أجرت قناة الجزيرة الإخبارية مساء اليوم الخميس لقاءاً تلفزيونياً مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وقد تطرق الريس اليمني لجملة من القضايا التي تتعلق بالأزمة اليمنية، وصراع الشرعية والإنقلاب.
تحدث الرئيس منصور بشكل يتسم بالوضوح والبساطة والمباشرة، وفي تعليقه تعليقه حول مرور عامين على الإنقلاب الحوثي على السلطة في 21 سبتمبر 2014م ودوافع اغتصابهم للدولة أوضح أن لا مبرر لهم أبداً سوى رأوا في مخرجات الحوار الوطني ما من شأنه أن يسحب السلطة والثروة من أيديهم، إذ تنص مخرجات الحوار على "العدالة" وعلى "التوزيع العادل للسلطة والثروة"، موضحاً أن المليشيا لم تكن لتصمد كل هذه المدة لولا ذراع الدعم الإيرانية، وكذا تخلي الجيش اليمني عن مسولياته في حماية الجمهورية، باللإضافة الى التحالفات التي أقامتها الجماعة مع القبائل قبيل الانقلاب، ما ساهم في حسم معركة صنعاء لصالحهم.
وفي رده عن تصوره للمخرج الأنسب للأزمة اليمنية أوضح أن لا حل سوى رضوخ الانقلابيين والرجوع الى مخرجات الحوار الوطني، مضيفاً في ذات السياق أن "الأقلمة" هي الضمان الأكبر لبقاء اليمن موحداً، في حين أن من يرفضون فكرة الأقاليم ليسوا سوى مجموعة من الأغبياء وأصحاب المصالح الذين تحركوا للدفاع عن مصالحهم دون أي اعتبار لمصلحة اليمن ككل.
وذكر الرئيس هادي أمثلة عديدة لدول اعتمدت الخيار الاتحادي كالصين وإثيوبيا وجنوب أفريقيا، مضيفاً: هي دول مستقرة ومزدهرة، أما الانقلابيون وعتاولة إقليم آزال لا زالوا يصرون على الاستئثار بالسلطة والثروة، وهو ما لن يتحقق لهم أبداً.
وفي معرض رده عن الدور الروسي "المريب" في الأزمة اليمنية، ومحاولتها سحب القضية اليمنية من أروقة الأممالمتحدة، أوضح الأخ الرئيس هادي أنه التقى مؤخراً بالرئيس الروسي بوتين، الذي أكد له أن روسيا لن تختلف مع أمريكا او الأممالمتحدة في الموضوع اليمني على وجه الخصوص.
أما عن طبيعة المعارك التي تجري حالياً بين قوات الشرعية والإنقلابيين فقد علق قائلاً: الهدف الآن هو الانتصار الكامل والشامل، وإخضاع المليشيا لسلطة القانون، وتنفيذ المخرجات بحذافيرها، معللاً في ذات السياق أسباب عدم وصول السلاح الثقيل الى تعز بكون الخطة العسكرية الحالية للتحالف قائمة على الأولويات، مؤكداً أن تعز ستتحرر بشكل تام وكامل من عصابات الحوثيين وصالح.
وأبدا الرئيس منصور ثقة مفرطة حين تحدث عن تحديات نقل البنك المركزي الى عدن، موضحاً أنه المسئول عن الشعب اليمني بأكمله، ومبيناً أنه تريث طويلاً قبل أخذ هذه الخطوة بعد أن دفعته الحالة المزرية للاقتصاد الوطني إثر عمليات النهب المستمر تحت يافطة "المجهود الحربي"، للتقدم وتحمّل المسئولية، قائلاً: أعترف بخطأ إبقاء البنك المركزي تحت سلطة صنعاء.. كانت الحرب ستنتهي ف غضون 6 أشهر لو اتخذنا مثل هذا الإجراء مبكراً.
الى ذلك أثنى الرئيس اليمني منصور على الدور العربي والخليجي على وجه الخصوص في مساندة اليمن والحفاظ على المسار الشرعي فيها، موضحاً أن الدولة اليمنية كانت أمام خيارين لا ثالث لهما ( إما الارتماء في الحظيرة الإيرانية، أو أن ينصرها الأشقاء كي تكون حليفاً لهم، وهذا ما قاموا به على أكمل وجه.
في ختام اللقاء تحدث عبدربه منصور عن كواليس الحروب الستة بين صالح والحوثيين، كاشفاً اللعبة التي كان يمارسها الرئيس المخلوع في كسر قوة الفرقة الأولى المدرعة وتوريطها أكثر في الوحل الحوثي، معلقا بشكل أكثر وضوحاً: كان صالح يرسل عشر قاطرات ذخيرة لعلي محسن في نفس الوقت الذي يرسل فيه 12 قاطرة للحوثي. وأضاف بنبرة تهديد ووعيد، متحدثاً عن صالح: احسن له يسكت.. انا نائبه واعرف كل شي.. واذا تحدثت عنها فإن الشعب اليمني سيصاب بالدهشة.