طالبت هيئة كبار العلماء في السعوديه منظمة التعاون الإسلامي، أن تقدم مشروع قرار إلى قادة الدول الإسلامية يجرِّم الإساءة إلى الصحابة وآل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه، ومعاقبة من يسيء إليهم. وأوصت الهيئة في بيان لها أن يتم تضمين عقيدة أهل السنة والجماعة والصحابة وآل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه في مناهج التعليم في مختلف مراحله في الدول الإسلامية، وأن تتقيد وسائل الإعلام في العالم الإسلامي بما يصدر عن هيئات كبار العلماء والمجامع الفقهية ومجامع البحوث الإسلامية من قرارات تتعلق بالصحابة - رضي الله عنهم - وآل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه، وأن تكثف رابطة العالم الإسلامي والمنظمات الإسلامية والجامعات في العالم الإسلامي الندوات والمؤتمرات عن الصحابة وآل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه - رضي الله عنهم فضلاً وحقوقاً، حتى تبقى الأجيال على صلة بالصدر الأول من حملة هذا الدين، وأن تنسق الرابطة مع المنظمات الإسلامية والجامعات في ذلك. وأكد البيان أن عقيدة السلف الصالح من أهل السنة والجماعة، حبُّ الصحابة وموالاتهم والترضي عنهم والاقتداء بهم وبغض من يبغضهم واعتقاد فضلهم وعدالتهم ونشر فضائلهم والاقتداء بهم، وتوقير آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه وأمهات المؤمنين - رضي الله عنهم أجمعين - والقيام بحقوقهم ومحبتهم واعتقاد فضلهم. وفسّر ما يجب للصحابة وآل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه - رضي الله عنهم. مشيرا إلى ما يتعرض له الصحابة - رضي الله عنهم - من إساءات ممن ينتسب إلى الإسلام وما ينشر في بعض وسائل الإعلام مما يسيء إليهم - رضي الله عنهم. ورأت الهيئة أهمية إصدار بيان موجه إلى المسلمين كافة يؤكد على ما للصحابة من منزلة عظيمة، أكدت عليها أدلة كثيرة من الكتاب والسنة ومنها قوله تعالى : ''مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا''، الفتح: 29، وقوله سبحانه: ''لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ''، الحشر: 8 10.
وأوضح البيان أن هذه الآية تدل على ثناء الله تعالى عليهم كما أنها تدل على أن المسلمين الذين يأتون بعدهم يقتدون بهم، ويستغفرون لهم ويسألون الله تعالى ألا يجعل في قلوبهم غلاً لهم، كما استشهد البيان بقوله تعالى: ''وَمَا لَكُمْ أَلا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ''، الحديد: 10، وقوله جلّ ذكره: ''وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ''، التوبة: 100، وقوله تعالى: ''لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا''، الفتح: 18، وقوله سبحانه: ''مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا''. الأحزاب: 23. وعرّج إلى ما ثبت في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - من الثناء عليهم وذكر مناقبهم وفضائلهم بأحاديث بلغت حد التواتر، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ). ونحوه في الصحيحين من حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه. وفي الصحيحين عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس، فيقولون : هل فيكم من صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقولون : نعم، فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس.