(كراسة وطن) قالت بحرقةٍ: ما عدبش حلا في شيء... هذا زمن أباليس الوتس، وشياطين الفيس... والعلاقات العائلية انتهت بمجرد اقتحم هؤلاء الأباليس حياتنا الخاصة.. وأضافت (جارتنا لطيفة)، التي كانت مستاءة جدًا مما يحدث من تفككٍ للعلاقاتِ الأسرية والعائلية: حتى شراء الكيلو الطماطم تطلبه الزوجة من زوجها عبر الواتس. وتتابع ذهاب أطفالها إلى المدرسة عبر الواتس، وتتسوق عبر الواتس، وتحش مع جاراتها عبر الواتس.. الحكومة هي الأخرى انتقلت إليها عدوى الواتس، باتت تختار وزراءها عبر الواتس، وتتابع تحركاتهم عبره... وتسفرهم عبر الواتس! والأهم من ذلك أن عاقل (الحارة)، يحل مشاكل حارته عبر الواتس... حتى لا يضيع وقت التخزينة! ففي البيت الزوجان بجوار بعضهما، لكن لكلٍ منهما عالمه الخاص به..! الأم، بغرفتها وحيدة، فقدت لمسة البِر ممن تعبت من أجلهم وتوقعت أن يكونوا مصدر الأمان لها في خريفِ العمر... بينما هم لاهون عنها في عوالم التيه. الأب، هو الآخر بات له عالمه الخاص، وتخلى عن التزاماته وواجباته تجاه أسرته.. مثل هذه التكنولوجيا المعاصرة استخدمها مصدروها لنا في الرقي بأفكارهم، بينما في عالمنا المتخلف تستخدم أسوأ استخدام.. وكحاجزٍ يعمل فجوة كبيرة بين العلاقات الأسرية الحميمة... الأذكياء فقط من يتحكمون بأوقاتهم ليوازنوا بينها وبين مسئولياتهم الملقاة على عواتقهم..! * المنتصف