عقدت اليوم بالعاصمة الصينيةبكين ندوة العلاقات الصينية- العربية والتعاون في" بناء الحزام الاقتصادي بطريق الحرير القديم، وطريق الحرير البحري والبري في القرن ال21" وذلك في إطار منتدى التعاون العربي – الصيني الذي يستمر حتى الخامس من يونيو الجاري بمشاركة عدد من الخبراء والمسئولين من الصين و كافة الدول العربية ومنها اليمن. وفي الافتتاح أعتبر نائب أمين عام جامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي مشروع الحزام الاقتصادي التي عن طريق الحرير البحري التي تعتزم الصين بناءه من أهم واكبر المشاريع الإستراتيجية على مستوى المنطقة والعالم كون المشروع يمثل شريان التجارة والتبادل الاقتصادي والحضاري والثقافي والإنساني بين الصين والبلدان العربية وعامل مهم في تعزيز التلاقح بين مختلف الحضارات ومنها الحضارتين الإسلامية والصينية، والتواصل مع العالم الخارجي. وأشار إلى أهمية هذه الندوة التي تتزامن مع الذكرى العاشرة لمنتدى التعاون العربي- الصيني والوقوف أمام إنجازات ومسار المنتدى ومستويات التقدم في مختلف المجالات .. مؤكداً أن المسافة البعيدة التي تفصل الصين عن البلدان العربية لم تعد حاجزه اليوم واصبح العالم قرية صغيرة والعلاقات متقاربة قلوباً ومصالح وجغرافيا الأمر الذي يساهم في جعل العلاقات التاريخية بين الصين والوطن العربي ذات أبعاد استراتيجية شاملة لتبادل المنافع والمصالح المشتركة والاستفادة من الخبرات الصينية الرائدة في شتى المجالات. وأشار إلى أن المنتدى يقوم على أربعة محاور رئيسية تتمثل في" سبل تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، تبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وكذلك المسائل ذات الأهمية المطروحة في اجتماعات الأممالمتحدة ومنظماتها المتخصصة، ومتابعة سير تنفيذ برنامج العمل للمنتدى والتعاون في مجال التنمية وأبعادها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والعمل الأهلي. ولفت إلى أن أهم انجازات المنتدى تتمثل في ارتفاع مؤشر التبادل التجاري بين الصين والبلدان العربية من 36 مليار دولار عام 2004م، إلى قرابة 270 مليار دولار خلال العام الماضي 2013م.. مؤكداُ الحاجة إلى مزيد من الانجازات والتعاون المشترك في مختلف المجالات وخصوصاً الخدمية . وألقيت كلمتان من لرئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد السلام المجالي ورئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف استعرضتا مسار التعاون التاريخي بين البلدان العربية والصين والمنافع المشتركة والأهمية الاستراتيجية التي سيضيفها مشروع الحزام الاقتصادي عن طريق الحرير البحري والذي سيربط كافة الدول العربية المطلة على طريق الحرير وصولاً إلى إفريقيا وأوربا والاستفادة من المشاريع العملاقة التي ستقام على طريق الحرير وتشغيل الأيادي العاملة وجذب الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط. واستعرض المجالي وشرف الفوائد والفكرة والآليات الممكنة لتنفيذ المشروع وتحويل المعارف والأفكار إلى مشاريع ملموسة تساهم في تحقيق تنمية شاملة و رفاهية ورقي في دول المنطقة العربية ، و كذا وضع الرؤى والمقترحات والآليات التي تساهم في نجاح المشروع ..مؤكدان أن التعاون الاقتصادي القائم على التبادل التجاري والمنفعة المشتركة يعد من أرقى درجات التعاون والتجانس بين الشعوب . نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ أشار بدوره إلى أن الندوة الخاصة بالتعاون الصيني العربي لبناء الحزام الاقتصادي مع طريق الحرير، يصادف الذكرى ال10 لإنشاء منتدى التعاون الصيني- العربي والاجتماع الوزاري الذي سيقوم بعد غد الخميس بوضع التخطيط الاستراتيجي لتطور العلاقات التاريخية الصينية – العربية في السنوات العشر المقبلة. وأكد نائب وزير الخارجية ن التشارك في بناء "الحزام مع الطريق" يهدف إلى تجسيد وتكريس قيم طريق الحرير القديم الذي مكن الدول الواقعة في قارتي