لاقى تعيين لويس إنريكي مديراً فنياً جديداً لنادي برشلونة الإسباني ارتياحاً واسعاً من قبل جماهير البلوغرانا حيث تعول عليه بشدة لإعادة هيبة البارسا محلياً وقارياً خاصة أنه يجمع بين حنكة بيب غوارديولا وفلسفته وانضباطية دييغو سيميوني وقتاليته. حازم يوسف-إيلاف: عاشت جماهير نادي برشلونة الإسباني موسماً للنسيان بعد الخروج بلا ألقاب وبطولات على كافة الأصعدة في مشهد نادر لم تعتد عليه منذ صيف عام 2008.
وبمجرد انتهاء مباراة برشلونة وأتليتكو مدريد ضمن الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني لكرة القدم بالتعادل الإيجابي وتنصيب "الروخي بلانكوس" على رأس أندية الليغا للمرة الأولى منذ 18 عاماً، أعلن الأرجنتيني خيراردو تاتا مارتينو الذي استقدم على الفور من قارة أميركا الجنوبية عقب تنحي الراحل تيتو فيلانوفا ، أعلن استقالته مقدماً اعتذاره وأسفه لأنصار البارسا بسبب فشله في تحقيق الأهداف الموضوعة والمتمثلة بالتتويج بالألقاب المحلية والقارية.
وبعد يومين فقط، تم تعيين المدير الفني السابق لنادي سيلتا فيغو لويس إنريكي على رأس القيادة الفنية للنادي الكاتالوني في عقد يمتد لعامين حتى نهاية ولاية المجلس الحالي برئاسة ساندرو روسيل وخليفته جوسيب ماريا بارتوميو.
ولاقت خطوة مجلس إدارة برشلونة بإسناد المهمة لأحد أبناء النادي قبولاً واسعاً من جماهير البلوغرانا التي أبدت تفاؤلاً وحماساً مشوباً بالحذر مثلما حدث سابقاً عندما تم تعيين بيب غوارديولا مديراً فنياً بعد "سنتين عجاف" مع الهولندي فرانك رايكارد.
كما أن لويس إنريكي أصبح يمتلك الآن خبرة أكبر على خلاف الوضع حين أعلن رئيس برشلونة السابق خوان لابورتا إسناد مهمة تدريب العملاق الكاتالوني إلى غوارديولا الذي لم يخض تجارب تدريبية سابقة باستثناء تولي مهمة فريق برشلونة ب وإحرازه معه نتائج إيجابية وسرعان ما تم تصعيده للإشراف الفني على الفريق الأول.
وعلى غرار غوارديولا، تولي إنريكي تدريب الفريق الرديف بل وحقق معه نتائج إيجابية أفضل وقاد الفريق إلى الصعود إلى دوري الدرجة الإسبانية الثانية واحتل المركز الثالث المؤهل لأندية الليغا غير أن قوانين الاتحاد الإسباني تمنع تواجد فريقين يتبعان لإدارة واحدة!
وبزغ نجم لويس إنريكي عندما تولى مهمة تدريب نادي روما الإيطالي لكنه لم يحقق نجاحاً لافتاً وخرج من قلعة "الأولمبيكو" بعد موسم واحد إثر تدهور علاقاته الشخصية مع بعض نجوم "الذئاب" مثل القائد فرانشيسكو توتي ودانييلي دي روسي قبل أن يشرف على سيلتا فيغو في الموسم المنصرم حيث قاده لاحتلال المركز التاسع لنادٍ كان يُصارع دائماً على تجنب الهبوط كما ألحق هزيمة بريال مدريد أنهت آمال "الملكي" في المنافسة على لقب الدوري الإسباني.
إنريكي وقتالية سيميوني
ويُعرف عن "اللوتشو" - كما يحلو لأنصاره تسميته- امتلاكه شخصية قوية وقتالية عالية وصرامة منقطعة النظير وتدريبات بدنية مرهقة مثلما يفعل الأرجنتيني الشاب دييغو بابلو سيميوني الذي يتألق مع أتليتكو مدريد منذ سنوات قليلة حيث حقق معه بطولات الليغا والكوبا والدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبية ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في نسخة 2014.
اللوتشو وحنكة بيب
وإلى جانب سيميوني، يمتلك إنريكي صفات متشابهة مع زميله بيب غوارديولا حيث يتمتع الرجلان ب"حنكة كبيرة" و"أفكار هجومية واضحة" تناسب وتُلائم أسلوب البارسا وطريقه لعبه من خلال الضغط العالي واستعادة الكرة في أسرع وقت ممكن.
وقال إنريكي خلال مؤتمر تقديمه رسمياً لوسائل الإعلام الإسبانية أنه سيبقى وفياً لأسلوب برشلونة حيث الكرة الهجومية الشاملة التي تعتمد على تسجيل أكبر عدد من الأهداف وعدم الركون واللجوء إلى الدفاع وإبعاد الكرة عن مرمى البلوغرانا.
وأشاد مدرب برشلونة بمدربي بايرن ميونيخ الألماني وأتليتكو مدريد الإسباني لكنه شدد على أنه يريد أن يصنع تاريخاً خاصاً به بعيداً عن أي مقارنات تُعقد من قبل الصحافة ووسائل الإعلام الإسبانية.
قرارات ثورية
ويسير مدرب برشلونة الجديد على خطى غوارديولا عندما أقدم الأخير على اتخاذ قرارات "ثورية" بإبعاد الثلاثي، البرازيلي رونالدينيو والبرتغالي ديكو والكاميروني صامويل إيتو.
ويستعد إنريكي للتخلي عن خدمات الظهير البرازيلي دانييل ألفيس من خلال عقد صفقة تبادلية مع باريس سان جيرمان الفرنسي وإحضار الشاب ماركينيوس إلى ملعب كامب نو بالإضافة إلى الخطر الحقيقي الذي يتهدد التشيلي أليكسيس سانشيز والإسباني سيسك فابريغاس والكاميروني ألكسندر سونغ.
ولن تغفر جماهير النادي الكاتالوني على الإطلاق الخروج بموسم ثانٍ على التوالي بدون إحراز أي بطولة محلية أو قارية خاصة أن الغريم ريال مدريد حقق ثنائية في الموسم المنصرم عبر التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا.
ويتوقع مراقبون ومحللون أن يستعيد برشلونة قتاليته ورغبته الجامحة في الفوز خلال الموسم الجديد حيث بَدَوْا مطمئنين لقدرة إنريكي على مواجهة التحديات الصعبة وبث روح الحماسة وإيجاد الحافز المطلوب للمنافسة على كافة الجبهات.