أعلنت وزارة الخارجية البريطانية الثلاثاء انها سحبت جميع دبلوماسييها العاملين في اليمن وستستمر في اغلاق سفارتها في صنعاء، بسبب ما اعتبرته المخاوف الأمنية المتزايدة. وقالت الوزارة إن الدبلوماسيين البريطانيين “جرى نقلهم من اليمن إلى المملكة المتحدة خلال الليلة الماضية في اجراء مؤقت، وستظل السفارة البريطانية في صنعاء مغلقة إلى أن يتمكن الموظفون من العودة إليها”. ونصحت البريطانيين بتجنب السفر إلى اليمن وحثّت الموجودين هناك على مغادرة البلاد، وحذّرتهم من أن الوضع في اليمن “لا يزال متقلباً مع استمرار الاضطرابات والمواجهات العنيفة، وأن المساعدة القنصلية المتاحة لهم هناك محدودة”. وتقول وزارة الخارجية البريطانية في موقعها على الإنترنت “إن تهديد الارهاب مرتفع في جميع أنحاء اليمن، إلى جانب عمليات الخطف من قبل القبائل المسلحة والمجرمين والإرهابيين”. ومن جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن طائرتي نقل عسكريتين هبطتا في اليمن، في وقت مبكر الثلاثاء، لإجلاء مواطنين أمريكيين، وذلك بعد دعوة وزارة الخارجية للموظفين غير الأساسيين بالسفارة والمواطنين إلى مغادرة البلاد فورا. ونقلت شبكة (سي ان ان) الأمريكية عن المتحدث باسم البنتاغون، جورج ليتل، إنه بطلب من وزارة الخارجية “فأن سلاح الطيران قام بنقل أشخاص خارج العاصمة صنعاء”. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد دعت رعاياها في اليمن إلى مغادرته فوراً، كما أمرت الموظفين الحكوميين غير الضروريين بالرحيل منه، بسبب ما وصفته “استمرار خطر الهجمات الإرهابية”. وقالت الخارجية في بيان على موقعها الإلكتروني، إنها أمرت “موظفي الحكومة غير الأساسيين العاملين في اليمن إلى مغادرته، بسبب استمرار خطر الهجمات الإرهابية”. ودعا البيان “الرعايا الأمريكيين المتواجدين حالياً في اليمن إلى الرحيل”، مضيفاً أنه “مع تراجع عدد الطاقم العامل في السفارات، فقد تراجعت قدرتنا على مساعدة المواطنين الأمريكيين في الحالات الطارئة، فيما يبقى توفير الخدمات القنصلية الدورية محدوداً، وحتى أنه قد يتراجع جراء الوضع الأمني المتزعزع″. وأشار إلى أن هذا التحذير يحل مكان التحذير من السفر إلى اليمن الصادر في 16 تموز/ يوليو الماضي، مؤكداً ان الخطر الأمني في اليمن مرتفع جداً. وقال البيان إن “المنظمات الإرهابية، بينها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لا تزال ناشطة في اليمن”، لافتاً إلى أن “الحكومة الأميركية لا تزال قلقة بشان هجمات محتملة على المواطنين الأميركيين (الذين يزورون اليمن أو يقيمون فيه)، وعلى المنشآت، والأعمال الأميركية، والمصالح الأميركية والغريبة”، محذراً من انتشار أعمال الخطف في البلاد. وأوضح ان عمليات الإجلاء التي تجريها الحكومة الأميركية تحدث في الوقت الذي لا يكون فيه أي حلول آمنة أخرى. ودعت الوزارة المواطنين الأمريكيين الذين يبقون في اليمن رغم هذا التحذير إلى اقتصار تنقلاتهم داخل البلاد على التنقلات الضرورية، وإلى وضعهم خططاً خاصة بهم للحالات الطارئة، والإبلاغ عن وجودهم في اليمن. وأكّدت الوزارة أن المطار مفتوح والرحلات التجارية عاملة، مشيرة إلى عدم تمويل الحكومة الأمريكية لعمليات إجلاء خاصة بها في الوقت الحالي. ويذكر أن المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، اعتبر أن جوهر أو قلب “القاعدة” ضعف بفضل جهود الولاياتالمتحدة وحلفائها، غير أنه أشار إلى أن فروعها، وبخاصة “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، ازدادت قوة، كاشفاً عن أن واشنطن عرّفت عن هذا الفرع على أنه يشكل “تهديداً خطيراً”. وكانت الخارجية الأمريكية أصدرت الجمعة تحذيراً عالمياً لمواطنيها من السفر، بخاصة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بسبب خطر حدوث هجمات إرهابية يشنها تنظيم “القاعدة” والجماعات المتصلة به، وذلك بعد أن حذرتهم في 16 تموز/ يوليو الماضي، من المستوى العالي للتهديد الأمني في اليمن بسبب الأنشطة الإرهابية والاضطرابات المدنية، ودعتهم إلى عدم السفر إليه. وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن الخارجية الأمريكية أصدرت تحذيراً عالمياً لمواطنيها من السفر، بعد أن رصدت استخباراتها اتصالات فيما بين عناصر من تنظيم “القاعدة” تنبئ بهجمات وشيكة على أهداف أوروبية أو أمريكية.