أن يجتمع الناس بذلك الحجم الكبير في احتفال قلعة القاهرةبتعز فتلك صرخة الحياة في مواجهة الموت .. سبع سنوات من التدمير بالذخيرة الحية، بالمعيشة، بالخطاب الطائفي المناطقي الجهوي، ثم تنتفض تعز عنقاء اليمن لتقول نعم للحياة، ولو باحتفال يقدمه فنان ليس فائق الصوت، وبإدارة إخوانية، بما يماثل احتفالات غنائية تؤديها "ماريا قحطان" في الضفة الشرقية من تعز، بإدارة حوثية... أن تتحول قلعة القاهرة إلى استلهام وإصرار على نحت الفرح، واستحضار التاريخ الوحدوي لقلعة القاهرة، تواشج مع بناة القلعة والمدينة من صليحيين ورسوليين، ذلك ما يجعل التحدي واضحا، بين من هندسوا للطائفية، ومولوا أقنعتها بالمال والسلاح ومكنوهم من تفكيك اليمن وبين من ينهضون من الرماد، وينحازون للجمال، للفن للحياة لرمزية التاريخ الوحدوي الممتد من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال... بدأ الموضوع بخطب تشنجية ضد الاحتفال من النائب الإخواني عبد الله أحمد علي وتلاميذه، لينتهي "بغنمة" تسقط صخرة، وقتيل وجرحى، قدرة الغنمة في التسليق لا يتجاوز و"ضرة"! ثم إلغاء تدريجي للاحتفال بقرار من قيادة المحور بتعز، إلغاؤه من ميدان الشهداء ثم رفض الفنان أن يغني في المنتزة بحجة ضيق المكان الذي لا يتسع ل"جمهوره"!... قرار الاحتفال بيد سلطة تعز الإخوانية، وإلغاؤه كان بيدهم. ما الذي أرادوا قوله؟ أو ما الذي يمكن أن نقرأه من دراما القتيل ومهزلة الغنمة والصخرة، وقرار الإلغاء... هل هو صراع أجنحة في قيادة الإخوان، أم انتهازية تكاملية، اكتفت بتوصيل رسالة مفادها: بيدنا أن نصنع الحياة أو نلقي على راسها بصخرة! احتفال مهرجان قلعة القاهرة وإيقافه شأن تنظيمي إخواني، والعبث بفرح الناس من تبعات ذلك!