آسيا وأوروبا من تبادل السلع والتقنيات والأفراد والأفكار، مما أدى إلى دفع التنمية الاقتصادية والثقافية والتقدم الاجتماعي لهذه الدول، وتعزيز التحاور والتفاعل بين مختلف الحضارات. موضحاً أن التعاون الصيني العربي خلال السنوات العشر الماضية حقق طفرة كبيرة مما ارسى اسساً متينه للتعاون في بناء الحزام مع الطريق حيث اصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية وأكبر شريك تجاري لتسع دول عربية بينما اصبحت الدول العربية أكبر مزود للنفط وسابع اكبر شريك تجاري للصين وسوقاً مهماً للمقاولات الهندسية والاستثمارات الصينية . منوهاً أن بناء الزام مع الطريق سيحقق مزايا كبيرة للجانبين في الرأسمال والتقنيات والموارد والأسواق وتحسين توزيعها ومواجهة المشاكل المستعصية العالمية في النمو والحكومة.. مبيناً أن التعاون في مجال الطاقة سيبلغ ذروته عام 2020م حيث سيبلغ الطلب الصيني للنفط نحو 740 مليون طن و 540 مليون طن من الواردات.. وأعرب نائب السفير الصيني عن استعداد الصين إلى تحويل طاقات الشباب في البلدان العربية البالغ نسبتهم نحو 60 بالمائة من عدد السكان البالغ عددهم قرابة 400 مليون نسمة إلى قوة دافعة للنمو الاقتصادي في الصين والدول العربية، لاسيما وأن الاحصائيات في الوطن العربي تشير إلى احتياج خلق أكثر من 50 مليون فرصة عمل قبل 20120 والصين باعتبارها دولة صناعية كبيرة في العالم لديها القدرة والإرادة لنقل القطاعات ذات الانتاجية المتفوقة إلى الدول العربية لمساعدتها على الاسراع بوتيرة عملية التصنيع وخلق مزيد من فرص العمل وتحسين معيشة الشعب . بعد ذلك بدأت أعمال الندوة التي رأسها مدير المعهد الصيني للدراسات الدولية تشيوي شينغ حيث قدم وزير الإتصالات اليمني الأسبق المهندس عبد الملك المعلمي ورقة عمبل بعنوان " طريق الحرير.. هل يمكن أن يصبح في المستقبل طريقاً للتنية والسلام"استعرض من خلالها لمحة تاريخية عن العلاقات اليمنية- الصينية منذ القدم، والتقدير والاحترام الذي يكنه الشعب اليمني للشعب الصيني الصديق في الوقت الحاضر لما لمسه من المساعدة والدعم السخي لليمن في مختلف مجالات التنمية منذ قيام ثورة 26 سبتمبر وحتى الأن.. متطرقاً إلى دور طريق الحرير وتواصل الحضارات، وأبعاد إحياء طريق الحرير من الناحية الاستراتيجية والتاريخية والجغرافية والتنموية. فيما قدمت عدد من اوراق العمل من قبل نائب مدير إدارة غربي اسيا وافريقيا بوزارة التجارية الصينية تساو جياتسانغ، ورئيس مجموعة طلال أبو غزالة، ومدير عام إدارة التعاون الدولي للهيئة الوطنية للطاقة تسو بيشياو، ومدير مركز الدراسات الأسيوية بجامعة الكويت الدكتور محمد السيد سليم، ومساعد مدير إدارة التعاون الدولي بوزارةالثقافة الصينية لي لييان، ومدير مركز الدراسات الاسيوية للمعهد الدبلوماسي السعودي أبراهيم الفقي، ونائب رئيس التحرير لصحيفة الأهم المصرية محمود النوبي ، استاذ دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة شانغهاي للدراسات الدولية تشو ويليه. استعرضت أوراق العمل الأهمية التاريخية والإستراتيجية والتنموية والتحديات والصعوبات لبناء الحزام الاقتصادي عن طريق الحرير البحري ، ودوره في تعزيز علاقات التعاون الإستراتيجية الصينية - العربية في المرحلة الجديدة"، خصوصاً أن كلا الحضارتين الصينية و الإسلامية كنز من كنوز الحضارة الإنسانية قدمت مساهمة جليلة للتقدم الحضاري للمجتمع البشري ككل. وأثريت الندوة التي حضرها ممثلي عن اليمن نائب رئيس دائرة آسيا واستراليا في وزارة الخارجية اليمنية و القائم بأعمال السفير اليمنيبالصين أنيس محمد قدار ، ومدير عام الإدارة العامة لشئون آسيا وأفريقيا بمكتب رئاسة الجمهورية فضل عبدالله مدي ، ومسئول الشئون السياسية بالسفارةاليمنيةببكين احمد علي شقلة، وعدد من سفراء الدول العربية والمسئولين الصينيين .. بالنقاشات والمداخلات التي ركزت على أهمية انشاء الحزام الاقتصادي عن طريق الحرير البحري".