دائماً ما نسمع أحاديث عن اعتزال اللاعبين كرة القدم في سن العشرين أو ترك الرياضة ككل والبحث عن عمل يكفل لهم العيش الكريم، أو للحفاظ على مستقبل أولاده.. وهذا الأمر لا يحدث إلا في اليمن فقط.. وأينما يممت وجهك، فهناك مبدع يمني قهرته الظروف في بلده الأصل وغادر مجبراً لا بطل إلى بلد آخر باحثاً عن أناس تحترم إبداعه.. لكنه لا يعلم أنها بالمقابل سلبت منه لقبه وجنسيته وأبدلتهما بجنسية ذلك البلد.. وحين تسأل عن تميزه خارجياً وإحباطه داخلياً تكون الإجابة الصادمة.. ليس ببعيد ان يضرب المثل بالملك نسيم حميد الذي شغل الدنيا ولم يقعدها طوال ثمان سنين.. نسيم اليمني الأصل.. البريطاني الجنسية لو وجد في بلده الأصل لما نال كل هذه الشهرة.. ومثله عمر عبدالرحمن النجم اليمني الأصل الإماراتي الجنسية الذي أوصل منتخب الإمارات الى نهائيات الاولمبياد قبل ان يخطف لهم بطولة الخليح 21.. ومن الرياضة الى الفن، فهناك العديد من النماذج الحية..عملاق الغناء العربي أبوبكر سالم وفنان العرب محمد عبده والموسيقار الكبير أحمد فتحي والأخر أجبر على ان يغادر البلاد في طريقة تسيء الى كل مسؤولي الإبداع..!! وإذا ما عدنا الى الجانب الذي يهمنا وهو الرياضي وما تعانيه المواهب الرياضية من الإهمال والتطنيش يبرز في المقدمة النجم الاولمبي تميم القباطي الذي ذهب الى اولمبياد لندن ولم يعد ولحق به أحمد الهردي الذي يمثل شباب منتخب قطر والنادي الأهلي.. كذلك النجم المونديالي طارق الحيدي الذي غادر الى بلاد العم سام بحثاً عن مصدر دخل يؤمّن به مستقبل أولاده.. وكل الشواهد والدلائل السابقه تؤكد أن بلادنا محرقة المواهب، وأن وطننا القطة التي تأكل أبناءها وكل الذين رفضوا الجنسية الأخرى اليوم يتمنونها. والقصة طويلة وتبدأ منذ الأزل في طحن المواهب، كما يقول المبدعون أنفسهم، ولكننا سنبدأ من الأخير في استعراض دفن المواهب اليمنية بدءاً بمنتخب الأمل 2003 الذي حقق وصافة بطولة القارة الآسيوية لكرة القدم وذهب الى نهائيات كأس العالم ثم عاد الى اليمن ولم نعد نسمع أخباره.. بعد ان كنا نحمل عليه كل الأمل في تحسين الصورة السيئة للكرة اليمنية. وفي جانب الإبداع غير الرياضي ومن نجم الخليج نتذكر بتلك اللحظة الفارقة التي أعلن فيها عن تتويج اليمني فؤاد عبدالواحد نجماً للخليج في الموسم الثاني ونجيب المقبلي نجم الموسم الثالث، ولك عزيزي القارئ أن تسأل أين ذهبوا وغيرهم وهاس والزراعي وعبدالرحمن الأهدل وحميد البحري وكل من حقق المركز الأول في المسابقات الشعرية المختلفة..؟ ختاماً الفائزين بجوائز رئيس الجمهورية الذين يقضون أياماً وهم ما بين الخدمة المدنية ووزارة المالية وأحياناً كثيرة في وزارة الشباب والرياضة التي لم تنتصر لهم في الحصول على حقهم المكفول بوظيفة تزيد من إبداعهم وتؤمّن مستقبلهم. للتحديد في كرة القدم قد يكون أكثر اللاعبين شهرة في بلادنا هم لاعبي كرة القدم، ومع ذلك تجدهم أكثر فقراً وكلما اقتربت منهم عرفت معاناتهم، ففي الوقت الذي يستلم فيه اللاعب عشرين الف ريال يمني في الشهر، أي أقل من “مائة دولار” تجد المأساة بعين أمها، وهناك لاعبون يستلمون أكثر من ذلك بقليل، والقليل منهم من يتجاوز سقف راتبهم الخمسمائة دولار، وفي أندية محددة، وليت نظام الاحتراف لم يأتِ إذا كان جاء ومعه الحراف وبين كل هذه المشاكل يجد اللاعب نفسه مضطراً لممارسة الرياضة انطلاقاً من مبدأ حبه للكرة. ورغم أن اتحاد الكرة وضع شروطاً للاحتراف تكفل حق اللاعب، لكن هل تعمل بها الأندية، وهل يوجد وكلاء أعمال للاعبين أو مكاتب لانتقال اللاعبين..؟ وهو ما يجعل النادي هو المتحكم بل شيء..! وينص قرار اتحاد الكرة الذي يحدد آلية إبرام العقود الاحترافية والعقود الاحترافية للاعبين المحليين بموجب اللائحة الجديدة للموسم الكروي تشترط إبرام عقود احترافية ما لا يقل عن 12 لاعباً خلال فترة التسجيل الأولى.. 1 - اللاعب الذي تجاوز عمره 24 عاماً في شهر نوفمبر من الموسم الجديد يعتبر لاعباً حُراً يحق له الانتقال إلى أي نادٍ ما لم يوقع عقداً مع ناديه الأصلي. 2 - مدة عقود اللاعبين الذين لا تنطبق عليهم الفقرة (1) على النحو التالي: أ - اللاعب الذي لم يتجاوز عمره 17 عاماً في شهر نوفمبر من الموسم الجديد لا يحق له توقيع أي عقد ويتم ذلك عبر ولي أمره ولفترة محددة تنتهي ببلوغه 18 عاماً. ب - اللاعب الذي يكون عمره بين (18 - 19) سنة يعتبر لاعباً شبه محترف يحق له توقيع عقد لمدة زمنية لا تتجاوز موسمين كرويين اعتباراً من الموسم 2008 2009م. ت - اللاعب الذي يكون عمره بين (20 22) سنة يعتبر لاعباً محترفاً ويحق له توقيع عقد لمدة زمنية لا تتجاوز أربعة مواسم كروية. ث - في كل الحالات الأخرى لا يجوز توقيع عقد تتجاوز فترته خمسة مواسم كروية. للمقارنة في الشقيقه قطر وضع الاتحاد القطري لكرة القدم ضوابط جديدة تتعلق بتدرّج رواتب لاعبي الدوري القطري بداية من الموسم المقبل، وذلك للحد من تضخم رواتب اللاعبين ووضع حدٍّ معين يحكم كل الصفقات الجديدة التي ستبرمها الأندية. وجرى ذلك في اجتماع جرى في 9 مارس في الدوحة تحت إشراف الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد وعلى ضوء هذا الاجتماع، تقرر تقسيم اللاعبين إلى سبع فئات وتنطلق الرواتب الشهرية من 3000 ريال قطري بالنسبة لأقل فئة وتصل إلى ما بين 25 و30 ألف ريال بالنسبة للفئة الأولى.. وفيما يتعلق ببدل السكن، فيتراوح بين 3000 و8000 ريال قطري بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وتأتي هذه الخطوة بعد أن تضخمت رواتب وعقود لاعبي دوري نجوم قطر خاصة بالأندية الكبرى بدرجة كبيرة للغاية، ودخلت الأندية في مزايدات وإغراءات مالية كبيرة فيما بينها من أجل التعاقد مع