من خلف أزرار الكيبورد أو الهاتف وبسرعة البرق يستسهل البعض توزيع الاتهامات ومنح الآخرين صكوك الوطنية عبر التغريدات والبوستات التي يتلقفها مئات الناشطين ويتعاملون معها كحقائق غير قابلة للتشكيك ويصدرون بناء عليها أحكامهم النهائية ويبنون عليها مواقف غير قابلة للمراجعة. يخرج المعني بنفي تلك التهم والتوضيح ويقول هذا الكلام غير صحيح ويورد كل القرائن التي تؤيد ما يقول ومع ذلك تستمر حملات التشويه وتعلو لغة التخوين. في قضية المواطن اليمني (مؤيد) الذي توفي بالأردن كتب البعض بإنصاف ومسؤلية ومثل هذا الطرح يكون مقدر ومقبول ومؤثر، وذهب الكثير للأسف الشديد للانخراط في الحملة الظالمة التي تستهدف الاستاذ علي العمراني سفير اليمن في الاْردن والنيل من شخصه بعيدا عن المنطق والواقع. وضحت السفارة موقفها وخرج السفير على صفحته بالفيس بتوضيح الموقف ايضا ومع ذلك تستمر حملات التخوين والشتم والسباب. من خلال معرفتي بالاستاذ على العمراني التي تمتد لاكثر من عقد ونيف من الزمن -وقد عملت ضمن فريقه حين كان وزيرا للإعلام- أودّ القول انه من الشخصيات الوطنية النادرة والكفؤة التي تُمارس عملها باقتدار وانضباط ومسؤلية عالية وأنه بذل ولا يزال وسيظل كل جهد في سبيل تسهيل إجراءات مواطنيه الذين يمرون عبر او يقصدون الاْردن وذلك واجبه ومسؤوليته التي لن يدخر جهدا في القيام بها على اكمل وجه. من يرفعون اصواتهم بالكلام الجارح لا يدركون انهم ربما قد يعقدون إجراءات دخول وخروج اليمنيين الى هذه الدولة ولا يخدمون جهود السفير في تسهيل ذلك. المتاحات أمام اليمنيين أضحت ضيقة فلا تساهموا في تضييقها أكثر وأكثر. كتابة البوست او التغريدة أمر في غاية السهولة واليسر لكن الكلمة قد تتحول الى رصاصة قاتلة او موقف يجلب الضرر على شرائح واسعة كانت في غنى عن كل ذلك. ترى من الذي سماها (مواقع التواصل الاجتماعي)؟! وكيف سيكون حاله وهو يرى حجم القطيعة التي تتسبب فيها هذه المنصات حين أضحت مساحة لتبادل التهم جزافا والترويج للخصومة المبالغ فيها؟ يمر المتابع على حوائط وصفحات البعض فيجد فيها من الردح والردح الآخر ما يخرج عن اللياقة والاخلاق أيضا.