مقالات أحمد عبدالملك المقرمي في حرب إبادة صهيونية معلنة، و مدعومة من عواصم استعمارية؛ تلجأ أوكار الإرهاب للخداع بهدف امتصاص غضب الشارع الغربي و العالمي الرافض لحرب الإبادة في غزة؛ و بغرض إسكاته باختلاق إعلانات مخدرو كمسمى هُدَن (إنسانية !). فيما تروّج-في الوقت نفسه- كثير من الدوائر الغربية مقولة أن من حق الكيان الصهيوني الدفاع عن نفسه !! و تتحول هذه الدوائر الغربية إلى غطاء سياسي لحرب الإبادة ضد سكان غزة، فتكون بهذا التوصيف شريكا فاعلا في هذه الحرب القذرة. هذه الدوائر الغربية ذات النزعة الاستعمارية الراسخة- التي تثبت الأيام أنها عاهة متأصلة في تلك النفسيات- تُحمّل حركة المقاومة الفلسطينية سبب حرب الإبادة الصهيونية ! حسنا.. فبماذا تفسر هذه الدوائر الاستعمارية الغربية جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينين في الضفة!؟ المقولة الاستعمارية:« حق الدفاع عن النفس» للصهاينة، لا تعطي في الوقت نفسه الحق للفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم ..!! هناك مصطلحات، باتت أصناما مقدسة في ذهنية كثير من دوائر الحكم الغربية؛ أحد هذه الأصنام: حق الدفاع عن النفس للصهاينة، الذي أصبح حقا حصريا لهم بحسب مكاييل الدوائر الغربية. و يأتي هذا الصنم معززا للصنم الآخر الذي تتكئ عليه الدوائر الاستعمارية بشكل أوسع، و قلدتها فيه كل دوائر الاستبداد و هو مصطلح الإرهاب؛ فالإرهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني بإدمان، يسمونه: دفاعا عن النفس، و الدفاع عن الحق و النفس في فلسطين، أو أي مكان في العالم؛ يسمونه إرهابا. اليوم يتخلّق في رحم الدوائر الاستعمارية صنما جديدا بمسمى هُدَن إنسانية. و سيكون الحق الحصري لتفسير معنى هذه الهدن للدوائر التي اختلقته، بحيث يكون إعماله، أو تجميده بحسب ما يراه مُخطِّطُو تلك الدوائر، كما هي مَن تفسر الإرهاب، و حق الدفاع عن النفس. الدوائر الاستعمارية تعمل على استبدال القيم الإنسانية بقيم استعمارية، و تُحلُّها محل القيم و الحقوق الإنسانية، و حقوق المرأة و حقوق الطفل و القانون الإنساني الدولي! كل ذلك فعلته، و تفعله - اليوم - علنا في الحرب الصهيونية على غزة. في قوانين المرور، يمنع استخدام أبواق السيارات أمام المستشفيات، و المساجد، و المدارس، و في قوانين الهُدَن (الإنسانية) يتجه الخراب و الدمار لقصفها، و هدمها على رؤوس من فيها ..!! أليست المستشفيات رسالتها و وظيفتها رسالة إنسانية خالصة؟ فكيف تتكلم تلك العواصم عن هُدن إنسانية و تذهب لتعين في تدمير المؤسسات ذات الرسائل الإنسانية بما فيها من مرضى،و طواقم طبية !!؟ إن البشرية السوية اليوم تمسك على قلبها، و هي تجد نفسها في عمق الفجيعة جراء قيام أطراف دولية بإسقاط القيم و المبادئ الحضارية و الإنسانية، و استبدالها بأخلاق غير إنسانية، و بقانون الغاب. * غزة * فلسطين 1. 2. 3. 4. 5.