اتهم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الأحد إيران بالتلاعب ببعض الفلسطينيين، وقال إن الأخيرة لا تسعى لخير الشعب الفلسطيني وإنما لتحقيق مآرب خاصة. وقال أبو الغيط، في تصريح بمطار القاهرة قبيل توجّهه إلى العاصمة التشيكية براغ، رداً على الانتقادات الايرانية لموقف مصر من معبر رفح والوضع في غزة، إن "هناك للأسف البعض من الفلسطينيين الذين هم لعبة في أيدي إيران". وعلق أبو الغيط على أحاديث بعض المسؤولين الإيرانيين بالقول، إن "حقيقة الأمر أنهم لا يقدمون أي شيء للقضية الفلسطينية سوى المزاعم والأحاديث والادعاءات ، وكل ما هو كلام فارغ في فارغ". وأضاف أن الايرانيين "يحاولون الانتشار وفرض الايديولوجية الخاصة بهم على هذا الإقليم، كما أنهم يستغلون بعض الفلسطينيين سواء بأفعال بنية حسنة أو بمعرفة عميقة للأهداف الايرانية." وقال "إذا كان البعض يتصوّر أنه قادر على تحقيق أهداف سياسية من وراء التجارة بالقضية الفلسطينية فليحاول، أما مصر فهي باقية على عهدها وعلى التزاماتها في تبنّي قضايا واضحة ومحدّدة". وكان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام بايران هاشمي رفسنجاني انتقد الأسبوع الماضي ما أسماه "المشاركة المصرية في حصار غزة"، وهو موقف ردّده أيضاً بعض كبار رجال الدين الإيرانيين خلال صلاة الجمعة الماضية في طهران وشيراز. وهاجم متظاهرون إيرانيون يوم الاثنين الماضي مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران وردّدوا هتافات مناوئة للرئيس المصري حسني مبارك وطالبوا القاهرة بإعادة فتح معبر رفح مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وشدّد أبو الغيط على أن السياسة الخارجية المصرية "لن يتمّ تطويعها لكي تلعب لصالح إيران أو لكي تلعب لصالح بعض الأطراف التي فقدت الرؤية الحقيقية للأهداف الفلسطينية الحقة". وقال إن الفلسطينيين الذين رفضوا حضور اجتماع المصالحة الشامل الذي دعت إليه القاهرة في تشرين الثاني 0نوفمبر) الماضي، خسروا كثيراً. وأضاف "هناك على الجانب الآخر ادعاءات ومهاترات إسرائيلية تحاول أن تروّج لأفكار غير صادقة وغير حقيقية، فإسرائيل من ناحية تحاول أن تزعم أن هناك تفهماً مصرياً للحصار الاسرائيلي، وهذا غير صحيح". وقال أبو الغيط إن مصر لا تتفهم الحصار الاسرائيلي بل ترفضه بشدّة، مضيفا أن مصر تطالب إسرائيل والمجتمع الدولي وكل مخلص بالسعى للعمل على رفع هذا الحصار الاسرائيلي، "لأن إسرائيل هي قوة الاحتلال أي القوة التي تفرض ثقل الاحتلال على الشعب الفلسطيني". وتابع "إن مثل هذه المهاترات لا تأتينا فقط من الجانب الإسرائيلي، سواء في صحفه أو مجلاته أو إذاعاته أو ادعاءاته "، مشيرا إلى أن وجود الكثير من المحاولات للايقاع بين مصر والفلسطينيين على الجانب الإسرائيلي. وأضاف الوزير المصري أن بلاده مؤمنة أن "إسرائيل هي دولة الاحتلال، أي أنها الدولة التى تسيطر على الإقليم الفلسطيني في مجمل أرضه سواء في الضفة الغربية أو في غزة، كما أن إسرائيل تسيطر على سماوات غزة وهي تقوم بالحصار الخانق للفلسطينيين وعلى مياه غزة وعلى حدود غزة، وبالتالي لا تستطيع مصر أن تبرّىء الاحتلال الاسرائيلي من مسؤولياته". وطالب إسرائيل بتحمّل مسؤولياتها، كما طالب المجتمع الدولي بالسعي لإلزام إسرائيل تحمّل مسؤولياتها.
