أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الثلاثاء، بيان تصعيدي جديد، داعيا لاتخاذ إجراءات عاجلة غداة انسحاب قوات سعودية. وقال المجلس في بلاغ صادر عن اجتماعه الاستثنائي، بمشاركة وزراء المجلس في حكومة المناصفة ومحافظ العاصمة عدن، أطلع عليه "المشهد اليمني"، "إن صبره قد بلغ مداه ولن يطول أكثر ما لم تتخذ اجراءات وتدابير عاجلة ومزمنة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض وفي مقدمة ذلك تعيين محافظين ومدراء أمن لمحافظات الجنوب، وتشكيل الوفد التفاوضي المشترك، و التوافق على ادارة جديدة للبنك المركزي اليمني وايداع ايرادات النفط والغاز والضرائب والجمارك وغيرها في البنك المركزي بالعاصمة المؤقتة عدن، واعادة تشكيل وتفعيل الهيئات الاقتصادية والرقابية ( المجلس الاقتصادي الاعلى، هيئة مكافحة الفساد، الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة) وأيضا إعادة هيكلة وزارتي الدفاع والداخلية ونقل القوات الى جبهات التصدي للمليشيا الحوثية". ورحب المجلس بزيارة الوفد الامريكي الى العاصمة المؤقتة عدن برئاسة المبعوث الامريكي لليمن تيم ليندركينغ وأكد دعمه لكافة الجهود الرامية الى ايقاف الحرب واحلال السلام. واتهم المجلس الطرف الثاني؛ في إشارة الى الحكومة المعترف بها، بمواصلة تعطيل استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض بعد عامين من توقيعه، وعمل على إضعاف دور حكومة التوافق. وحمل من اسماه بالطرف الثاني مسؤولية التدهور المتسارع في الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية على نحو كارثي يهدد حياة مواطنينا ويؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار وتنامي نشاط الجماعات الارهابية الذي تجلى في عودة الاغتيالات والتفجيرات في محافظات الجنوب. ولفت الى أن جاهزيته لاستكمال اتفاق الرياض قوبلت بمزيد من التعنت والرفض من الطرف الاخر الذي تجلى في انحراف بوصلة الحرب باتجاه اختلاق معارك جانبية من قبل أطراف داخل الشرعية على رأسها جماعة الاخوان المسلمين التي تمضي في تسليم المناطق للمليشيا الحوثية فضلا عن استمرار الطرف الاخر بإصدار قرارات احادية غير توافقية خلافا لما ينص عليه الاتفاق وهو الامر الذي زاد الاوضاع تعقيدا وتأزيما على نحو يؤدي الى إحباط كل الجهود الصادقة المبذولة من قبلنا والأشقاء والاصدقاء لاستكمال تنفيذ الاتفاق. وكان الرئيس هادي أصدر قرارات جمهورية بتعيينات قيادية في مصافي عدن وشركة النفط، الامر الذي اعتبره الانتقالي مخالفا لاتفاق الرياض. وغادرت قوة سعودية كبيرة مدينة عدن التي تقود فيها الرياض عمليات التحالف العربي ضد الحوثيين، فيما حطت طائرة شحن سعودية بالتزامن في مطار عدن لنقل معدات وجنود. وحسب مصادر إعلامية فإن القوات السعودية الموجودة في معسكر قيادة قوات التحالف في منطقة الشعب في مديرية البريقة غربي عدن، نقلت عرباتها ومدرعاتها ومعدات وعتادا إلى الباخرة "درة جدة" في ميناء الزيت قبل مغادرة المدينة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
