بدأ ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الخميس المقبل، زيارة رسمية إلى فرنساوألمانيا يبحث خلالها مع كبار المسؤولين في البلدين الأوضاع في المنطقة وعلاقات بلاده مع كلّ منها. وتكرّس هذه الزيارة إلى البلدين القائدين في المنظومة الأوروبية توجّه السعودية نحو قوى عالمية غير الولاياتالمتحدة الشريك التقليدي للمملكة لإحداث توازن في العلاقة مع واشنطن بعد أن شهدت علاقة الطرفين خلال السنتين الماضيتين بعض الهزات بسبب الخلاف حول ملفات تهم المنطقة وعلى رأسها الموقف من النووي الإيراني، حيث دفعت الولاياتالمتحدة باتجاه إبرام اتفاق مع طهران بشأن هذا الملف رأت السعودية أنه بمثابة “جائزة” غير مستحقّة لإيران على تدخّلها في شؤون جيرانها وزعزعة أمنهم واستقرارهم. ورغم أن فك السعودية لشراكتها مع الولاياتالمتحدة أمر غير وارد، إلاّ أن ذلك لا ينفي سعي الرياض لتنويع شراكاتها عبر العالم من أجل فكّ الارتهان لشريك واحد. وأثمرت هذه السياسة عن ارتفاع كبير في التعاون مع فرنسا تترجمه أرقام الصفقات بين البلدين في مجال التسلّح وغيره من المجالات والتي بلغت 10 مليار دولار. وقالت مصادر في الرياض إن الأمير محمد بن سلمان سيبحث مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارته لباريس العديد من الملفات في المنطقة خاصة الوضع في سوريا إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين. ومن المقرر أن يبحث أيضا مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تطوير العلاقات بين البلدين وخاصة في ما تم الاتفاق عليه خلال الفترة الماضية. ويرافق الأمير محمد بن سلمان عدد كبير من الوزراء والمسؤولين . وتعد هذه هي الزيارة الثانية لولي ولي العهد السعودي لفرنسا خلال الأشهر الماضية. وكانت الزيارة الأولى لوزير الدفاع السعودي لباريس في 25 يونيو الماضي حيث التقى خلالها مع الرئيس هولاند. ومن المقرر أن يزور الأمير محمد بن سلمان ألمانيا، حيث يبحث مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تطورات الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.