لاعبين بأضعاف الأسعار الحقيقية المقدرة لهم، ما أسفر عن مشاكل كبيرة دفعت اتحاد الكرة إلى وضع ضوابط والتصدي لهذه الظاهرة التي أضرت بالكرة القطرية والأندية على حد سواء. الحارس الدولي علي الحبسي، هو اللاعب الخليجي الوحيد الذي يطبق الاحتراف بمعناه الصحيح، من خلال تواجده في الدوري الانجليزي، وينال الحبسي من ناديه ويجان راتباً يتجاوز 60 ألف ريال عماني، فيما يحصل عماد الحوسني في الأهلي السعودي على 9 ملايين ريال سعودي في الموسم، بينما يحصل فوزي بشير ومحمد الشيبة على 17 ألف ريال لكل منهما في الدوري الإماراتي. وكشفت إحصائية عن اللاعبين المشاركين في “خليجي 21” أن لاعبي السعودية وقطر هم الأضخم في الرواتب، حيث يتقاضى أسامة هوساوي من الأهلي السعودي 80 ألف ريال عماني، وراتب ياسر القحطاني 50 ألف ريال عماني، و49 ألفاً لناصر الشمراني، بينما يتقاضى وليد عبدالله من الشباب 36 ألف ريال عماني، وأحمد عطيف 27 ألفاً. ولا تقل قيمة عقود لاعبي قطر عن لاعبي المنتخب السعودي، حيث يتقاضى سبستيان سوريا مليوناً ونصف المليون ريال سعودي يدفعها نادي لخويا، وهو يعد الأغلى في الخليج، ويتقاضى خلفان إبراهيم من السد راتباً وقدره 41 ألف ريال عماني، وكسولا 25 ألف ريال، وقاسم برهان 16 ألفاً.. بينما لم يدخل لاعبو المنتخب اليمني ضمن التصنيف. للمقارنة عالمياً في نهاية الموسم الماضي وبحسب مجلة “ فوريس المتخصصة في رصد رؤس الأموال وعالم التجارة فقد رصدت أكثر اللاعبين راتباً في العام 2012 2013 وكانت الحصيلىة كالتالي: 1 الكاميروني صامويل إيتو (أنجي الروسي): 20 مليون يورو 2 السويدي زلاتان إبراهيموفيتش (باريس سان جيرمان الفرنسي): 14،5 مليون يورو 3 الإنجليزي واين روني (مانشستر يونايتد الإنجليزي): 13،8 مليون يورو 4 الإيفواري يايا توريه (مانشستر سيتي الإنجليزي): 13 مليون يورو 5 الأرجنتيني سيرخيو أجويرو (مانشستر سيتي الإنجليزي): 12،5 مليون يورو 6 الإيفواري ديدييه دروجبا (شنجهاي الصيني): 12 مليون يورو 7 الإسباني فرناندو توريس (تشيلسي الإنجليزي): 10،8 مليون يورو 8 البرازيلي كونكا (جوانجزهو الصيني): 10،6 مليون يورو 9 الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني): 10،5 مليون يورو 10 البرتغالي كرستيانو رونالدو (ريال مدريد الإسباني): 10 ملايين يورو * وبحسب آخر تقرير لرواتب اللاعبين المسجلين في نادي برشلونة حتى سبتمبر 2012 جاءت رواتب اللاعبين أسبوعيا كالتالي: ليونيل ميسي 225 ألف جنيه إسترليني دانيال ألفيس 200 ألف جنيه إسترليني تشافي 165 ألف جنيه إسترليني فيكتور فالديس 140 ألف جنيه إسترليني اليكس سونغ 120 ألف جنيه إسترليني صحيح أن المقارنة عربياً ظالمة، فما بالك أن تكون المقارنة عالمية، وبذلك فإن اللاعب في اليمن لا يلام إذا ما فكر بترك كرة القدم وذهب يبحث عن قوت عياله وكفى.
