فجَّر حروباً أهلية في بنية المجتمعات العربية ووسَّع الانقسامات الانتقال من الأزمة الحالية بين قطر ودول الخليج يتطلب استراتيجية واضحة تتجاوز مشاكل المجلس ولن يكون ذلك إلا بالبدء في تبني سياسات اتحادية.. والاتحاد سيكون خلاصاً لقطر من فيروساتها التي تؤلم خليجها والعرب دعم قطر للتنظيمات الإخوانية وحلفائهم، وتحولها إلى أداة لإدارة معاركهم عبر مؤسساتها العامة والخاصة في مواجهة دول الخليج أشبه بإعلان الحرب! ,,, تصدير الثورة الإخوانية عبر قطر، فجر حروباً أهلية في بنية المجتمعات العربية ووسع من الصدوع والانقسامات الحادة وشتت طاقة المجتمعات في تناقضات جذرية تحركها غوغائية إعلامية بلا مشروع. عملت قطر على ضرب كل المرتكزات المخاصمة للإخوان بالإسناد المالي والعسكري، وشوهت كل من يقف منتقداً لهم وأظهرت الإخوان كمنقذ للأمة، وبررت الأخطاء وصورتها وكأنها رأس الحكمة عبر شبكات إعلامية واسعة مثل "الجزيرة" الأكثر احترافاً والمعتمدة على منهجية علمية معدة من خبراء في علم النفس والاجتماع وخبراء الدعايات في السياسة والحروب النفسية. ماذا صنع الإعلام القطري، غير بلبلة الوعي العربي عبر إعلام متقن زعزع ثقة الجمهور العربي بالقيم والأخلاق ودمر ثقته بنفسه وأظهر كل ما عدا الإخوان كقوى هشة ضعيفة بلا مشروع أو مستبدة ومتسلطة.. شوهت "الجزيرة" النفسية العربية ومارست عليها عمليات جراحية متلاحقة بالصدمات الإعلامية باتباع علم النفس، كانت تبدو "الجزيرة" أنها طبيعية وتلقائية وموضوعية في خطابها الإعلامي، إلا أنها كانت تقود معركتها الكبرى لصالح المشروع الاخواني وعبر استراتيجيات دقيقة، وسعت إلى تخليق وعي جمعي غرائزي فوضوي لا يفكر ولا يحاجج، بل تحركه العواطف والغرائز وتجعله كتلة فوضوية تديرها حلقات ممتدة عبر الجغرافيا العربية في الميدان وفي مقدمتها الإسلام السياسي ومن انخرط في لعبة كبرى دون أن يعي مآلاتها.. مازالت قطر عبر إعلامها وسياستها الخارجية والكتل التنظيمية السلمية والعسكرية تدير معركة ضد الكل من اجل الإخوان وحلفائهم في المنظومة الدولية وليس الفوضى المرعبة وصدمات الخوف والترويع المتلاحقة التي تنسجها المنظومات المتداخلة التي في مركزها الدولة القطرية إلا الطريق إلى تفكيك الوعي العربي وبث العجز والضعف في بنيته الاجتماعية والسياسية والثقافية وإعادة الوعي إلى حالاته البدائية حتى يسهل التحكم فيه وصياغته من جديد ليتقبل المشروع الاخواني. والاهم احتلال المنظومة العربية وإرادتها عبر عولمة تتحكم فيها إرادة القوى المهيمنة، يبدو أن الإخوان مشروع حضاري وهو المشروع الأكثر تسطيحا لوجودنا العربي والإسلامي وهذا ما تحتاجه بارونات العولمة عبر التفكيك والصراعات الانقسامية وتغطيتها عبر منظمات قسرية من خارج الدولة بحيث يسهل تحويل الدول إلى فروع لشركات كبرى، ليس التراكم المالي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين وتعاظم أرباحه كما يتوهمون إلا الشركة التي