مع أحداث 2011 كان الحديث عن الأصل العفاشي الفلاحي لعلي عبد الله صالح؛ أي إعلان الحُرم الكنسي الذي ينتزع منه شرف الحسب والنسب الأحمري، لقد أعلنها عيال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، وفي مقدمتهم حميد بأن علي عبد الله صالح لاينتمي إلى بيت الأحمر، وهو النسب الذي ظل الشيخ عبد الله الأحمر يمنحه إياه طيلة عقود مضت، وكان الرئيس حين يرشح نفسه في مجلس الشعب أو النواب، أو يطلب تزكية ترشيحه رئيسا للجمهوريةفالاسم الذي يتقدم به هو "علي عبد الله صالح الأحمر". ثم كان الحُرم الثاني أنه لا يمت لقرابة لعلي محسن الأحمر، وليس بأخ له، ولا صلة قرابة تجمعهما. أي سحب الخرافة الثانية التي تم تعميمها طيلة عقود حكم الرئيس. وإزاء هذا الحُرم، وتركه عاريا من كل أغطية الخرافة، من حسب ونسب وشرف محتد كان موقفه الانفعالي واستعلائه بانتمائه لعفاش، "صاحب حصن عفاش في سنحان"، "الحميري" الذي لا يُعلى عليه نسب! لم يفتخر بانتمائه الاجتماعي الفلاحي، وإنما سقط في فخ الأنساب والأحساب، مفاخرا بجده عفاش. وسيرا على عادة العرب في تجميع أربع أحجار، إينما حلوا، ثلاثة للأثافي، ورابعة للتعبد بها والطواف حولها، وتلمس البركة منها، نجد في أيامنا هذه حديثا عن الجد "قرقرة"، فعلي عبد الله صالح ليس أصيلا في سنحان، إنه طارئ، وتاريخ أسرته في سنحان لا يتجاوز مائة عام، وجده "قرقرة" يهودي. يستمر العقل البدوي في نفيه للإنسان، فهو يزنه بميزان الأحساب والأنساب، العرق واللون والمهنة والديانة! هذا السياق التحريفي للصراع يخدم الرئيس علي عبد الله صالح ولا يضره، وإن انبرى منافحا عن انتمائه لشرف المحتد والجد عفاش الحميري. إنها أساطير ومنهج تفكير ولغة منطلقاتها واحدة، ونتائجها كارثية على المجتمع اليمني. لهذا لا غرابة في كل هذا التماثل ووحدة المنطلقات الطائفية لدى الأخوة الأعداء، المشيخ السياسي والإخوان وأوهام المسيدة والاصطفاء!.