ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    شاهد:الحوثيون يرقصون على أنقاض دمت: جريمةٌ لا تُغتفر    ليست السعودية ولا الإمارات.. عيدروس الزبيدي يدعو هذه الدولة للتدخل وإنقاذ عدن    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    "امتحانات تحت سيف الحرمان": أهالي المخا يطالبون بتوفير الكهرباء لطلابهم    "جريمة إلكترونية تهزّ صنعاء:"الحوثيون يسرقون هوية صحفي يمني بمساعدة شركة اتصالات!"    "الحوثيون يزرعون الجوع في اليمن: اتهامات من الوية العمالقة "    صراع على الحياة: النائب احمد حاشد يواجه الحوثيين في معركة من أجل الحرية    البريمييرليغ: السيتي يستعيد الصدارة من ارسنال    زلزال كروي: مبابي يعتزم الانتقال للدوري السعودي!    الوكيل مفتاح يتفقد نقطة الفلج ويؤكد أن كل الطرق من جانب مارب مفتوحة    الارياني: استنساخ مليشيا الحوثي "الصرخة الخمينية" يؤكد تبعيتها الكاملة لإيران    الرئيس الزُبيدي يثمن الموقف البريطاني الأمريكي من القرصنة الحوثية    مانشستر يونايتد الإنجليزي يعلن رحيل لاعبه الفرنسي رافاييل فاران    ارتفاع طفيف لمعدل البطالة في بريطانيا خلال الربع الأول من العام الجاري    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة الشخصية الوطنية والقيادية محسن هائل السلامي    أمين عام الإصلاح يبحث مع سفير الصين جهود إحلال السلام ودعم الحكومة    كريستيانو رونالدو يسعى لتمديد عقده مع النصر السعودي    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    المنامة تحتضن قمة عربية    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    بريطانيا تؤكد دخول مئات السفن إلى موانئ الحوثيين دون تفتيش أممي خلال الأشهر الماضية مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الولايات المتحدة: هناك أدلة كثيرة على أن إيران توفر أسلحة متقدمة للمليشيات الحوثية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع ''صنعاء القديمة''    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهمة خاصة: سجناء أبرياء في فلسطين
نشر في المؤتمر نت يوم 11 - 09 - 2004


أكباش فداء في المناسبات
عندما تكون الإدانةُ غايةً ولربما حاجةً أيضاً فإن الوسائل تصبح مجرد تفاصيل للتحقيق, وما عليك إلا أن تجد كبشاً مناسباً للفداء معروف الهوية والانتماء أيضاً.
طارق نجيدات: أجو اثنين رجال مخابرات.. أجو قالوا إلنا أنتو متهمين بقتل وخطف الجندي, إحنا أول إشي أنكرنا, ظلنا منكرين طول الوقت.
يوسف صبيح: أنت قتلت جندي ومش قتلت وخطفت.. وأنا قلتلّهم لأ, ماخطفتش, ولا قتلت ولا إشي.
شريف عيد: وأول ماطلعت عالسيارة بلّشوا يحققوا معي, أنت قتلت الجندي وأنت هيك عملت وخطفت جندي وأنت لسّا طالب, ولسّا بدك تعترف وبدنا نروح عنكم على البلد نجيب البارودة ونظل رايحين على السجن، قلتلهم أنا ماعملتش, أنا بريء وماعملتش هذا الشي.
زياد حلبي :لم تكن مهمة إقناع الشبان الثلاثة وعائلاتهم بالتحدث إلينا سهلةً, إلى درجة أن ممثلاً عن كل عائلةٍ كان يُنصّب نفسه رقيباً, خوفاً من زلة لسانٍ قد تُغضب السلطات, وبدا في لحظاتٍ ما أن ثمّة حساسيةً مفرطةً لمجرد طرح أسئلةٍ, وإن كانت في إطار تحقيقٍ صحفي, ولربما ينبع الأمر من صعوبة التجربة الحقيقية التي خاضها الأبناء في غرف التحقيق.
شريف عيد: كله نفساني, قالوا بدنا نجيب أمك وأبوك, وماخلونيش أنام, وبدنا نهدّ داركو, كلها هيك.. كله كان كل التحقيق معي، وقلة نوم.. ونفساني يعني.. كله.
زياد حلبي: شو المقصود قلّة نوم؟
شريف عيد:ماخلونيش أنام يعني, مافيش تنام, يومين.. يعني أول يومين مانمتش يعني فيهم ولا ساعة, كله وقت تحقيق معي كان.
يوسف صبيح: تهديد, بدنا نهدّ بيتكم, بدنا نهجّج الدار عندكو, وغير نحبسك, وغير نؤبّدك, وهاي الشغلات يعني.
زياد حلبي: المسافةُ الفاصلةُ بين الاعتقال والاعتراف كانت قصيرةً, وإن جاءت على حساب الحقيقة على الأقل فيما خصّ طارق نجيدات, الذي اعترف خطياً بعد أيامٍ من الاعتقال، بينما نفى زميلاه بشدة التّهم الموجهة على الرغم من أساليب وظروف التحقيق.
[مشاهد مصورة تمثيلية في موقع قتل الجندي]
محقق إسرائيلي: أقول لك ثانية نحن نتواجد في المكان الذي قدتنا إليه، تذكّر بتمهّل ماحدث.
طارق نجيدات: أحاول أن أتذكر, هل إني أتذكّر ولا أريد القول، إنني لا أعرف هذا المكان أبداً، ولم أكن في حياتي هنا.
محقق إسرائيلي: أنت تقصد أنك لم تكن هنا قبل الحادث؟
طارق نجيدات: في حياتي لم أكن هنا, ما لدي لأفعله هنا؟
محقق إسرائيلي: لهذا من الصعب عليك أن تتذكّر؟
طارق نجيدات: أقول لك لو أنني أتذكر سأبلغك، فهل أريد أن أكذب أو هل أُخفي شيئاً؟ لقد قلت كل شيء.
محقق إسرائيلي: هل قلت كل الحقيقة في التحقيق؟ أم أنك تخفي شيئاً؟
طارق نجيدات: إن كنت تقول أخفي شيء..
محقق إسرائيلي[مقاطعاً]: هل ماقلته في التحقيق كان الحقيقة؟
طارق نجيدات: لقد قلت ما حدث.
شريف عيد: أنت قاتل وأنت هيك, وأنت خطفت الجندي وبدك هسّه تعترف, وطارق ويوسف اعترفوا عليكم, عقب بيومين ورّوني في الشريط تبع طارق إنو عامل.. عايد كل إشي, وإنوا هيك هيك عملوا, وأنا طخيت الجندي بين الزيتون، شفتها على التلفزيون، قلتلهم أنا ماعملت إشي, وكل إشي وهيك.
زياد حلبي: وهم ماكانوش يصدقوا؟
شريف عيد: ماصدّقونيش.
يوسف صبيح: أعترف على إشي ما عملتوش؟ مستحيل, مستحيل ولا مرة, إشي ماصرش لأنو.
زياد حلبي: طيب, عملياً طارق اللي اعتُقلت أنت ويّاه في نفس اللحظة عملياً..
[مقاطعاً]يوسف صبيح: نفس اليوم.
زياد حلبي: نفس اليوم, طارق فيما بعد, بعد كم يوم اعترف تحت الضغط وحكى عنك وعن زميلكم الثالث إنو عملياً خطفتوا وقتلتوا الجندي، متى سمعت انو طارق اعترف؟
يوسف صبيح: اسمعت ثالث يوم يا خامس يوم يا ثالث .