تديرها منظومات تقول إنها دعوية وهي جزء من شبكات واسعة متحدة في تحالفات استغلال الشعوب.. أما قطر فعبر هذه الشبكات تريد أن تكون إمبراطورية في لعبة المافيا الدولية وهذا ما يفسر تهورها في إضعاف بل وتدمير كل ما يقف أمام طموح الإخوان وطموحها.. قطر ليست إلا وجهاً انتهازياً وأداة متحركة في منظومة دولية تديرها الشركات المتعددة الجنسية وأغلبها أمريكية، وهي تسعى لتكون منطقتنا تجربة معملية لدولنة اقتصادية ليست الدولة فيها إلا هياكل قمعية مقنعة بديمقراطيات زائفة تهيمن عليها نخبوية تنظيمية صارمة ممتدة عبر الجغرافيا العربية تنطق باسم الله والشعب!!! *** عندما يتحدث الثورجي الاسلاموي عن حرية الشعوب فانه يعني تحريرها من الكل ما عداه، من كل فكرة إلا فكرته، مفهوم الحرية لديه شعار يدير صراعاته لترسيخ أيديولوجيته وهي بمضمونها وعملها في الواقع تنفي الحرية بمفهومها الذي أسس عليها الفكر الحديث، الحرية لديه هي إتباع لإجراءات صارمة تتخلق تلقائيا من أيديولوجيا تخلق بمجرد عملها نسخاً بشرية متشابهة حد التطابق. *** الاتحاد الخليجي القوة التي ستقود نهوضاً حضارياً أما التنظيمات الاسلاموية فهي مصدر الخراب لأي أمل بالنهوض، وعلى قطر أن تراجع دورها الفوضوي المدمر. *** لا خيار أمام دول الخليج إلا الاستجابة للاتحاد إذا أرادوا الخروج من المعضلة القطرية والاتحاد سيكون خلاصاً لقطر من فيروساتها التي تؤلم خليجها والعرب. *** الانتقال من الأزمة الحالية بين قطر ودول الخليج يتطلب استراتيجية واضحة تتجاوز مشاكل المجلس. ولن يكون ذلك إلا بالبدء في تبني سياسات اتحادية. *** قطر تقاتل لتسليم جزيرة العرب للاخوان المسلمين ليكون المرشد هو الخليفة الذي يحكم العرب من خلال بنية تنظيمية ممتدة لا علاقة لها بالدول ليكون هو الحاكم الفعلي، والدول خلايا حزبية في بنية تنظيمه!! يحلم التنظيم العالمي بخلافة مختلفة وبأن يكون مقر المرشد (الخليفة) في مكة!! فوضى دائمة بلا أفق أو مشروع، العرب والمسلمون وحتى المنظومة الدولية ستقع في بؤرة الصراع المخطط له من تنظيمات تعبث بعقولها الأوهام .. تبدو اللعبة وكأنها تدار بوعي مافوي!! *** الدول الصغيرة الباحثة عن نفوذ باستخدام التنظيمات المتمردة لإضعاف الدول الأخرى إما أن يبتلعها التنظيم الذي تدعمه ليحولها إلى كيان دائم لإسناد وتدعيم الفوضى والاضطرابات التي تقوي من عضد التنظيم ضد كل خصومه في الدول الأخرى أو أن تتلقى ضربة قاصمة تعيد ترتيب بيتها الداخلي وتعود إلى وضعها الطبيعي!! أما إن كانت أداة موظفة في لعبة الدول الكبرى فإنها تتحول إلى إخطبوط لإنهاك الدول المستهدفة ولا خيار أمام المستهدف إلا الدفاع عن وجوده أو يصبح عرضة لفوضى دائمة ولتمرد داخلي مدمر للأمن والاستقرار!! *** عندما تصبح الدولة خلية حزبية في تنظيم عالمي فإنها أشد خطرا على أمن الدول من التنظيم ذاته، قطر دولة غنية مشاغبة، تبدو كمناضل أحمق مغرور!! *** أي تنظيم اسلاموي لا يمكن