شهدت اسواق مدينة تعز- وسط البلاد- والمحاصرة من قبل مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح، اختفاء للمواد الغذائية الاساسية ، ما ادى لأرتفاع اسعارها الى درجة جنونية. بات سكان المدينة الذي يتجاوز عددهم المليون والنصف نسمة غالبيتهم من الفقراء ذوي الدخل المحدود يعيشون بخوف وقلق كبيرين , غير قادرين على شراء حاجياتهم الأساسية اليومية بسبب الغلاء والارتفاع المهول للأسعار نتيجة اختفاء الكثير من المواد الغذائية والمواد الأساسية الأخرى. فالمواد الغذائية المتواجدة داخل المدينة هي ما تم ادخاله خلال فترة فتح المنفذ الغربي التي لم تتجاوز ثلاث ايام مع المخزون السابق الذي كان متواجد في المدينة وما يتم ادخاله عبر الطرق الجبلية الفرعية، ما يؤدي الى بيعها بأضعاف سعرها الحقيقي. ويقول علي سعيد أحمد ل" المشهد اليمني " وهو أحد بائعي الخضروات في السوق المركزي داخل المدينة : "بسبب الحصار الذي شنته مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح انعدمت الخضروات والفواكه ما دفعنا لعبور طرق اخرى فرعية وصعبة من أجل ادخال كميات شحيحة . ويضيف: " نشتغل لكي نبحث عن لقمة العيش إلا أن مليشيات الحوثي وصالح حكمت على سكان المدينة بالموت جوعاً ومرضاُ اذ لم تصبهم قذائف وصواريخ المليشيات ، مشيراً في ظل هذا الحصار نحاول أن نتغلب على المشكلة من خلال إدخال بعض الخضروات الضرورية من مسافات طويلة جدا ،وبسبب هذا ارتفعت الأسعار بشكل كبير وهذا انعكس على المواطنين وعلى الحركة السوقية التي انعدمت وشهدت المدينة اوضاعاً اقتصادية وانسانية صعبة ، حيث فقدت معظم الاسر مصدر دخلها الاساسي بسبب المعارك واصبحت على قارعة الطريق ، ويقول أحد اصحاب المحلات التجارية سابقا والذي رفض الكشف عن اسمه أنه كان يملك محل تجاري في شارع كلابة- شرق المدينة – ومع اندلاع الحرب نزح من عائلته الى وسط المدينة وظل من حينها بدون عمل ويصرف من المال الذي اذخره في السابق، حتى نفذ ولم يعد باستطاعته دفع ايجار المنزل ولا توفير الطعام لأسرته. وفي الجانب الانساني، يعاني سكان المدينة المصابين بالأمراض المزمنة من انعدام الادوية التي من الضروري اخذها بشكل دوري، ما يسبب تضاعف في اعراض المرض، وفي كثير من الاحيان الموت، مثل مرضى الفشل الكلوي الذين عجزوا عن غسيل الدم بانتظام ما ادى لوفاتهم ، ومرض السكري الذين يبحثون عن الانسولين بعدما ان اختفاء من صيدليات المدينة واصبح يباع بسعر 3 الف ريال (12$ )للعبوة الواحدة. وينتظر التعزيون أي حل سياسي او عسكري يزيح عنهم شبح الحصار والموت الذي يرونه يومياً، بعد أكثر من عام من القتال والمعارك في المحافظة سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من ابناء المدينة .