حوارات وتقارير المشهد اليمني - خاص تحولت جنازة الشهيد الشاب حميد عبدالرزاق الخولاني، الملقب ب"المكحل"، الخميس الأول من شهر رمضان المبارك، إلى انتفاضة شعبية عبر الشارع اليمني في محافظة إب خلالها عن رفضهم المطلق لمليشيات الحوثي الإرهابية. وإلى جانب هدير عشرات الآلاف بصوت واحد: "لا إله إلا الله .. الحوثي عدو الله .. برع برع يا حوثي .. إرحل إرحل يا حوثي"، اعتلى عشرات الشبان الثائرين، أسطع المباني العامة وقاموا بإسقاط وتمزيق شعارات الصرخة الحوثية المستوحات من "الصرخة الخمينية"، في خطوة أثارت ولفتت انتباه الجميع في الداخل والخارج. مقدمة انتفاضة واعتبر مراقبون غضب الشباب وتمزيق شعارات مليشيات الموت والجوع والقهر الحوثية، مقدمة لانتفاضات أوسع ومؤشراً على الرفض الشعبي للانقلاب الحوثي في مختلف المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرته. وأكد مراقبون تابعهم "المشهد اليمني" أن تمزيق شعارات الحوثيين وترديد الهتافات المطالبة برحيلهم وطردهم من محافظة إب والخروج الهادر وغير المتوقع خلال جنازة المكحل، هي محاكمة علنية لمليشيات الحوثي الموالية لإيران، وتعبير عن غضب الشارع اليمني باكمله في مختلف المحافظات، ورفضه لحكم السلالة الكهنوتية المجرمة. استفتاء شعبي وقال آخرون إن التشييع المهيب الذي شهدته جنازة الشهيد بإذن الله، المكحل، وترديد شعارات ثورية غاضبة "لا إله إلا الله الحوثي عدو الله والشهيد حبيب الله"، وتمزيق شعارات ولافتات المليشيا ورفع العلم الجمهوري، واصطفاف النساء على الطرقات للزغرة والهتاف المليشيات، هي مشاهد ثورية ساخطة تعبر عن الحالة الحقيقة والتعبير الفعلي لملايين اليمنيين واستفتاء شعبي في كل الجغرافيا اليمنية للسخط الواسع ضد الجماعة الكهنوتية التي قتلت وشردت اليمنيين. وخرج أبناء محافظة إب صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً جميعهم يهتفون بصوت واحد "ارحل يا حوثي"، وأمام صلابة الحناجر الثائرة، أصيب الحوثيون بالرعب والخوف حاولوا بكل قبح إطلاق الرصاص الحي لتفريق المشيعين في المقبرة وهم يوارون البطل إلى مثواه الأخير، غير أن ثباتهم وغضبهم وإصرارهم كان أقوى بأساً. نهاية وشيكة وأكد كتاب ومحللون أن مليشيا الحوثي، للمرة الثانية، تشاهد مصيرها المحتوم على أيدي أبناء الشعب اليمني وتمزيق صورهم وشعاراتهم السلالية، فالشعب اليمني ضاق ذرعاً بالانتهاكات واستلاب حريتهم وكرامتهم ومنعهم من التعبير عن آرائهم التي كفلها الدستور والقانون ومحاولة فرض معتقدات طائفية عليهم تتنافى مع القيم الجمهورية وثورة ال26 من سبتمبر التي اجتثت النظام الإمامي الكهنوتي البائد، والتي تحاول اليوم مليشيا الحوثي فرضه لتركيع وإذلال اليمنيين ونهب أموالهم وثرواتهم. لم يتوقف التفاعل مع الحدث والتعاطف معه عند اليمنيين الرافضين للمليشيات الحوثية، بل امتد ليشمل العديد من الناشطين والكتاب والبرلمانيين المحوسبين على جماعة الحوثي الانقلابية، الذين أكدوا أن ما حدث حالة طبيعية للكبت والقمع والإرهاب والسلب والنهب والتجويع الذي تمارسه سلطات الحوثيين في مختلف المحافظات، مؤكدين أن الغضب الشعبي قادم وأن النهاية باتت وشيكة. وأصابت الانتفاضية الشعبية في مدينة إب مليشيات الحوثي بالفزع والرعب ما جعلها تدفع بتعزيزات عسكرية وفرض حصارًا خانقا على المدنية منذ صباح اليوم الجمعة واعتقال العديد من الشباب المشاركين في الجنازة الثورية، خوفًا من اندلاع انتفاضة ثانية تطردها من المحافظة وتتوسع إلى بقية المحافظات لتخليص اليمنيين من وباء قاتل يجثم على صدورهم منذ قرابة ال9 سنوات. وكان عشرا الآلاف من المواطنين، شيعوا عصر الخميس، جثمان الشهيد حمدي عبدالرزاق (المكحل) الذي قتل في إدارة أمن إب، على أيدي عصابات مليشيا الحوثي. وهتف المواطنون، خلال تشييع الشهيد المكحل، عقب صلاة العصر، بالجامع الكبير بمدينة إب، ضد مليشيا الحوثي، ورددوا غاضبين: (لا إله إلا الله .. الحوثي عدو الله). وقتل الشاب حمدي عبدالرزاق بعد نحو 5 أشهر على محاصرته في منزله واعتقاله، بالمدينة القديمة، عقب انتقاده فساد مليشيا الحوثي. وقبل أيام أقدمت المليشيات الحوثية على تصفية الشاب ''المكحل'' ورمت جثته من الدور الرابع لإدارة أمن محافظة إب، وزعمت أنه ألقى بنفسه من إحدى النوافذ. وفي الساعات الأولى من فجر اليوم، زعمت إدارة أمن إب، بعد روايات متناقضة لقيادات حوثية مسؤولة في حكومة الانقلاب، أن الناشط المكحل قُتل على إثر خلافات بينه وبين جيران من "بيت الغرباني" وهي أسرة سلالية في مدينة إب، وهروبه من السجن، دون أن تقدم الإدارة بيانا تفصيليًا للحادثة أو تحقيقًا واضحا ودقيقًا أو تقرير طبي يثبت مزاعمها. * المكحل * إب * الحوثي * تمزيق شعارات 1. 2. 3. 4. 5.
