تعد مدارس العلوم الإسلامية على مختلف الحقب أهم المعالم الإسلامية التي لا تزال عامرة إلى اليوم وتحكي فنونها المعمارية والزخرفة الكتابية عن مدى الرقي الحضاري وذائقته الفنية والهندسية لهذه المعالم ، وتعد المدرسة الجلالية العليا في مدينة إب القديمة نموذجاً لتلك المدارس العلمية الشهيرة ، وحين تطأ قدميك مدينة إب القديمة تبدأ بزيارة أماكنها التاريخية، وأول ما ينتاب الزائر ويندهش له تلك المعالم الإسلامية من جوامع ومدارس للعلوم . وحين تلج مدرسة الجلالية العليا أول ما يقابلك على مدخل باب مدرسة الجلالية العليا آيات قرآنية مكتوب فيها (بسم الله الرحمن الرحيم، أدخلوها بسلام آمنين. تعود كتابتها في هذه المدرسة المباركة الجلالية في العاشر من شهر صفر أحد شهور سنة .المدرسة الجلالية العليا تقع في حي الميدان، أحد أحياء مدينة إب القديمة. بناها الشيخ جلال الدين محمد بن أبي بكر السيري في سنة 815ه/1412م. تخطيط المدرسة: بناء مستطيل الشكل يتكون من قاعة للصلاة وفناء مكشوف ومئذنة وأماكن للوضوء، يتم الدخول إلى المدرسة عن طريق مدخل يفتح في واجهتها الجنوبية. بيت الصلاة مستطيلة الشكل يتوسط المحراب جدار القبلة، ويغطيها سقف من الخشب يتكون من مصندقات خشبية نفذت عليها زخارف نباتية وهندسية وكتابية ملونة منفذة تارة بالنحت وتارة أخرى بالرسم. يتم الدخول إلى بيت الصلاة من باب يفتح في منتصف واجهتها الجنوبية المطلة على الصحن. بنيت مئذنة المدرسة في الجهة الجنوبية الشرقية لمبنى المدرسة، وتعد واحدة من أجمل المآذن في محافظة إب : تتكون هذه المئذنة من قاعدة مستطيلة بنيت من الحجر يعلوها بدن مضلع مبني بالآجر ينتهي بشرفة مستديرة يعلوها بدن صغير ثماني الأضلاع ينتهي من أعلى بغطاء مقبب الشكل. أما المدرسة الجلالية السفلى والتي تقع في الجزء الجنوبي من حي الميدان في مدينة إب القديمة. أنشأها الشيخ جلال الدين محمد بن أبي بكر السيري في نهاية القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي. تخطيط المدرسة الشمسية عبارة عن بناء مستطيل الشكل عبارة عن فناء مكشوف وبيت للصلاة وإلى الشرق منها رواق شمالي يفتح على الفناء بواسطة عقدين يرتكزان على عمود من الحجر ينتهي بتاج كأسي الشكل. يقع مدخل المدرسة في الجهة الجنوبية، ويتقدم المدخل ظلة مربعة الشكل تطل على الشارع بواسطة عقد مدبب وتغطيها قبة بصلية الشكل. ويقول المختصون بالآثار إن ما تبقى من المدرسة وبيت الصلاة هو عبارة عن مبنى مربع الشكل تقريباً فتح في جداره الجنوبي مدخل يغلق عليه ألواح خشبية يفضي المدخل إلى بيت الصلاة وفيها عمودان مساندان للسقف وعتب من الأسمنت مما شكل منظراً مشوهاً يخدش الجمال المعماري للمدرسة التاريخية. ومن ناحيه اخرى مدينة إب القديمة قديمة ضاربة جذورها في أعماق الحضارة والتاريخ، ومن إب القديمة حكمت (أروى) بنت أحمد الصُليحي اليمن سنين،... إب الحضارة والتاريخ والوجه السياحي للبلد لم تُعد كذلك، بعد أن اعتراها وكنزها الحضاري الإهمال والبناء العشوائي الذي قضى على الآثار العريقة العائدة لعصور من الزمن، وأصبح الإهمال شعار الجميع في المدينة القديمه ليطال معالمها التاريخية كالمشنّة وشلال جبل بعدان الذي بناه الأقدمون لإمداد المياه من جبل بعدان وإيصاله إلى المدينة ومساجدها من خلال تصريفها عبر قنوات معروفة ب ( الساقية). ودعا المختصون بالآثار الجهات المعنية إلى سرعة الاهتمام بهذه المعالم الإسلامية وإزالة الخدوش والتشوهات التي طالتها. كما طالبوا السلطة المحلية بمحافظة إب ومكتب الآثار أن تعطي تلك المعالم اهتماماً خاصاً قبل أن تندثر وتزداد تشوهاً.