التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض الأحد 1 مارس/ آذار وعقد مباحثات مطولة معه حول عدد من القضايا الإقليمية. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها للسيسي للسعودية عقب تولي الملك سلمان سدة الحكم في المملكة.
وذكر التلفزيون المصري أن اللقاء، شهد "تبادلا للرؤى ووجهات النظر إزاء مختلف القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف التلفزيون أن السيسي اختتم زيارته الرسمية إلى السعودية، التي بدأها صباحا وغادر الرياض عائدا إلى القاهرة.
وتزامنت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي قام بها الأحد 1 مارس/آذار إلى السعودية مع تواجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المملكة في زيارة تستمر 3 أيام.
ومنذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي شهدت العلاقات بين القاهرةوأنقرة حالة من الفتور والتوتر بلغت ذروتها في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013، عندما قامت السلطات المصرية بطرد السفير التركي وخفضت مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال واتخذت أنقرة نفس الخطوات.
ووصل أردوغان والوفد المرافق له، مساء السبت، إلى مطار جدة حيث أحرم لأداء مناسك العمرة، ليتوجه مباشرة إلى مكة.
ومن المقرر أن يلتقي العاهل السعودي بالرئيس التركي يوم الاثنين.
وقبيل مغادرته، إلى السعودية عقد أردوغان مؤتمرا صحفيا في مطار أتاتورك باسطنبول، نفى فيه نيته الالتقاء بالرئيس المصري، أثناء زيارته للسعودية، ونقلت وكالة الأناضول التركية قوله "غير وارد ولا يوجد ذلك (اللقاء مع السيسي) على أجندتنا على الإطلاق، ولكي يحدث مثل هذا الأمر، يتوجب القيام بخطوات في مسار إيجابي بشكل جاد للغاية".
السيسي: تزامن الزيارتين مجرد "صدفة"
من جانبه قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في حديث مع تلفزيون العربية قبيل يوم من بدء الزيارة الرسمية الأولى له للسعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، قال إن تزامن تواجده في السعودية مع زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أرودغان، محض "صدفة" مضيفا أن " المملكة دولة تمارس علاقاتها مع العالم كله".
وردا على سؤال حول وجود ممانعة مصرية لوجود أي وساطة للتقريب مع تركيا، أجاب السيسي، "من يرى مصر خلال ال 18 شهرا الماضية، مصر كان لها خط ثابت لعدم التصعيد مع أحد، السؤال عندما يوجه لي أقول: اسألوا الآخرين".
واشترط السيسي عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم اتخاذ طرق مناوئة للواقع ولا تتماشى مع إرادة الشعب المصري كأسس يمكن من خلالها بدء أي تقارب أو حوار مع أنقرة.
العلاقات المصرية التركية وإمكانية رأب الصدع
وتشهد العلاقات المصرية التركية توترا شديدا خاصة بعد الكلمة التي ألقاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 69 وهاجم فيها الحكومة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي.
واستمر أردوغان في تصريحاته المضادة لحكم الرئيس السيسي في كل محفل دولي، ما أثار حفيظة السلطات المصرية التي كانت في كل مرة تستنكر الأمر وتدعو الجانب التركي إلى عدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ولكن رغم ذلك فقد أثارت زيارة الرئيسين المتزامنة وقبلها زيارة أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة العربية السعودية تحليلات تصب جلها في أنها تهدف لبحث جهود العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للمصالحة المصرية القطرية التركية، ما ينعكس على إجراء مصالحة مع الإخوان ويساهم في مواجهة الإرهاب الذي بات يهدد المنطقة.