا ومحل الميلاد والى هنا والأمر عادي اجراءت أمنية سليمة لا غبار عليها في ظروف حرب. بل إنه في كل أسبوع وفي كل رحلة يقوم بها فريقنا نصادف أكثر من شخص يستوقفنا ويطلب منا بطايقنا ويسجل اسماءنا وارقام تلفوناتنا ويبعثها للمراكز الأمنية وقد صار كل هذا طقسا عاديا ومالوفا، لنا ولم يعد يخيفنا، لكن الجديد في رحلة الأمس هو أن رئيس النقطة بعد أن قام بكل تلك الاجراءات طلب من اعضاء فريقنا أن يصطفوا ويقفوا صفا لاخذ صورة جماعيه. في البداية فرحت واستبشرت خيرا واعتقدت بأن مسؤول النقطة- وبسبب شهرة فريقنا -يرغب في ان يأ خذ صورة معنا للذكرى، لكني حين سمعته يطلب من مساعده أن يلتقط لنا صورة جماعية لنا وحدنا. لحظتها سرت في جسدي قشعريرة رعب وعادت إلى ذاكرتي تلك الأيام التي كانت فيها الجرائد تنشر صورا لشبكات تجسس تم القبض عليها. بعد ذلك وقد حضر الطقم ساورني شعور وانا فوق الطقم بأن التهمة هذه المرة أخطر من كل التهم وانه لاسبيل للنجاة. في الأخير سوف أقول لكم ماقلته لكل أولئك الذين يتعرضون لنا ويشتبهون بنا ويسألوننا عن هدفنا من المشي: نحن لنا طريقتنا في حبنا للوطن وفي حرصنا على سلامته، وطريقتنا هي أن نمشي ونصور ونبرز أجمل مافي اليمن واجمل ما أبدعه شعبنا.