زياد حلبي: شو اسمعت؟
يوسف صبيح: صاحبك اعترف عليك, وأنت اعترف وخوذ القسم الصغير اللي أنت عملته, قلتلهم على إيش؟ صاحبي اعترف ظلم, اعترف من تحت سلاحك وضغط, قال: لأ, هو اعترف وراح يمثل الجريمة, قلتلّه مافيش منه، هذا الإشي ماصارش وهو اعترف ظلم، قال: أنت فلتك منه وخود الحيل اللي تاعك الصغير، خود الجزء الصغير اللي إلك, قلتلّهم مافيش لا جزء صغير ولا كبير، ما عملتش ولا اشي أنا، جابوه عليّ شهد عليّ واعترف, قلتلّه طيب على إيش أنت بتعترف؟ إشي ماصارش هذا؟
زياد حلبي : واجهوك أنت وياه؟
يوسف صبيح: جابوه وواجهوني.
زياد حلبي: شو حكى لما واجهوك؟
يوسف صبيح: قال أنا وياك رحنا وقتلنا, قلتلّه كيف؟ ماصارش, إشي فيش إلو.. فيش مبدأ يعني، ماعملناش إشي شو مالك أنت؟ صاحي أنت؟ يا يوسف هذا اللي صار معي وخلص، إجوا سحبوه بسرعة أطلعوه, لو ظل شوي عندي كان خرّفني وبقولي أنا شدّوا عليّ وهدّدوني, سحبوه بسرعة.
زياد حلبي: فأنت شو فهمت من اللي صار؟
يوسف صبيح: أنا فهمت قلتلهم ياعمي هذا الزلمة اعترف ظلم, والظلم مابدوم, قال: دشّرك من ظلم ماظلم, هسّه أنت هون موجود عنا, أنت رايح على مؤبّد، هسّه شو قلتلهم هذا مافيش منه, قال: ليش تضحك؟ أنت كنك مجنون أنت؟ أنت مجنون أنت؟ قلتلهم أنا صاغ عادي, قال أنت رايح على السجن مؤبد.
زياد حلبي: اللي هو السجن.
يوسف صبيح: على مؤبّد, قلتله: فيش منّو ولا بيجي يوم يصير هذا, الله كريم.
زياد حلبي: العقيد المتقاعد سهيل حداد كان نافذتنا الخفية للإطلال على خبايا غرف التحقيق عبر تجربةٍ شخصيةٍ طويلةٍ؛ فهو من أقام وحدة التحقيق في شرطة المروج الإسرائيلية.
العقيد المتقاعد سهيل حداد: من الممكن إنو فيه أشخاص اللي ما عندهم تجارب يعترفوا في جرائم لم ينفّذوها, ولكن هون بتظلّ على ضمير المحقق.
طارق نجيدات: قلتلّهم آه, أنا قتلته أنا واللي كانوا معنا, وبعدين إجوا الوحدة الخاصة شرطة المروج, هم اللي كمّلوا بالقضية.
زياد حلبي: شو حكيتلّهم هدول؟
طارق نجيدات: بعد ما رجعت أخذوني شرطة المروج, إجو قالوا لي بدهم أغيّر الاعتراف تاعي.
زياد حلبي: إنو إيش؟ إنو كيف؟
المشبوهون في القضايا كانوا يعترفون بأي شئ للتخلص من المحققين، وبعضهم كان يفعل ذلك دون ضرب أو ممارسة ضغوط نفسية ولكن الاعترافات تكون غير صحيحة
العقيد المتقاعد سهيل حداد
طارق نجيدات: إنو بدهم الأشياء اللي أنا بالاعتراف تاعي, إنو في بالتمثيل تاعي فيه كتير تناقضات وفيه أشياء مش مزبوطة, اللي هم بعرفوا عنها واللي بدهم أنا أقولها, بدهم أنا أقول يعني.. أغيّر الإفادة تاعتي حسب اللي همّ بدهم ياه.
