أغنية يمنية ذات شجون متجذرة في الوجدان الوطني اليمني، غناها الفنان والضابط السبتمبري إبراهيم طاهر،في العيد الرابع لثورة 26سبتمبر 1966م، من كلمات إبراهيم صادق. يُعيد أداءها فنان صهيوني اسمه "زيون"، يردد فيها بطريقة مشوهة "أنايمني، واسألوا التاريخ عني أنا يمني"، وبكورس من المهرجين، الساخرين من مقام ومقال الأغنية، ويتهافت العديد في مواقع التواصل لنشر أدائه المسخ، متحدثين عن يمنيته! من التحق بالكيان الصهيوني، وشارك هو وأبوه وجده في كل الحروب ضد العرب، ووجه بندقيته لصدور إخوتنا في مصر وسوريا ولبنان والأردن ليس بيمني، إنه صهيوني استيطاني عنصري... من ينتمي لكيان كل ما فيه جيش احتياطي ضد العرب ليس بيمني... لماذا الحنين لا يكون من صهاينة أوروبا وروسيا والولايات المتحدة لبلدانهم التي استقدموهم منها؟ لماذا اليمن؟ في ندوة أقيمت عام 2002 بمركز دراسات المستقبل، الذي يترأسه الإخواني الدكتور فارس السقاف، كان من ضمن اهتمامات تلك الندوة المطالبة بحق اليهود اليمنيين الذين غادروا إلى إسرائيل أن يستعيدوا جنسيتهم اليمنية، أي الجمع بين انتمائهم للكيان الصهيوني والجنسية اليمنية! واليوم تعود هذه الدعوة من بوابة الفن والأغنية اليمنية! لم تكن مشاركة الصهاينة الذين غادروا اليمن والتحقوا مقاتلين في الجيش الإسرائيلي، في كل حروبهم ضد العرب، وقضمهم للأرض واقتلاعهم للناس- فحسب، بل كان لهم دورهم في محاربة الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر. ففي حروب الثورة والجمهورية في مواجهة الملكيين والقوى الرجعية، تم استخدام مئات من اليهود اليمنيين من إسرائيل، كخبراء أسلحة ومرشدين، يقاتلون في صفوف الملكية ،كما يروي اللواء الشيخ أحمد إسماعيل أبو حورية في مذكراته "شهادتي وشواهدي- من إصدارات الجيل الجديد ناشرون1442ه. شهادة أحمد إسماعيل أبو حورية تكمن أهميتها في أنه شاهد عيان، يقاتل في صفوف الملكية ضد الجمهورية. يقول في كتابه:كانت الطائرات تنطلق من جزيرة كمران لتسقط المؤونة والعتاد للقوات الملكية "وكنت أعتقد بأن تلك الطائرات تأتي من بريطانيا فيما اتضح لي بعد عشرات السنين ومن كتاب قرأته للأستاذمحمد حسنين هيكل أنها في حقيقة الأمر كانت تنطلق من جزيرة كمران في شطرنا الجنوبي من الوطن..."ص86. كانت أولى المهام لأحمد إسماعيل محمد أبو حورية عند انضمامه للصف الملكي بعد الثورة هو اشتراكه في هجوم على بني صُليح، واستمرت المعركة إلى الصباح "وعندما أشرقت الشمس تبين لنا أن صالح بن علي الهَيَّال أحد كبار بني جَبر مصاب فوق جمل وكان هناك شخص لم أعرف وقتها أنه يهودي يمني، (وكان على رأسه شال شديد السواد وله بشرة شديدة الحمرة) إلاَّ بعد أن قرأت كتابا للأستاذ محمد حسنين هيكل يصف فيه اليهود اليمنيين الذين جاؤا من إسرائيل ويقومون بالإرشاد وكخبراء للتعامل مع الدبابات والألغام، ويشاركون في الحرب بتقديم المعلومات والإرشاد للطرف الملكي وما كانوا يحملون سلاحا ويتمتعون بصلابة وجَلَد في الأداء." ص78.