الاطمئنان له في بناء التحالفات فمشروعه هو الأصل والفصل وإذا أحس بأنه يمتلك القوة الكافية سيلتهم بشراهة حليفه، انه جوع يشبه جوع الرأسمالي للربح، فهو مستعد أن يتخلص من حليفه إذا وجد فلساً زائداً على ارباحه .. والاسلاموي لا يتراجع في خيانته لحليفه إذا وصل إلى حساب أن عقائده وارباحه ستتحسن.. إنها انتهازية مترسمة باسم الإنسان والله والإنسان!! *** تفكيك التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وتجفيف منابعه المالية والانتقال إلى مرحلة جديدة تتجاوز الاسلامويات بداية لانطلاقة جديدة لخوض غمار التقدم وبداية نهوض عربي إنساني مختلف.. ليس الإسلام إلا حركة الحياة التي نحن عليها وطموحاتنا التي تدفعنا للمنافسة لنكون جزءاً من هذا العالم. الدين جزء من هويتنا، وهذا ثابت لا خلاف عليه إلا أن الهوية في حركة دائمة ومتغيرة وهي مرتهنة لتجارب الفرد والمجموع ولا يمكن تجاوز الإسلام، بل البناء الدائم طريقتنا للوصول إلى الحياة الملموسة ويوم القيامة كل واحد بيشل نصيبه، لذا دعوا الحرية لتكون هي المحدد لخياراتنا. *** الاسلامويات تخوض غمار فشلها وانكشاف الحجب عن طبيعتها ومسار أفعالها في الواقع عبر خطاب يزور الحقائق والحديث بعموميات تشبه البروباغند الفاشية! التنظيم العالمي للإخوان يدير معركة ضد الخليج ويستغل أبناءه، يبدو لي ان إخوان الخليج ليسوا إلا أداة منفعلة في رقعة شطرنج تديرها دوائر خبيثة! دعم قطر للتنظيمات الاخوانية وحلفائهم، وتحولها إلى أداة لإدارة معاركهم عبر مؤسساتها العامة والخاصة في مواجهة دول الخليج أشبه بإعلان الحرب! *** الأذرع الاسلاموية التي تتحرك كدولة داخل الدول وتقيم علاقات ممتدة عابرة للدول لا يمكنها إلا أن تبني وتعمر، هي قوة مضادة للأمن والاستقرار، وطاقات تعبوية تدير صراعات دائمة تتحكم فيها أيديولوجيات متنازعة مع مجتمعاتها وفيما بينها، وتبني مصالحها باتجاهات تعميم القوة والسيطرة والهيمنة على الدولة والمجتمع وهذا يجعلها تتحرك بوجهين متناقضين.. وجه ناعم ووديع وعصري، ووجه شرس وغارق في عقائد صارمة، وتبني قطاعاتها في حلقات متنوعة وظيفتها تركيز القوة بحلقة ضيقة هي صاحبة القول الفصل في كل شئون التنظيم الذي يشتغل كجهاز امني وعسكري وتجاري وسياسي ...الخ بحيث يصبح التنظيم دولة داخل الدولة ويعمل بكل الممكنات الشرعية واللاشرعية لاختراق كل المحيط وبالذات مؤسسات الدولة ويعمل على استغلال كل ما يمكن استغلاله لإنتاج فساد يضعف الدولة ويشوه صورتها، يتم تدمير الحكم من داخله وتوظيف كل ممكناته لصالح التنظيم!! إذا احتل التنظيم الاسلاموي الدولة بالقسر أو بآليات شرعية فانه لا يبني الدولة ولا يهتم ببنائها وإنما بتحويلها إلى مكان حيوي للتنظيم وتقوية اذرعه وترسيخ جذوره في المؤسسات لتظل قوة إسناد دائم لمنظومة التنظيم المعقدة!! إشكالية الاسلامويات المعاصرة أنها كتل من المصالح التي تجمعها عقائد دينية وسياسية، تدعي أنها تمتلك الحلول الخلاصية