اعترافات غير صحيحة تحت الضغط
العقيد المتقاعد سهيل حداد: كان عندي أنا اعترافات في قتل على خلفية أمنية, طبعاً قتل جنود، وكانت الاعترافات غير صحيحة, كان المشبوه يعترف لكي يتخلّص من المحقق أو المحققين, من هذا الضغط الموجود, من دون ضرب أنا بحكيلك, من دون ضرب حتى بدون ما تمارس ضغوطات نفسية, أما اللي ماكان عنده تجارب يقول: بدّي أعترف بدي أخلّص, ولكن الاعتراف ماكان يشبه الواقع, فيه واحد بذكره في قضية مقتل الجندي أمنوش ألتئيل من راس العين التي حدثت في 10/5 سنة 1985م وهو من كفر قاسم, كان مشبوهاً واعترف, وبعد ستين يوم قدرت ارجّعه من الاعتراف تبعه, لأنو ما كان بدّو يرجع للمحققين ويقعد معهم ويصارحهم من الخوف.. بدّو..
زياد حلبي[مقاطعاً]: كان مُستعدّ يُسجن..
العقيد المتقاعد سهيل حداد: مُستعدّ يُسجن طول حياته بس ما يُقعد قدام محققين ويُمارس هذا الضغط اللي ممكن أن يكون نفساني مؤثر جداً, وبعدها فعلاً المجرمين أُلقي القبض عليهم, وما كانش إلو أي علاقة في هذه القضية. في قضايا الإجرام الخطير ولا مرة بكون محقق واحد, يكونوا على الأقل ثلاثة محققين.
زياد حلبي: لماذا؟
العقيد المتقاعد سهيل حداد: فيه هناك اللي بيسموه التمثيلي, التمثيل أمام المشتبه، المحقق الصالح الجيد, المحقق البشع والمحقق الأكثر بشاعةً، كل واحد بلعب الدور تبعه, وكل مرة يمكن يلعب أي دور, ليجيبوا المشتبه فيه لوضع إنو يعترف في الجريمة التي نفّذها.
زياد حلبي:من أقبية التحقيق إلى قاعات المحاكم لم يجد المتهمون الثلاثة الأبرياء العزاء في القضاء, فالرغبة لدى النيابة العامة والشرطة كانت قويةً جداً تجاه تقديم لوائح اتهام, فلماذا إذاً أُفرج عن هؤلاء في نهابة المطاف؟ هل على أساسٍ قضائيٍ قانوني؟ أم لأمورٍ أخرى؟ الإجابات عن هذه التساؤلات وأخرى سنتركها إلى مابعد الفاصل.
[من المشاهد التمثيلية لموقع قتل الجندي]
ممثلة الادّعاء: الملف واضح؛ فمواد الإثبات والأدلة واسعة النطاق وهناك اعتراف وإعادة تمثيل من طارق نجيدات، الذي يدين نفسه وشركاءه الآخرين.
شلفا ليفين (ممثلة النيابة العامة): لقد انتهى الحدث بمقتل جندي بدون مبرر لحدوث ذلك, ولهذا فإن المتهمين فقط يمكنهم الإجابة عما دار في رؤوسهم.
زياد حلبي: اعتراف طارق نجيدات الذي كان تراجع عنه بعد أيام من التوقيع عليه كان كافياً بنظر النيابة العامة والشرطة لتقديم لائحة اتهام ضد الشبان الثلاثة بعد شهرين من اعتقالهم خلافاً لتوصية المخابرات العامة التي رأى محققوها بأن لا علاقة تربط بين نجيدات وصبيح وشريف وعملية خطف وقتل الجندي, وهو ما دعمته التناقضات الكثيرة بين اعتراف نجيدات والأدلة الجنائية التي كانت بحوزة الشرطة, الإصرار العنيد للإدانة الذي أبدته النيابة العامة والشرطة أثار تساؤلاتٍ كثيرةٍ, لم نتمكن من إيجاد أجوبةٍ قاطعةٍ أو مُثبتةٍ عليها.
أفيكدور فيلدمان محامي دفاعٍ وقانونيٍ من العيار الثقيل في إسرائيل ارتبط اسمه بملفاتٍ معقدةٍ ومشهورةٍ, تميّز في الأداء وتكلفةٌ باهظةٌ .
أفيكدور فلدمان: لأنهم عرب فإنهم يرتسمون كآخرين، وكأنهم يناصبون الدولة العداء سلفاً.
