وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأحد، إلى المملكة العربية السعودية، فى زيارة تستغرق عدة ساعات، هى الأولى منذ زيارته الخاطفة للمملكة لتقديم واجب العزاء فى الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. كان على رأس مستقبلى السيسى، فى مطار الملك خالد بالرياض، كل من الملك سلمان، وولى عهده، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وأمير منطقة الرياض، الأمير فيصل بن بندر. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إنه تمت إقامة مراسم الاستقبال الرسمى، حيث تم عزف السلامين الوطنيين للبلدين واستعراض حرس الشرف الذى اصطف لتحية الرئيس، الذى صافح كبار المسؤولين السعوديين، وعقب إجراء المباحثات أقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء على شرف السيسى والوفد المرافق له، وذلك بمقر القصر الملكى بالرياض، حيث حضرها 68 من الأمراء السعوديين. واصطحب خادم الحرمين، الرئيس، إلى القصر الملكى بالرياض، حيث عقدا جلسة مباحثات مغلقة، أعقبتها أخرى موسعة بحضور وفدى البلدين. وأوضح السفير «يوسف» أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية، فى ضوء المواقف المشرفة للمملكة التى ساندت من خلالها الإرادة الحرة للشعب المصرى. وأضاف أن الرئيس السيسى يولى اهتماما خاصا للتواصل والتنسيق المشترك بين البلدين على كل الأصعدة، فى ظل الهجمة الشرسة التى تتعرض لها الأمة العربية، وسعى بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذى خلّفه الاقتتال الداخلى وحالة الضعف فى بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة. وعقد الرئيس والملك سلمان جلسة مباحثات ثنائية بحضور وفدى البلدين، استهلها خادم الحرمين الشريفين بالترحيب بالرئيس والتأكيد على قوة ومتانة العلاقات التاريخية الوثيقة التى تجمع بين البلدين، وأهمية تعزيز التشاور والتنسيق فيما بينهما بما يحقق مصلحة الأمتين العربية والإسلامية. ومن جانبه، وجَّه الرئيس التهنئة لخادم الحرمين الشريفين على توليه سدة الحكم بالمملكة، متمنيا له كل النجاح والتوفيق وللمملكة وشعبها الشقيق كل الخير والاستقرار، مؤكداً أن المرحلة الراهنة والواقع الذى تعيشه منطقتنا العربية يستوجبان تعزيز التعاون لصالح المنطقة بأكملها. وقال السفير علاء يوسف إن المباحثات شهدت تبادل الرؤى بشأن مستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية فى المنطقة، حيث أشاد الرئيس بجهود المملكة ودورها فى مساندة مختلف القضايا العربية والإسلامية، وتباحث الزعيمان بشأن عددٍ من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً ما يتعلق بتدهور الأوضاع فى اليمن وضرورة تداركها؛ تلافياً لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربى والبحر الأحمر. وأعرب الرئيس عن تأييد مصر للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية لليمن ووحدة شعبه، وأهمية تكاتف جهود المجتمع الدولى لعدم السماح بالمساس بأمن البحر الأحمر أو تهديد حركة الملاحة الدولية. وعلى الصعيد السورى، أوضح الرئيس أن اهتمام مصر ينصرف إلى الحفاظ على الدولة السورية ذاتها وحماية مؤسساتها من الانهيار، مؤكداً أهمية التوصل إلى حل سياسى شامل للأزمة ينهى معاناة الشعب السورى، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضى السورية، ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار. وعلى صعيد الموقف فى ليبيا، أكد الرئيس أن جهود مكافحة الإرهاب فى ليبيا لا تتعارض مع دعم مصر لجهود المبعوث الأممى لإيجاد حل للأزمة عن طريق الحوار، مشددا على ضرورة وقف إمدادات المال والسلاح للميليشيات الإرهابية والمتطرفة، وأهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية، وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الوطنى، بالإضافة إلى مساندة الحل السياسى، وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبى. وأضاف السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد تأكيداً على أهمية مجابهة كل محاولات التدخل فى شؤون الدول العربية أياً كانت مصادرها، وتفويت كل المحاولات التى تستهدف بث الفرقة والانقسام بين الأشقاء، حفاظاً على النظام العربى الذى نهدف إلى ترميمه وتقويته فى مواجهة محاولات اختراقه وإضعافه، حيث أعرب الزعيمان عن تطابق مواقف البلدين إزاء سبل مواجهة التحديات التى تواجهها منطقة الشرق الأوسط، والذى يعد ركيزة أساسية للتضامن العربى. شارك فى المباحثات من الجانب السعودى كل من: الأمراء مقرن ومحمد بن نايف وفيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، ومتعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطنى، وعبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، ومحمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع رئيس الديوان الملكى، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء، مساعد بن محمد العيبان، ووزير المالية إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومن الجانب المصرى: سامح شكرى، وزير الخارجية، واللواء خالد فوزى رئيس المخابرات العامة، واللواء عباس كامل، مدير مكتب رئيس الجمهورية وعفيفى عبدالوهاب، سفيرمصر لدى المملكة.
