تشهد جبهات القتال المشتعلة في اليمن، بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الإنقلابية، معارك عنيفة ومتواصلة، و محاولات كر وفر لكلا الجانبين، باستثناء تمدد طفيف للحوثيين في بعض المناطق أهمها في محافظة الجوف. وتُعد محافظة الجوف من أبرز مناطق الاشتباك بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الإنقلابية، وذلك بعد سيطرة المليشيات على مدينة الحزم عاصمة المحافظة أواخر فبراير الماضي. وتسيطر مليشيا الحوثي على 9 مديريات في الجوف، فيما تسيطر القوات الحكومية مديريتي خب والشعف أكبر مديريات محافظة الجوف مساحة ولكن أقلها كثافة سكانية. حيث تشكل مساحتها 82% من مساحة المحافظة. وبعد إخفاق مليشيا الحوثي الإنقلابية في اختراق جبهتي قانية في البيضاء المتاخمة لمأرب، وصرواح، فمن المتوقع أن تكون مديريتي خب والشعف في الجوف مسرحاً للمعارك خلال الأيام المقبلة، وذلك بهدف سيطرة المليشيات على كامل الجوف والتقدم صوب مأرب. وبالمقابل، قالت مصار عسكرية يمنية، إن المعارك قد تعود خلال الأيام القادمة إلى مدينة الحزم عاصمة الجوف، وذلك بعد أن تمكنت قوات الجيش من تطوق مدينة الحزم وتحرير عدد من المواقع العسكرية ذات الأهمية الإستراتيجية. وقال القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن أمين الوائلي، في تصريح حديث، إت قوات الجيش تطوق مدينة الحزم، وتمكنت خلال الأيام القليلة الماضية، من تحرير مواقع إستراتيجية في المحافظة آخرها العرق الأسود، وسلسلة جبال الأقشع. ولما تتمتع به جبهات الجوف من مساحات صحراوية واسعة، فقد تكبدت مليشيا الحوثي مئات القتلى والجرحى من عناصرها، علاوة على تدمير عدد من العربات والآليات القتالية التابعة لها من قبل قوات الجيش الوطني ومقاتلات التحالف العربي. وتعد محافظة الجوف من أكبر المحافظات الشمالية مساحة، إذ تصل إلى 39 ألفاً و400 كيلومتر، وتكتسب أهمية استراتيجية بالغة نظراً لموقعها الجغرافي الذي يحدّ محافظاتمأرب وصعدة وعمران وحضرموت وصنعاء، إضافة إلى أنها تمثل خزاناً ضخماً للنفط في البلاد.