شريف عيد: لقيت يعني دغري يعني.. بين عربي ويهودي خلص، عربي مش مهمّ يالله غيره زت جوّا ياالله هاتو غيره.
طارق نجيدات: قالوا لي لا أنت ما اعترفتش هيك, صار بدهم إني أنا أخرّفهم قصة ثانية القصة المزبوطة اللي هي عندهم, الأدلة يعني الأشياء الموجودة عندهم, اللي هم عارفين الإشي اللي اعترفت بيه ومش مزبوط, واعترف بالإشي الموجود عندهم، فيه واحد من المحققين أجا قال لي: إذا بدكاش تعترف أو مابدكاش تقول اللي عنا بلبّسكم التهمة, وباجي أشهد عليك بالمحكمة إنك أنت قاتل وخطر على الناس, وأنك تابع لمنظمات إرهابية وكل هاد.
يوسف صبيح: الأرض اللي عنا.
زياد حلبي: ماتوا؟
يوسف صبيح: آه.
زياد حلبي: ليش ماتوا؟
يوسف صبيح: المحامي, عشان نجيب محامي منيح, الأرض غالية, مافيش أغلى منها, انباعت, أغلى إشي عنا.
زياد حلبي: عشان تدفعوا..
يوسف صبيح: عشان انوقّف محامي منيح, أصعب شغلة هاي يعني, فيش أصعب منها.
أفيكدور فلدمان: في هذا الملف مثلاً، يوجد اعتراف بدون أي دليل يربطهم به، الحديث عن ثلاثة أشخاص، بدون خلفية جنائية أو نشاط ضد أمن الدولة أو نزعة للقيام فجأة, في أحد الأيام بقوموا بخطف جندي مسلح من مفترق طرق, وعندما ينظر المدّعون بماذا يفكرون؟ أن هؤلاء قاموا بجريمة كهذه فجأة, وهناك شعور بأنه عندما يتعلق الأمر بعرب تكون النيابة على استعداد للافتراض بأن العربي إنسان يمكن أن يقترف جرائم خطيرة بدون سبب، والأمر يزداد وضوحاً في ملف داني كانص؛ حيث أنهم خمسة من العرب بدون سوابق جنائية أو أمنية, وبحسب التهم قرروا خطف طفل يهودي واغتصبوه جميعاً بعد عملية القتل، وهو انحراف نادر، فكيف يعاني منه خمسة أشخاص؟ ولهذا بدأت تعقيدات كبيرة في الاعترافات ، وقرر رئيس المحكمة العليا إعادة محاكمتهم بعد سنوات في سابقة نادرة.
مواجهات بين خلية مسلحة وجنود إسرائيليين في الثامن عشر من نيسان 2004 كشفت بالصدفة براءة المعتقلين في القضية
أدلة البراءة بعد حين
زياد حلبي : الصدفة شكّلت نقطة تحوّلٍ دراماتيكية في القضية, ففي الثامن عشر من نيسان عام 2004 هاجمت خليةٌ مسلحةٌ دوريةَ أمن إسرائيلية قرب مفترق طرق بيت رامون الذي كان شهد عملية خطف الجندي، وفي نهاية اشتباكٍ مسلحٍ قُتل محمد خطيب من كفر كنّى, واعتُقل زميله المُصاب من كفر مندى بالجليل, ليتّضح بأن السلاح الذي استُخدم في الهجوم يعود للجندي المقتول (أولبغ شايحط)، حملة اعتقالاتٍ جديدةٍ في قريتي كفر كنّى وكفر مندى طالت مجموعة من السكان، تُسمّي نفسها بمجموعة تحرير الجليل وخططت لخطف ستة جنود إسرائيليين بحسب مسوّدة لائحة الاتهام التي أعدتها النيابة الإسرائيلية، وفي ظل التطوّر الجديد تبادلت النيابة والشرطة والمخابرات الاتهامات بعد أن تحوّل حلٌ مفترضٌ لقضية خطفٍ وقتل إلى فضيحة قضائيةٍ وسياسيةٍ.
