رغم أن حزب المؤتمر الشعبي عمره 30 عاماً لكنه فشل في تصحيح أخطائه في هذه المرحلة الانتقالية. فالمؤتمر اكثر حزب يمارس الاقصاءات بحق اعضائه النشطين والمخلصين ويستبدلهم بالانتهازيين والفاسدين والمنافقين، مما جعله حزب مخترق بقوة، ومشتت بقواعده، ومشلول بانشطته الجماهيرية. المؤتمر ينفق عشرات الملايين شهرياً على عشرات المنظمات الوهمية أو ذات الملكية الشخصية، وعشرات الوسائل الاعلامية المتوقفة او النائمة او التي تعمل بطريقة النسخ واللصق. وكذلك على فروعه في المحافظات التي معظمها مغلقة الابواب وقليل منها تحول الى مقيل قات يؤمه كل من لايجد مكان. خلال الأزمة تدفقت حشود كبيرة لمناصرة الرئيس صالح، وغالبيتهم العظمى ليسوا مؤتمريين وإنما أما مواطنون بسطاء يحبونه، أو ناس يرونه أهون الشرور مقارنة بقبائل اولاد الاحمر او الاصلاح، أو ناس متخوفون من المجهول... لكن بعد توقف مهرجانات السبعين فرط بهم صالح والمؤتمر ولم يحاول اقامة فعاليات دورية ينعش بها مواقفهم.. وبعد تشكيل حكومة الوفاق اشتعلت حرب الاقصاءات والطرد التعسفي لانصار صالح، لكن المؤتمر لم يحرك ساكناً، ولم يستثمرهم حتى باحتجاجات. بل تركهم يواجهون مصيرهم البائس بمفردهم ويدفعون الثمن باهضاً من مستقبلهم المهني وقوت عوائلهم. وكانت بيد المؤتمر ورقة سياسية قوية جدا للعب بها وهي سكان الأحياء المحتلة بالاعتصامات واصحاب المصالح المتضررين، لكنه وقف موقفاً سلبياً الى ابعد حدود، ورفض مؤازرتهم ولو اعلاميا، بل وقف ضد بعضهم، في الوقت الذي ظل ينفق الملايين على مجاميع قبلية في مخيمات التحرير لا نشاط لها سوى تخزين القات والنوم. غياب حزب المؤتمر الشعبي العام عن الساحة الشعبية وحصر نفسه داخل منزل الرئيس صالح منح بقية القوى- خاصة الاخوان- ضوءً أخضرا للعب في الساحة بما يحلو لها، وكذلك أحبط الجماعات العلمانية المدنية التي منذ غادرت ساحات الاعتصامات ظلت تبحث عمن يسندها ويدعم خطابها ويروج لها، وكانت تظن ان المؤتمر سيسعى لذلك لكنه خذلها فتوارت من ساحة الاحداث مع الوقت... ولولا هذا الفشل المؤتمري في اعادة تقديم نفسه كقطب ند لما اختلت توازنات الساحة السياسية. المؤتمر لم يتعلم الدرس من تجاربه الماضية، وظل يمارس دور مظلة الفساد التي يقصدها النفعيون والانتهازيون والاقصائيون الذين كل مايهمهم هو ملء جيوبهم من عطايا صالح.. كما أن صالح لم يتعلم الدرس ايضاً وظل متمسكاً بلوبي فساد كان مصدرا رئيسياً لتشويه سمعته، واقصاء كل المخلصين من حوله..!! أتوقع أن يشهد المؤتمر خلال الفترة القادمة انشقاقات خطيرة جراء تجاهل قيادته لتصحيح مسارها، ومعالجة أخطائها، ولأسباب أخرى لا أود ذكرها حالياً.. وهذا لن يخدم العملية السياسية لأن اختلال توازنات الساحة يقود لحكم استبدادي.. https://www.facebook.com/yassmin.ahmed.9480