التي يريدها الله للأمة وان تحكمها بالمجتمع والدولة ليس إلا الانتصار الإلهي للفئة المؤمنة وان الاستخلاف الرباني للإنسان يتجسد بحكمها، ولأنها ترى أن التنظيم هو الصورة النقية للفئة المؤمنة فإن التنظيم يصبح استمراره وتحكمه ونمو قوته وغناه وإشباع مصالح قياداته وناشطيه هو خلاصة للاستخلاف الرباني للفئة المؤمنة وكل أعدائه وخصومه ومناهضي مظالمه ليسوا إلا أعداء للشعوب ومعادين لله ورسوله ولإرادة الله وهم الشيطان والمنافق والمتآمر والكافر ..الخ. والخطر إذا عجزت الاسلاموية بكافة اشكالها الحزبية إذا لم تتمكن من الامساك بزمام الأمر فإنها تبرر لكل أعضائها في استغلال مواقعهم لتقوية انفسهم والتنظيم عبر ممارسات فاسدة، فالفساد يصبح حلالا طالما الفئة المؤمنة لا تحكم بل قد يعتبر البعض الفساد والخراب والدمار ضرورة جهادية لتدمير دولة النفاق من داخلها حتى تتمكن الفئة المؤمنة من إسقاط النظام وتأسيس دولتها الربانية. الاسلاموية الإرهابية كالقاعدة ليست إلا العينة الأكثر وضوحا ومصداقية مع الايديولوجية الاسلاموية المعاصرة بوجهها السني أو الشيعي، فهي تكفر الدولة ومن يحكمها وتكفر من يؤيدها وتعمل جاهدة على تدمير وتخريب كل ما يقوي الدولة ويرسخ شرعيتها، لذا توجه إرهابها إلى المؤسسة الأمنية والعسكرية، إلى ضرب الاقتصاد، إلى اغتيال القيادات من رجال الدولة الأكثر نضجا، وتعمل على تكفير كل البناءات الفكرية والعلمية التي تقوي من عضد المجتمع والدولة.. الخ. الاسلامويات تقول إنها الحل الخلاصي من خلال الحاكمية أو الولاية، من خلال الإسلام هو الحل والتنظيم هو أداة الحل وبدونه لا إسلام ولا هم يحزنون، وبدون أن يحكم التنظيم الاسلاموي فالشعوب مستعبدة والحرية مقتولة والإنسان مظلوم.. التنظيم الاسلاموي وايديولوجيته التي تراكمها تنظيرات متلاحقة هما الخلاصة للنهوض وبدونهما الحياة تبدو عدمية حتى لو كان الإنسان يعيش جنته الأرضية. وهذا الإصرار الجازم والذي يقود التنظيمات في تحولات التاريخ والمتغيرات المتلاحقة يجعل بنية التنظيم الاسلاموي بتركيبته المعقدة يدير صراعاً دائماً ومتلاحقاً ويحترف نسج المؤامرات وتفكيك المجتمعات وإضعاف الدول بما يقوي من بنيته التنظيمية واذرعها المتنوعة والمتشعبة حتى يكون هو الحل الوحيد الذي لا مفر منه!! تتحكم بالتنظيمات الاسلاموية أقلية مهيمنة أقواها تلك المالكة للثروة وهي صاحب القول الفصل والمتحكم بالتنظيم واذرعه المعقدة، وهذه القلة تدير معاركها باحتراف متقن مع التنظيم الاسلاموي ومع القوى الأخرى في المجتمع المختلفة مع تنظيمهم الاسلاموي الذي يغدو الأداة التي تشبع حاجات ورغبات قياداته والذي يصبح القوة بأيدي نخبة محترفة تدير طموحاتها باستراتيجيات كبرى يتداخل فيها الواقعي بالأوهام ويمتزج فيها الدين بالدنيا ليغدو الله والشيطان (تعالى ربي الله وجل شأنه) وكأنهم مزيج واحد تحددها الإرادة المتعالية لنخبوية هي الحاكم الذي لا يأتيه الباطل!! * "المنتصف"