الجنرال يتسحاق برفسكي (قائد شرطة الشمال): ما هذا الأمر بشأن الشرطة؟ وإن أصرّت الشرطة فرضاً على تقديم لائحة اتهام فهل تسلم النيابة بذلك فوراً أو المحكمة؟ هل تعلمون كم هو عدد الحالات التي كنا نملك بشأنها أدلة كافية لتقديم لوائح اتهام ضد زعماء الإجرام وغيرهم؟ لكن النيابة كان لها رأي آخر.
أفيكدور فلدمان: آمل أن نفهم العبرة من هذه القضية جيداً، لدى النيابة وممثليها والمحاكم أيضاً، والحقيقة أن المتهمين لم يحظوا بعد بإلغاء لائحة الاتهام ضدهم، لأن ممثلة النيابة تواصل الادعاء بأن ثمّة دلائل على أنهم مذنبون، على الرغم من اعتقال شخص آخر، وهذا يثير الاشمئزاز، ويُشير إلى ضيق في الأفق والتفكير وإلى غريزة الإدانة, وهو أمر مرفوض ، وإلى أن يصلح هذا الجهاز نفسه في أعقاب هذا الاعتراف في قضية مقتل أولبغ شايحط، فإن الأبرياء مهددون بإدانتهم بجرائم خطيرة وبسجنهم فتراتٍ طويلةٍ, خاصةً عندما يكونون من محدودي الإمكانات المادية ولا يمكنهم استخدام محامي دفاع أو مواجهة محققين محترفين.
يوسف صبيح: حلم مخيف اللّي هون براسي.
زياد حلبي: شو هو الحلم؟
يوسف صبيح: الحكروت لليوم بعدو براسي, صعب أنام لليوم.
زياد حلبي: شو بتفكر؟
يوسف صبيح: بفكر بلّي صار فيّي, وليش هيك صار, وهاي الشغلات, وخوف ورعب, كل حياتي هيك أنا.
طارق نجيدات: بتذكّر كل إشي اللي صار معي, مش هويّن يعني, وكل إشي بتذكّره اللي صار معي مش هويّن, الواحد مظلوم يعني يزتّوه جوّا بالسجن, صعبة علي, يعني لليوم بفكّر فيها هاي.
زياد حلبي:شو بتفكّر؟
طارق نجيدات: بفكّر يعني كيف واحد مظلوم وكان جوّا وكيف الناس اللي جوّا المظلومة إذا مابيّن إشي, متى راح يطلعوا هدول.
زياد حلبي: أنت برأيك اللي كانوا معك اتفهموا بعدين إنو أنت تحت ضغط ومش قصدك أنك أنت يعني طبعاً بالنسبة إلهم كان إشي كتير كبير يعني ليش يعني إحنا وليش صار هيك؟
طارق نجيدات: صحيح بالأول شويّ غضبوا عليّ وبعد ما التقينا احنا ويّاهم هيك شهر بس كنا مع بعض مش مع بعض بنفس المعتقل فهّمتهم وقالوا لي إن شاء الله كل شي بتصلّح, وإن شاء الله بنطلع براءة, وكل شي بتصلّح, يعني فش خلص..
زياد حلبي: يعني اتفهموا إنه أنت ما قصدت إنه..
طارق نجيدات: اتفهّموا الوضع اللي أنا كنت فيه, وشو صار وخلص, بدناش نطلّع لَوَرا, وبدنا نطلّع لقدّام.
زياد حلبي: الأشهر العشرة التي أمضاها أبناء كفر كنّى الثلاثة خلف القضبان كان يمكن أن تتحوّل إلى سجنٍ مؤبّد, كما حدث في قضايا مشابهة سابقة وقد يحدث مستقبلاً أيضاً.
[لقطات من المحاكمة يظهر فيها المتهمون الثلاثة]
زياد حلبي برنامج مهمة خاصة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.